بدأت، صباح اليوم الاثنين، مناورة "عزم الصادقين" والتي تنفذها سرايا القدس وتستمر لأيام وتحاكي عمليات ميدانية مختلفة بمشاركة عدة تشكيلات عسكرية أبرزها الوحدات الصاروخية والمدفعية.
وقالت السرايا في تغريدة سابقة، إن المناورة تأتي في إطار رفع الجهوزية القتالية لدى مجاهديها، وتأكيداً على استمرار مشوارها الطويل الممتد بالمشاغلة والمراكمة حتى التحرير والعودة.
الكاتب في الشؤون العسكرية والسياسية أحمد عبد الرحمن، قال إن المناورة ، تهدف للوقوف على الجهوزية القتالية للمقاتلين والاستعداد لأي معركة قادمة.
ويرى عبد الرحمن خلال حديثه مع "شمس نيوز": أن توقيت المناورة يحمل دلالات مهمة في ظل تغول الاحتلال في الضفة والإقليم، في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة، ورغبة العدو لتشتيت الجبهات، والاستفراد بجبهة جنين بالتحديد، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى.
واعتقد أن المقاومة- وبالتحديد سرايا القدس- أرادت إيصال رسائل للاحتلال بأنها لن تسمح للعدو بالاستفراد بجبهة جنين، وأنه إذا كان لديه قرار بالتغول والقيام بعملية عسكرية في جنين، لن تسمح له المقاومة، ولن تتركها وحدها.
وأضاف عبد الرحمن "أن تغول الاحتلال في الإقليم وعدوانه في دمشق وإيران، وبعد الجرأة المعنوية التي حصل عليها عقب أحداث 29 مايو أيار الماضي في القدس، أرادت سرايا القدس وكافة الفصائل أن تحمل نفس العنوان ونفس الرسائل؛ لتؤكد على استعدادها وجهوزيتها العالية".
وأشار إلى، أن لدى المقاومة خططاً وإمكانيات متواضعة تستطيع أن تقلق هذا العدو، وأن تسبب له مشاكل كبيرة، وأن تحافظ على توازن الردع الذي تحقق بعد عدوان 2014، على الرغم من الفارق الكبير في الإمكانيات مع الاحتلال.
وبين أن الاحتلال يتسلح بموقف وضوء أخضر أمريكي، ونشوة انتصار زائفة حصل عليها بعد مسيرة الأعلام الاستيطانية؛ لذلك جاء توقيت المناورة ليحمل دلالات مهمة على أن المقاومة لن تترك القدس ولا الضفة ولا جنين، ولن تصمت على أي عدوان إسرائيلي دون رد.
ولفت إلى أن الرسالة الأهم التي تحملها المناورة، بأنها ستستمر لعدة أيام، وتضم تشكيلات عسكرية مختلفة، وعلى رأسها الوحدات الصاروخية والمدفعية، كما أكد الناطق العسكري للسرايا أبو حمزة.
وحول دلالات المناورة، اعتقد عبد الرحمن أنها تدل على جهوزية سرايا القدس للتعامل مع أي عدوان جديد، وأن توسيع العدوان في الضفة والقدس سيقلب المعادلة على الاحتلال؛ ما يزيد من جراحات الجبهة الداخلية للاحتلال، والتي تعاني في كل مواجهة مع المقاومة.
ورجح عبد الرحمن، أن التركيز على الوحدات الصاروخية والمدفعية لها مدلولات في العلوم والمفاهيم العسكرية، إذ جاءت بعد تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة؛ لتؤكد على ما قال، وأن هناك قرارا جاهزا على ما يبدو لدى سرايا القدس وفصائل المقاومة بالرد على أي عدوان واسع.
وتابع: "سرايا القدس أرادت أن تقول للعدو بالنار، وليس من خلال البيانات والتصريحات: إنها جاهزة للتعامل مع أي عدوان أو معركة قادمة".
من جهته، أكد العميد المتقاعد والخبير العسكري اللبناني شارل أبي نادر، اليوم الاثنين، أن المناورة العسكرية التي أطلقتها "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي باسم "عزم الصادقين" تحمل أبعاد مهمة، تؤكد جدية الحركة والتزامها بالتهديدات التي أطلقها الأمين العام زياد النخالة بأن الحركة "لن تقبل بهذا الإذلال المستمر".
وقال العميد شارل أبي نادي لـ "شمس نيوز" إن المقاومة الفلسطينية وصلت لمستوى مهم من القدرات والمسؤوليات للالتزام بتنفيذ تهديداتها ضد العدو الإسرائيلي في حال استمر بتنفيذ جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة المحتلة وتحديدًا مدينة جنين.
وذكر أن وصول قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لمستويات مهمة؛ يستوجب إجراء كل الأعمال ذات الصفة العسكرية التي تتطلبها المواجهة المفتوحة ضد العدو، ومن ضمن الأعمال العسكرية المناورات بشكل عام".
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية في غزة والعدو الإسرائيلي وصلا لمستوى غير مسبوق من الاستنفار والتحدي في المرحلة الأخيرة، بسبب سلسلة الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت ضد الفلسطينيين في القدس وجنين، ما دفع الجميع للاستعداد والتأهب ورفع المستوى العسكري بين المقاتلين خشية من اندلاع معركة مفاجئة.
ولفت إلى أن من اسم المناورة "عزم الصادقين" يحمل رسالة مهمة للعدو بأن المقاومة جادة وصادقة وملتزمة بكل كلمة تهديد ووعيد لوقف جرائم الاحتلال والتعدي على الشعب الفلسطيني في كافة المناطق المحتلة، وخاصة فيما يتعلق بمحاولات العدو الأخيرة لاستهداف خصوصية القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وفيما يتعلق بمعادلات الردع التي حققتها المقاومة في معركة سيف القدس قال الخبير العسكري اللبناني أبي نادر: "من الطبيعي أن المقاومة تتابع عن كثب ترسيخ المعادلات التي ارستها بالدماء خلال معركة سيف القدس العام الماضي".
واستدل أبي نادر بقوله: "المقاومة وصلت إلى مستوى من القدرات، يُعطيها الإمكانية لكي تتابع التحدي والمواجهة، كما أن المقاومة لا يمكن أن تتراجع في ظل ما حصلت عليه مؤخرا من ثقة داخلية من كل الأطراف وحتى خارجية من أطراف محور المقاومة ، وهذا يشكل مسؤولية وطنية، لن تفرط بها ولن تتجاهلها المقاومة".
ويعتقد العميد اللبناني المتقاعد، أن تخطي العدو الإسرائيلي كل الخطوط الحمراء فيما يتعلق بخصوصية القدس والأقصى واستمرار الجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة المحتلة والأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلي، سيدفع المقاومة لتنفيذ تهديداتها وتثبيت معادلة الردع التي حققتها في سيف القدس 2021، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية ستكون على قدر المسؤولية لحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته.