قائمة الموقع

قراءة في تصريحِ الأمين المُشْتَبِك.. لا مجال لإمساك العصا من المنتصف!

2022-06-12T18:18:00+03:00
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

"لن نقبل بهذا الإذلال المستمر".. هذا مقتطفٌ ورد في نهايةِ تصريح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وسبقه توصيف واقعيٌ منه لتصاعد العدوان المستمر تجاه مفردات مهمة من مفردات الصراع مع العدو، تتمثل في الأسرى والمسرى، والعدوان على الضفة المحتلة.

ومعروفٌ أنَّ تصريحات القائد النخالة، لها رصيد في الميدان؛ يعرفها الصديق والعدو على حدٍ سواء، فالرجل المُشتبك الذي لا يُشبه (إلا) نفسه بارع في "قلب الطاولة فوق رؤوس الإسرائيليين"، ولا يجيد مطلقاً سياسة "إمساك العصا من المنتصف"؛ إذا ما تعلقَ الأمر بالصراع مع العدو.

وتأتي تصريحات النخالة في الوقت الذي يواصل العدو الإسرائيلي تغوّله على مدينة القدس ومسجدها المبارك؛ وفي ظل ارتفاع حالات القتل والاعتقال في صفوف الفلسطينيين في الضفة، واستهدافه المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وتجاهل إضراب الأسرى وعلى رأسهم المجاهد خليل العواودة؛ وهو ما دفع مُطْلِقُ التصريحات لدعوة القوى الوطنية والإسلامية كافة؛ للوقوف بشكلٍ جاد وحيوي تجاه تلك العناوين.

محللان سياسيان فلسطينيان اتفقا على أنَّ تصريحات النخالة هي نذير غضب، تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل ضد كل ما هو فلسطيني، وهو ما قد يضع المقاومة الفلسطينية للوقوف تجاه مسؤولياتها في ظل العدوان المتصاعد.

الباحث بالشأن السياسي حسن عبدو، يرى أن تصريح النخالة محاولة للتنبيه تجاه تغول الاحتلال على القضايا ذات الأهمية الكبرى، مبينًا أن النخالة يريد الدفع باتجاه إجماع وطني؛ لمواجهة ما يجري.

وأوضح عبدو لـ"شمس نيوز" أن التصريح يحمل في طياته رسالة واضحة مفادها: لا يجوز ترك الاحتلال يستفرد بالمعتقلين في سجون الاحتلال، وأنَّ المطلوب جهد وطني جاد وفاعل وحقيقي؛ للرد على ما يقوم به العدو من جرائم سواء بالإعدامات الميدانية، أو استهدافه للأسرى والمحررين.

وأشار إلى أنَّ تصريحات النخالة تحمل رسالة للعدو الإسرائيلي تحذره فيها من التمادي بجرائمه تجاه الأسرى والمسرى، والضفة المحتلة، وأنَّ عليه توقع الرد حال استمر بعدوانه تجاه تلك الملفات.

وأضاف عبدو "النخالة ينبه الحالة الوطنية برمتها تجاه ما يقوم به الاحتلال، وأن ذلك يستدعي موقفًا واضحًا للرد على هذه الجرائم، وأنه بكل الأحوال لا يجوز الصمت تجاه ما يجري من انتهاكات من الاحتلال".

ويرى الباحث السياسي أن هذا التصريح يدفع باتجاه الحوار والتوافق على مواجهة وطنية وبإجماع وطني، وبكل الأحوال يقول: (إنه لا يجوز السكوت على هذه الملفات الرئيسية دون رد).

من ناحيته اتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف مع سابقه، مبينًا أن حديث النخالة يدلل على أن المقاومة الفلسطينية ضاقت ذرعاً تجاه العدوان الصهيوني في القدس والضفة، وتجاه الأسرى البواسل.

وقال الصواف لـ"شمس نيوز": "المسألة مسألة وقت حتى تتحرك حركات المقاومة للرد على جرائم الاحتلال، هذا ما يفهم من تصريح النخالة (..) الاحتلال تجاوز كل الحدود، ولذلك على المقاومة أن تعد نفسها لمواجهة هذه الإجراءات الصهيونية بالشكل التي تراه مناسبًا".

ويرى أن اللهجة العالية في تصريح النخالة، رد على التصعيد الصهيوني المتصاعد، قائلاً: "ما يفهم من حديث النخالة أن المرحلة المقبلة ستكون المواجهة؛ إذا لم يلتزم الاحتلال ويتوقف عند الحدود التي رسمتها المقاومة"، خاتمًا حديثه "أعتقد أننا مقبلون على مرحلة من التصعيد لا يعلم مداها أحد".

اخبار ذات صلة