غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

النخالة يكتب لفلسطين "بالحبر الجديد"

الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة

خالد صادق

تصريح مقتضب صدر عن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة جاء فيه « أن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من انتهاكات يومية، وعمليات القتل اليومية لأبناء شعبنا بالضفة، وهدم البيوت واستهداف المعتقلين في السجون، وتجاهل إضراب الأسرى وعلى رأسهم المجاهد خليل عواودة، يستدعي وقفة جدية من القوى الوطنية والإسلامية، ومن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته، وأن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تقف بكل جدية عند هذه العناوين الكبيرة، ولن تقبل بهذا الإذلال المستمر». هذا التصريح المقتضب للأمين العام كان كفيلا بخروج المحللين والخبراء السياسيين والعسكريين الصهاينة، لقراءة موقف حركة الجهاد مما يحدث من جرائم ترتكبها حكومة نفتالي بينت، وتضع تصورات وسيناريوهات لمواقف الحركة، فصحيفة (يسرائيل هيوم) العبرية، قالت أمس الاثنين «إن حركة الجهاد الإسلامي تستعد للتصعيد العسكري، كرد على العمليات العسكرية «الإسرائيلية» المستمرة شمال الضفة الغربية وخاصة جنين», وبحسب الصحيفة، فإن الحركة مقتنعة بأن «إسرائيل» تعمل ببطء للقضاء على خلاياها العاملة في شمال الضفة ولتفكيك سيطرتها على تلك المناطق وخاصة جنين التي تعتبر مهمة بالنسبة للتنظيم الذي يرى في العمليات الإسرائيلية أنها محاولة لتدمير قوة وحيوية التنظيم فيها، وهو أمر تأخذه على محمل الجد حسب الصحيفة العبرية. ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني لم تحدده قوله، إن لدى الجهاد الإسلامي رغبة في الانتقام لدماء شهدائه، وأن الحركة يبدو أنها لن تلتزم الصمت وقد تتجه إلى التصعيد في حال استمرت الأحداث والعمليات «الإسرائيلية».

تصريحات الأمين العام للجهاد الإسلامي جاءت كرسالة تحذير لرئيس الحكومة الصهيونية نفتالي بينت, الذي يمضي بمسلسل جرائمه المتصاعد بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته, ظانا ان الفلسطينيين لن يواجهوا هذه السياسة الاجرامية, فاراد القائد النخالة ان يكتب لبينت وحكومته «بالحبر الجديد» الذي انتجته فصائل المقاومة الفلسطينية من دماء الشهداء الاطهار وتضحياتهم, والتي لا يمكن التفريط فيها مهما كان الثمن, وان المعادلات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية لا يمكن تخطيها والتفريط بها او التنازل عنها, لان المقاومة عبدتها بالدم والتضحيات الجسام,  واذا كان نفتالي بينت يعتقد ان الشعب الفلسطيني ومقاومته سيستسلمون لسياسته الاجرامية, ويبقى مستمرا في محاولة اذلال الفلسطينيين فهو واهم, لان الفلسطيني لا يقبل الذل والهوان لأنه حر بطبعه لا يقبل العبودية مطلقا, هل سمعتم الطفلة ميار محمود جرادات زهرة جنين اليانعة, وهى تقول للجيش الصهيوني الذي جاء ليهدم منزلها ومنزل أبناء عمومتها «هيهات منا الذلة», تلك هي الرسالة التي يخاطب بها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة الاحتلال الصهيوني, فحركة الجهاد الإسلامي لن تقبل بهذا الإذلال المستمر الذي يحاول من خلاله نفتالي بينت تركيع الشعب الفلسطيني, وفرض سياسة الامر الواقع عليه, ولعلها رسالة يمكن لبينت وحكومته النازية ان تعيد قراءاتها مرات ومرات, لأنها كتبت «بالحبر الجديد» الذي انتجه الشهداء بدمائهم وتضحياتهم, وهى تحمل في طياتها الغام وصواعق تفجير, قد تفًعل في أي لحظة, لأننا نقف على حافة المواجهة مع الاحتلال على عدة جبهات. 

المطلوب من نفتالي بينت ان ينظر جيدا لجبهته الداخلية المتصدعة، فما تسمى بنائبة مفوض الشرطة، ورئيسة قسم العمليات في الشرطة الصهيونية سيغال بار تسفي قالت: «لسنا مستعدين لتوفير استجابة شاملة في حارس الأسوار القادمة، وأضافت لن نكون قادرين على الاستجابة إلى المدى الكامل لمثل هذا الحدث بالموارد التي لدينا فحارس الأسوار كانت لحظة فاصلة، ولسنا في وضع يمكن أن يعطي استجابة حقيقية», كما حذر ما يسمى برئيس قيادة الجبهة الداخلية العسكرية الجنرال أوري جوردين. من اسماهم بالمواطنين «الإسرائيليين» من الاستعداد للحرب القادمة، وقال لقد تغير واقع «إسرائيل» بشكل كبير في السنوات الثلاث الماضية. من ناحية، انتشرت جائحة COVID-19 في حياتنا في العام 2020، ومن ناحية أخرى، خلال الوباء، أطلقت حماس أكثر من 4400 صاروخ تجاه المواطنين الإسرائيليين»، وأضاف: «النبأ السيء هو أنه في الحرب القادمة - حرب لبنان الثالثة أو حرب الشمال الأولى، أياً نسميها - ستطلق عشرات الآلاف من الصواريخ باتجاه منازل «إسرائيلية». آلاف الصواريخ والقذائف كل يوم، على المدن «الإسرائيلية»، على طول البلاد وعرضها», هذا هو المشهد الذي يجب ان ينظر اليه بينت جيدا، لان المقاومة لن تقف صامته امام خطواته التصعيدية، فحركة الجهاد الإسلامي دعت أمس لاجتماع طارئ للقوى الوطنية والإسلامية للتشاور بشأن التصعيد «الاسرائيلي» في القدس والضفة، وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى، والتنكر لمطالب المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام وفي مقدمتهم خليل عواودة ورائد ريان, وفصائل المقاومة التي اخذت على عاتقها حماية شعبها ستتدارس الأمور جيدا, وايا كانت النتائج فان الشعب الفلسطيني كله سيقف خلف مقاومته, فالقدس والأسرى والمسرى والحرم الابراهيمي الشريف وما يتعرض له من اخطار لمصادرته وحرمان الفلسطينيين من الصلاة فيه, يستحق ان نضحي من اجلهم.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".