غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بايدن يزور المنطقة.. صناعة أحلاف جديدة ولا أفق للفلسطينيين

بايدن.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

من المقرر أن يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء 13 تموز/ يوليو المقبل، إلى الأرض المحتلة في إطار زيارته للمنطقة، والتي تهدف بالأساس إلى تعزيز دور "إسرائيل" في المنطقة من خلال مجموعة من التحالفات الأمنية والاقتصادية والعسكرية، وهذا ما أكدته مصادر أمريكية وإسرائيلية.

وبجانب ذلك، فإن الزيارة تهدف إلى إيجاد بديل عن النفط الروسي الذي شح في الأسواق العالمية نتيجة العقوبات المفروضة على الأخيرة في أعقاب أحداث أوكرانيا التي امتدت لأكثر من 110 أيام.

ومع ما تقدم، فإن مراقبين أكدوا خلال حديث مع "شمس نيوز" أن الزيارة المرتقبة لبايدن إلى الرياض ومن بعدها "تل أبيب"، ومن ثم سيلتقي برئيس السلطة في بيت لحم، لن تأتي بالجديد للقضية الفلسطينية، ولن تخرج عن كونها بروتوكولية.

دمج "إسرائيل"

الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أشار إلى أن الزيارة تأتي بهدف أساسي، وهو حصول أمريكا على ضخ أكبر للنفط من السعودية، ومحاولة كسر "أوبيك +"، من خلال جذب السعودية للصف الأمريكي ضد روسيا، والمشاركة في مقاطعة روسيا عن طريق ضخ النفط وتزويد السوق العالمي به لعدم الوصول لأزمة طاقة.

وقال عوض لـ"شمس نيوز": "العنوان الرئيسي لهذه الزيارة هو الرياض أولًا، والنفط ثانيًا، ودمج إسرائيل في المنطقة ثالثًا".

بالإضافة إلى ذلك، فإن المحلل السياسي الفلسطيني يرى أن هذه الزيارة تأتي في سياق تطوير حلف أمني تقوده "إسرائيل"، وبالتالي اندماج إسرائيلي بشكل أكبر في المنطقة.

ولفت عوض إلى أن الفلسطينيين لن ينالهم منها سوى المزيد من الوعود الأمريكية بالالتزام بـ"حل الدولتين"، دون تقديم أي شيء فعلي لهذا الأمر، وتقديم مسألة رمزية لها علاقة بالقنصلية الأمريكية، أو الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ورفعها عن قوائم الإرهاب، أو تقديم حوافز اقتصادية.

من ناحيته المحلل السياسي مصطفى إبراهيم توافق مع سابقه؛ إذ أشار إلى أن السلطة لن تجني أي شيء من هذه الزيارة سوى بعض الوعود، مبينًا أن الرئيس الأمريكي لم يعلن منذ البداية عن خطة لحل ما يعرف بالصراع العربي الإسرائيلي.

وقال إبراهيم لـ"شمس نيوز": "الرئيس الأمريكي متفق نوعًا ما مع ما تقدمه حكومة الاحتلال للسلطة، كما أن إدارته تبحث عن طرق أخرى لتقديم دعمها المادي للسلطة، من خلال مشاريع في الكونجرس، والذي منع بايدن من التبرع المباشر للسلطة، والعمل على إيجاد بدائل كالتبرع للأجهزة الأمنية".

وذكر أن المعضلة الأخرى أمام السلطة في هذه الزيارة هي القنصلية الأمريكية في القدس، والتي لم تستطع إدارة بايدن أن تتخذ قرارًا بإعادة فتحها شرق القدس، مضيفًا "هناك العديد من القضايا، التي تؤكد أن الولايات تعمل على مصالحها أولًا وقبل كل شيء.

ولفت إبراهيم إلى أن أمريكا داعم وشريك لـ"إسرائيل" في كل الجرائم، مستشهدًا بما حصل مؤخًرا مع الصحفية شيرين أبو عاقلة، وكيف أنها فقط اكتفت بمطالبة "إسرائيل" بالضغط لكشف الفاعل، دون الضغط على المجتمع الدولي، أو أن يكون لها موقف في المحكمة الجنائية الدولية أو مجلس الأمن لعرض هذا الملف.

ووفق ما يرى الكاتب إبراهيم، فإن الزيارة مرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية، كما أنها رسالة بالتراجع الأمريكي عن تصريحات سابقة لبايدن قال فيها إنه سيجعل من النظام السعودي نظامًا منبوذًا واتهام محمد بن سلمان بقضية خاشقجي.

ولفت إلى أن هذا التراجع يأتي في إطار سعي الولايات المتحدة الأمريكية، للتمسك بمصالحها سيما بعد العجز بالنفط جراء العقوبات المفروضة على روسيا.

وبشأن الأنباء المتحدثة عن تعزيز حلف أمني عسكري في المنطقة، أشار إبراهيم إلى أن هذه الزيارة تحمل رسالة دعم لحلف عربي إسرائيلي برعاية أمريكية؛ لمواجهة إيران.

وذكر أن هذا التحالف لا يهدف سوى لحماية مصالح أمريكا في المنطقة، وإسناد "إسرائيل" ضد إيران، وتحويل جميع الأنظار نحوها.

وأكمل إبراهيم حديثه "أعتقد أن لعبة الولايات المتحدة التي تعودت عليها هي عقد التحالفات والأحلاف العسكرية لدعم مصالحها، وتعزيز إسرائيل الحليف الاستراتيجي في المنطقة العربية".

السباق الانتخابي

وبالعودة إلى الكاتب أحمد رفيق عوض، فذهب إلى الشأن الأمريكي الداخلي من وراء هذه الزيارة، مبينًا أنها تأتي في إطار السباق الانتخابي، خاصة وأن استطلاعات الرأي الأمريكية تعطي بايدن ونائبته نسب ضئيلة جدًا.

وقال عوض: "بايدن ونائبته لم تقدما أياً من الصور الجيدة عن الحكم في أمريكا، وهذه الزيارة تحمل أبعادا انتخابية، قبل الوصول للانتخابات النصفية القادمة".

وأشار إلى أن بايدن يريد تسجيل نجاحات من خلال الذهاب لـ"إسرائيل"، وتقديم ما تريد، وأن يأتي بالنفط من السعودية، وهو ما سيحسب له بالداخل، ويعزز من موقعه وموقع حزبه.