في عملية نوعية حملت أكثر من معنى، ورسالة لتجسيد الوحدة والتلاحم بين فصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية والإسلامية بالدم، فتقدم 3 استشهاديين من سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب الأقصى، في مثل هذا اليوم 8/ 6، باتجاه الموقع العسكري الواقع في المنطقة المسماة إيرز شمال القطاع، وبرعاية الله وتوفيقه تمكن المجاهدون من الوصول إلى الموقع من أمام الجنود المتمركزين على البوابة، المخصصة لدخول الجنود الصهاينة، وهم يرتدون الزي العسكري الصهيوني، وسلاح الـ m16، وكان المجاهدون قد وصلوا إلى المكان في تمام الساعة الخامسة إلا ربع ،صباحاً وما أن دخلوا إلى الموقع العسكري، باشروا بالاشتباك مع الجنود الصهاينة المتواجدين في الموقع، وقد استمر الاشتباك داخل الموقع وحسب مصادر الرصد الخاصة لغرفة العمليات المشتركة للسرايا والقسام والأقصى، لمدة الساعة إلا ربع، خاضوا فيها معركة ضارية، وسطروا أروع آيات البطولة والفداء.
في جنح الظلام تلمس الاستشهادي المجاهد رامي محمد البيك من سرايا القدس دربه نحو هدفه الذي طالما سعى إليه، فاشترك مع محمد يوسف أبو بيض من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وموسى إبراهيم سحويل من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في عملية استشهادية دكت أعتى حصون الجيش الصهيوني في قطاع غزة، إنه معبر إيرز الذي يعاني عبره آلاف الفلسطينيين العذابات جراء ممارسات جنود الاحتلال العنصرية بحقهم.
خسائر العدو
وحسب المصادر الصهيونية، أدّت العملية البطولية إلى مقتل أربعة صهاينة بينهم ضابط فضلاً عن إصابة أربعة آخرين إلى جانب الذُعر الذي خلفته بين صفوف جنود الاحتلال في المعبر الذين تفاجئوا بجرأة الاستشهاديين وهم يقتحمون عليهم الحصون متسلحين ببضعة قنابل يدوية الصنع ورشاشات خفيفة إلي جانب إيمانهم الراسخ المتعالي على كل صيحات الألم.
وفي تعليقات الصهاينة العسكريين على نجاح الاستشهاديين الثلاثة رامي البيك ومحمد أبو بيض وموسى سحويل في الوصول إلى الموقع العسكري، واختراق جميع الحواجز، والوجود الصهيوني، وعشرات الدبابات المتمركزة على الطريق المؤدية إلى المنطقة الصناعية، والموقع العسكري المستهدف، أرجعوا سوء الرؤية، للضباب الكثيف الذي كان يخيم على المنطقة، وأن حالة الضباب هذه ساعدت الاستشهاديين في التمكن من الوصول إلى الهدف من دون أن ينكشفوا لقوات الجيش التي كانت متواجدة في المكان.
وشكّلت العملية البطولية رسالة سياسية دامغة وقعها الشهداء الأبرار بدمائهم الزكية فكانت رسالة للمتخاذلين المنادين بتطبيق خارطة الطريق آنذاك وحروفها تقول بوضوح «الجهاد هو الطريق والشهادة هي السبيل أما الحلول السلمية فما هي إلا عبث وتأخير للنصر الذي يقترب مع كل شهيد يرتقي».
عملية مشتركة
وأعلن بيان عسكري مشترك صادر عن سرايا القدس وكتائب الشهيد عز الدين القسام وكتائب شهداء الأقصى المسئولية المشتركة عن اقتحام موقع قيادة جيش العدو الصهيوني في المنطقة المسمّاة "إيرز" شمال قطاع غزة، حيث اقتحم ثلاثة من مجاهدينا الاستشهاديين موقع قيادة جيش العدو في الساعة الخامسة والثلث من صباح يوم الأحد 8 ربيع ثاني 1424هـ الموافق 8/6/2003م وخاضوا اشتباكاً مسلحاً استمر أكثر من ساعة ونصف أفرغ خلالها مجاهدونا ما بحوزتهم من رصاص وقنابل في رؤوس ضباط جيش العدو النازي، والشهداء الأبطال هم: الاستشهادي / رامي محمد البيك - 22 عاماً - من حي الزيتون بمدينة غزة من سرايا القدس، والاستشهادي / محمد يوسف أبو بيض - 21 عاماً - من مخيم جباليا من كتائب الشهيد عز الدين القسام، والاستشهادي / موسى إبراهيم سحويل - 22 عاماً - من عزبة بيت حانون من كتائب شهداء الأقصى.
وحدة شعبنا الفلسطيني
وأوضحت سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب الأقصى، أنهم إذ يعلنون عن هذه العملية البطولية المشتركة والتي انطلقت من قلب مدينة بيت حانون المحتلة والمحاصرة جاءت لتؤكّد على وحدة شعبنا على خيار الجهاد والمقاومة حتى يندحر الاحتلال عن وطننا ومقدّساتنا.
الاستشهادي رامي البيك في سطور
ولد الشهيد المجاهد رامي محمد جعفر البيك في 1 يوليو (تموز) عام 1982م، وتميز بالتفوق في دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية حتى صار موضع اهتمام أساتذته، وأنهى الثانوية بتقدير جيد جدًا والتحق بالجامعة الإسلامية حيث درس بقسم اللغة الإنجليزية، ثم انتقل إلى كلية التجارة إلا أنه فضل الانتقال بعد عام تقريبًا إلى جامعة الأزهر ليدرس الحقوق بمدينة غزة مع شقيقه رأفت الأصغر منه سنًا.
عهد جميع الناس شهيدنا المجاهد رامي شابًا يتمتع بمحاسن الأخلاق التي جعلته محبوبًا من الجميع. وعُرف بارًا بوالديه، محافظًا على صلاته في المسجد، وقارئًا لكتاب الله العزيز، وعاملاً بما فيه من توجيهات وقيم، وعُرف بالحياء والكتمان وحب البذل للآخرين.
التحق الشهيد المجاهد رامي البيك بحركة الجهاد الإسلامي ثقة منه في نهجها الجهادي الذي خطه المفكر الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي والقائم على ثلاثية الإيمان والوعي والثورة، وانضم لصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حيث تلقى العديد من الدورات في الاقتحام التي أهلته ليكون استشهاديًا يدك حصون العدو.