أعرب القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومفجر ثورة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال الشيخ خضر عدنان، عصر اليوم السبت، عن ثقته بأن الأسرى المضربين عن الطعام في معتقلات العدو: خليل العواودة، رائد ريان، وهاني بشارات، سينتصرون في معركة الكرامة التي يخوضونها، حتى لو طالت أيام الإضراب، وازداد علو الاحتلال، مشدداً على أن العدو الإسرائيلي سيُمنى بانتكاسة وصدمة أكبر بهذا الانتصار.
جاء ذلك في كلمةٍ له خلال فعالية نظمتها رابطة فلسطين الطلابية – الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- الساحة السورية -، بالمركز الثقافي العربي بكفرسوسة في دمشق، تحت عنوان (بإرادتكم نكسر القيد)، وذلك دعماً للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وفي ظلال الذكرى السنوية الثانية لارتقاء فقيد فلسطين الكبير د. رمضان شلَّح، والذكرى السنوية الأولى لارتقاء مؤسس “كتيبة جنين” جميل العموري.
وقال الشيخ عدنان :”يا أهلنا في الشام. شام العروبة والإسلام والجهاد والمقاومة: إذا كانت لجنين كتيبة، ولنابلس كتيبة، وفي رام الله ستكون -إن شاء الله- الكتائب، وفي طولكرم كتيبة لسرايا القدس المظفرة، فإننا نسأل الله أن يوفق كتيبتنا داخل سجون الاحتلال بالنصر والتمكين”.
وأضاف “لكم المحبة إخوتي وأنتم تجتمعون من أجل الأسرى، وخاصةً المضربين منهم، وفي ظلال الذكرى السنوية لارتقاء المفكر الكبير د. رمضان شلَّح، والشهيد المشتبك جميل العموري”.
وتابع الشيخ عدنان “لكم الفخر إخوتي الأحبة في رابطة فلسطين الطلابية، بأن ترفعوا رؤوسكم عالياً فأنتم تنتمون لإرثٍ عظيم من الشهداء والفدائيين والاستشهاديين والاستشهاديات”.
ومضى يقول “سلامٌ لكم وأنتم تضغطون على زناد الحق والحقيقة، وتحملون القلم والقرطاس دفاعاً عن القدس والأقصى وفلسطين بالكلمة والموقف والتأطير والتجييش لفكر الجهاد والمقاومة”.
ودعا الشيخ عدنان، جموع الطلبة داخل فلسطين، وفي الشتات سواءً في الجامعات أو المعاهد أو المدارس للانتماء للرابطة الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. هذا الإطار المبارك الذي يعتبر امتداداً لفكر الجهاد والمقاومة، والذي يقف على ميمنته وميسرته أبطال سرايا القدس.
وزاد “لإخوتنا في الداخل وفي الشتات، إن انتماءك للرابطة الطلابية، هو محافظةٌ على إرث الشهداء، الذين جادوا بأرواحهم رخيصةً من أجل إعلاء اسم فلسطين عالياً”.
واستعرض الشيخ عدنان خلال كلمته، تجربته مع الإضرابات التي خاضها، وإسناد قيادة الحركة له فيها، قائلاً :”لقد كنا على ثقة بأن خلفنا قيادةً ممثلة بالفقيد الراحل، وبسرايا القدس، وبأبطال السجون، وبالهيئة القيادية العليا، ستنصرنا على الاحتلال؛ ونحن نخوض معارك الحرية والكرامة. معارك الأمعاء الخاوية”.
وختم القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، كلمته قائلاً :”السلام عليكم، من إخوتكم في جنين التي تحبكم، رئة الجهاد والمقاومة -كما كان يردد الفقيد الكبير د. شلَّح-. سلامٌ من كتيبة جنين وسراياها المظفرة”.
من جانبه، أكد مدير عام مؤسسة القدس الدولية- فرع سورية د. خلف المفتاح، أن فلسطين هي جزء من حركة التحرر العالمي، وهي مركز الصراع الكوني.
وشبّه المفتاح، الكيان الإسرائيلي بالبؤرة الاستيطانية، التي وُجدت بالمنطقة وستفشل كما فشلت من قبل البؤر الاستيطانية في جنوب إفريقيا، وفي الجزائر أمام صمود ومقاومة الشعب الجزائري.
وأشار إلى أن نموذج البؤرة الاستيطانية نجح في أمريكا، لأنهم قضوا على أصحاب الأرض الحقيقيين.
ولفت المفتاح إلى أن هذه البؤرة الاستيطانية (كيان الاحتلال) فشلت في تحقيق أهدافها، مبيناً أنهم ادعوا بأن فلسطين هي أرض الميعاد، وأن اليهود في العالم سيتجمعون فيها، مستدلاً على قوله بأن عدد اليهود في نيويورك يكاد يساوي عدد اليهود داخل البؤرة الاستيطانية المُسماة “إسرائيل”.
وتساءل: هل استطاع الصهاينة صهر الجماعات اليهودية، وتشكيل مجتمع متجانس؟، ليجيب على تساؤله بنفسه، قائلاً: لقد فشلوا بذلك، ويمكن أن نشبههم بالتركيبة الجيولوجية، وبالتالي لا يوجد تناغم فعّال.
كما لفت إلى وجود هجرة عكسية في هذه البؤرة الاستيطانية، بسبب أن هناك شعب يقاوم، وأن هناك أمة عربية تقول بأن فلسطين عربية وإسلامية.
ونوه المفتاح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تعويض ضيق العامل الديموغرافي، والعامل الجغرافي، بفائق القوة المعرفي والتكنولوجي.
وأوضح أن هذا الكيان نشأ علمياً قبل أن ينشأ سياسياً، وبالتالي فإن علينا أن نواجهه بالعلم والمعرفة، والتركيز على البنيان العقلي.
وتساءل المفتاح مجدداً: لماذا قصفوا المفاعل النووي في العراق عام 1981؟. لماذا استهدفوا العلماء العراقيين؟. لماذا استهدفوا المفاعل النووي في سورية عام 2008؟. لماذا استهدفوا العلماء السوريين؟، ولماذا يستهدفون العلماء الإيرانيين؟.
من ناحيته، قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية إسماعيل السنداوي، :” نقف اليوم لكي نتحدث عن الرجال الرجال. رجالٌ رفضوا أن يكونوا مع القواعد. رجالٌ نذروا أنفسهم لله”.
ووصف السنداوي الأسرى، بأنهم الشهداء الأحياء، القابضون على جمرتي الحرية والكرامة.
وتابع :”إنهم الأبطال الذين ولدت من تضحياتهم كتيبة نابلس، وكتيبة جنين، والتي أضحت عنوان البطولة والتحدي للاحتلال”.
ووفق السنداوي فإننا “مقصرون مع الأسرى مهما فعلنا”، مضيفاً “كل الكلمات أصغر من هاماتكم وقاماتكم العالية”.
ودعا ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية، كل فلسطيني، عربي وحر في العالم، لإسناد الأسرى ودعم صمودهم؛ بكل الوسائل المتاحة لاسيما على الصعيد الإعلامي، وذلك لتحشيد الرأي العام الدولي قضيتهم.
وتخلل الفعالية عرض مسرحي عن واقع الأسرى في سجون الاحتلال وصور البطولة والمواجهة اليومية له، وفيديوهات عن معركة الكرامة في سجون الاحتلال، وعن الفقيد الوطني الكبير د. رمضان شلَّح في ذكرى ارتقائه الثانية، وعن “كتيبة جنين” ومؤسسها مجدد الاشتباك جميل العموري، في ذكرى ارتقائه الأولى