لا زالت جنين على موعد مع الشهادة، وفخرا يمسح عار أمة ارتضى حكامها أن يكونوا أدوات بيد الاحتلال الإسرائيلي، ويسارعوا الوقت للحصول على نياشين التطبيع المذلة.
جنين من جديد أعادت باستشهاد أبنائها الثلاثة فجر اليوم الجمعة تصويب مسار البوصلة، في ذكرى إعدام شهداء سجن عكا "فؤاد حجازي، عطا الزير، محمد جمجوم"، الذين كتبوا في وصيتهم "إلى الأمة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت".
وعلى بعد ٧٥كم، و٩٢سنة، سارت جنين نحو الحرية، باستشهاد ثلاثة من مجاهديها "ليث أبو سرور، يوسف صلاح، براء اللحلوح".
الشهداء يخضبون بدمائهم ثرى أوطانهم، ويدفعون بأرواحهم رخيصة فداء لمسرى رسولهم، ولأن لهم كرامة عند الله عز وجل اختصهم بها، قدموا أغلى ما يملكون في سبيل الله والدفاع عن وطنهم، وجعلوا من أجسادهم جسراً نعبر به إلى الحرية، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ولأن أجسادهم الطاهرة روت أرض فلسطين، كان حقا وواجبا على أبناء جنين أن يقدسوا هذه الأرواح، في عادة جميلة نراها في كل مكان يستشهد به أي فلسطيني، إذ يقوم أهالي المخيم بوضعهم الحجارة مكان استشهاده ووضع علم فلسطين في نفس المكان؛ تقديساً لروحه، ورمزية تدل على أن فلسطين يقدم لأجلها الغالي والثمين.
حيث شاهدنا هذا المنظر يوم استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال، حيث قام أهالي جنين بوضع الحجارة حول مكان استشهادها وتعليق علم فلسطين في نفس المكان؛ ليؤكدوا للاحتلال أن الفلسطينيين متمسكون بحقهم وواجبهم بالدفاع عن أرضهم حتى تحريرها من دنس الاحتلال، وأن استشهاد أي فلسطيني لن يوقفهم بل سيكون وقوداً يزيد من عزمهم في مواجهة الاحتلال.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور الشهداء ومكان استشهادهم، وعلقوا عليها بعبارات الفخر والاعتزاز باستشهادهم، حيث كتب المواطن محمد النمر على صفحته قائلاً: "من المكان الذي اغتالت فيه قوات الاحتلال الشبان الثلاثة، براء لحلوح، وليث أبو سرور، ويوسف صلاح، بحي الهدف في مخيم جنين فجر اليوم".
وعبر المواطن محمد الحاج موسى عن فخره بالشهداء قائلاً: "مجداً وخلوداً، هذا الدم لن يجف، هذا الدم بيد الله، سيحرق الطغاة".
أما المواطن عبد الله الأستاذ عبر عن فخره بالشهداء قائلاً: "فجر الشهادة من جنين، العزاء لفلسطين، وتقبل الله الشهداء".
أما المواطن أبو حمزة مهنا الذي نشر صور الشهداء معبراً عن حزنه برحيلهم، كتب على صفحته قائلاً: "هنيئاً لكم الشهادة، بأمان الله يا شهيد الله، جنين تودع ثلة من أبنائها، ارتقوا بجريمة اغتيال".
واستشهد 3 شبان فلسطينيين، فجر اليوم الجمعة، إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على سيارتهم في الحي الشرقي لمخيم جنين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتقاء 3 شهداء متأثرين بإصابتهم برصاص الاحتلال في مخيم جنين، إضافة لإصابة 8 شبان بجروح مختلفة.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال نفذت عملية اغتيال بحق الشبان الثلاثة بعدما أطلقت النار بشكل مباشر على سيارتهم في المدينة وهم: يوسف ناصر صلاح (23 عاما)، وهو شقيق الشهيد سعد صلاح من جنين، وبراء كمال لحلوح (24 عاما) من مخيم حنين، وليث صلاح ابو سرور (24 عاما)، وهو شقيق الشهيد علاء ابو سرور من جنين".