قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة أسامة الحروب، إن زعم الاحتلال عبر وسائله الإعلامية بالقضاء على "كتيبة جنين" تبرير يحمل في طياته أمرين، أحدهما يشكل خطراً على الشعب الفلسطيني، والآخر على الاحتلال.
وأوضح الحروب لـ"شمس نيوز": أن "الأمر الأول يؤكد سياسة الاحتلال باستخدامه مبدأ فرق تسد، والتصوير من خلال إعلامه أن الضفة الغربية تعيش في نعيم اقتصادي، وأن من يشذ عن القاعدة هي مدينة جنين".
وذكر الحروب أن الاحتلال يريد أن يصور الجهاد الإسلامي بأنه مثير للمشاكل والمتاعب، التي تسبب الضيق الاقتصادي للشعب الفلسطيني، حيث يهدف إلى شق وشرخ شعبنا بعضه عن بعض.
وحول أساليب الاحتلال في تأجيج وتأليب المدن الفلسطينية على الجهاد الإسلامي في جنين، أوضح أن الأساليب الاحتلالية فاشلة؛ لأنها تعبر عن عجزه في مقاومة هذه الظاهرة المقاومة، التي يرفض المساس بها أي فلسطيني.
وتابع الحروب: "الجهاد الإسلامي هي العمود الفقري للعمل المقاوم في الضفة، وهي ليست وحدها؛ إذ يقف بجانبها الشعب الفلسطيني، وجميع حركات المقاومة الإسلامية والوطنية، وكل القوى الحية المجتمعية والسياسية، وجميعها يرفض الاحتلال بأسلوبه ووسيلته الخاصة".
وأكد الحروب أن حركة الجهاد لم تستفرد بالساحة، وهي مميزة بأدائها، وعلمها، ومقاتليها، وشهدائها، الذين يخوضون هذه المعارك والبطولات، ويبقون شعلة المقاومة متقدة، والتي تزداد سطوعاً في ليل هذا الاحتلال المجرم.
أما الأمر الثاني حسب الحروب، فإن الاحتلال يريد تحضير مسرح الجريمة لجرائم جديدة كما حصل يوم الجمعة؛ الأمر الذي يؤكد عجزه من اجتثاث هذه الظاهرة.
وذكر أن المقاومة في الضفة لم تعد ظاهرة؛ بل أصبحت حالة وواقع حياة في مدينة جنين والعديد من القرى والبلدات، مثل: يعبد، والسيلة، واليامون، وقباطية وغيرها، إذ أصبحت مقاومة الاحتلال ومظاهر المقاومين أمرًا طبيعيًا في المهرجانات، وجنازات الشهداء، ومسيرات دعم المقاومة.
ولفت إلى أن العديد من المقاومين في البلدات المحيطة بجنين، لا تقف مكتوفة الأيدي في التصدي لاجتياحات الاحتلال على المدينة، إذ نشهد نوعًا من الحضور والوجود في دعم إخوانهم، مؤكداً أن هذه الظاهرة ستمتد إلى كل مدن الضفة، وليست حكراً على مدينة جنين.
وأكمل: "الاحتلال قرر القضاء على الشعب الفلسطيني في الثلاثينات وعام 1948، وأراد أن يسدد الضربة الأخيرة له عام 1967، ولكنه فشل في ذلك".
وأكد أن قرار الاحتلال بالقضاء على مجموعة هنا وهناك تعكس تطور الشعب الفلسطيني، وعدم قدرة الاحتلال في القضاء عليه، بل أصبح من أولوياته القضاء على مجموعات؛ إذ فشل في القضاء على روح المقاومة والثورة في قلوب الفلسطينيين، وسجل فشلا في إدارة الصراع مع الشعب الفلسطيني".
وختم الحروب حديثه بالقول: "غزة اليوم أصبحت تشكل معادلة قوية، وأصبحت عصية، فلم يعد الاحتلال يطالب بنزع سلاحها، ولا إنهاء مقاومتها، بل أصبح الاحتلال يحسب ألف حساب لغزة، وسيف القدس كانت خير دليل على ذلك، وأثبتت فشل الاحتلال في القضاء على المقاومة، والتي ستكون سبباً في تحقيق مراد الشعب الفلسطيني بالحرية فوق أرضه وتحت سمائه".
وشكل "عش الدبابير" وكتيبته هاجسًا كبيرًا، ومصدر خوف وقلق لجيش الاحتلال؛ إذ لم يعد دخوله لمدينة جنين أو مخيمها نزهة، وأصبح يشكل خطراً كبيراً على قواته؛ الأمر الذي جعل الاحتلال يفكر بكل الطرق في القضاء على مصدر الخوف والقلق.
و زعمت وسائل عبرية أن جيش الاحتلال لن يسمح بنقل جمهورية الجهاد الإسلامي في شمال الضفة إلى مدن أخرى.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال: "إن المؤسسة الأمنية قررت القضاء على كتيبة جنين، والتي تعتبر رأس الحربة في مواجهة جيش الاحتلال، حتى لو أفضى لتوتر الأوضاع مع قطاع غزة، ما سيؤدي إلى الهدوء في نهاية الأمر".