بعد ما صرحت به مديرية شئون الحج والعمرة بوزارة الأوقاف عن تكلفة الحج لهذا العام والتي حددت ما يقرب من ٣٥٠٠ دينار، توقفت بشكل كبير أمام الرقم الذي أعلن عنه بأنها تكلفة الحاج من قطاع غزة، وظروف هذا العام لا تختلف عن الأعوام الفائتة، ولم تختلف كثيرا عن السنوات الماضية وهذا الارتفاع من وجهة نظري جنوني، وغير محتمل لكثيرين من أبناء القطاع نظرا لظروفهم الاقتصادية وأحوالهم المعيشية والتي أيضا اختلفت كثيرًا عن السنوات الماضية، ولربما في بعض السنوات كانت أفضل من هذا العام وكانت التكلفة لا تزيد كثيرا عن النصف لهذا العام.
كثير من الحجاج الله يعلم كيف تدبروا أمرهم حتى يؤدوا الفريضة، وربما تحملوا من المشاق الكثير حتى يوفروا ألف أو الألفين من الدنانير وبشق الأنفس لغالبيتهم.
السكن في السعودية هذا العام هو نفس السكن في الأعوام السابقة، هل بات السكن خمس نجوم اليوم وبالأمس كان سكنا شعبيا حتى ترتفع الأسعار إلى هذه الدرجة، أم أن النفوس في السعودية من الجهات المسئولة هي التي تغيرت فشقت على الناس إلى هذه الدرجة حتى باتت تكلفة خدمات المشاعر عن كل حاج ١٠٢٨ دينارًا.
المواصلات من معبر رفح ذهابا وإيابًا ٣٨٠ دينار، هذا يعني تكلفة الباص بحمولة ٥٠ راكبا تبلغ تسعة عشر ألف دينار وهو رقم مخيف، الاستغلال فيه كبير وواضح سواء من الجانب السعودي أو المصري، وكأن أهالي غزة دولة بترولية أو دولة أوروبية لديها من الرفاهية الكثير، علما أن الحج شعيرة دينية تحتاج إلى تقوى من الله كبيرة وتسيير الشعيرة على كافة الحجاج سواء من غزة أو من أي دولة كانت.
الإخوة الكرام تكلفة هذا العام لموسم الحاج لو كان عدد حجاج هذا العام ١٥٠٠ حاج من غزة بتكلفة تصل إلى ٣٥٠٠ يكون مجموع ما سيدفعه حجاج هذا العام خمسة مليون ومئتين وخمسين ألف دينار، هذا معقول؟
وهنا نسأل العلماء من أهل الفتوى، ما الموقف الشرعي والديني لهذا الابتزاز من قبل الدولتين السعودية ومصر للحجاج، هل التوقف هو الحل، نعم الآية تقول (لمن استطاع إليه سبيلا)، نعم قد تكون هناك استطاعة، ولكن ليس بهذه التكلفة العالية والتي تتجلى فيها صور الابتزاز بشكل واضح ، أفتونا يا علماء الفتوى فيما نطرح ، علما أن أداء العمرة لا يقل استغلالا عن الحج، أفيدونا أفادكم الله.