تجمع الشبان على مقربة من شاطئ غزة، يرتدون ملابسًا موحدة، ويحمل كل منهم ألواحًا خاصة للسباحة، ووسط هدير الموج ينطلق الشبان في رحلة داخل مياه البحر؛ لكن تلك الرحلة ليست للاستجمام أو الترفيه فقط؛ إنما هي شكل من أشكال الرياضة في البحر.
وتبدأ رياضة ركوب الأمواج باستكشاف الشبان الممارسين لها لحالة البحر صباحًا، ومن ثم تفقُّد الأغراض المستخدمة كسلامة لوح التزلج، وإضافة مادة شمعية على سطحه لضمان عدم الانزلاق أثناء ركوبه.
ويقضي الشبان ساعات متفاوتة من يوم لآخر في رياضتهم المفضلة، ففي بعض الأيام تقتصر ممارستهم لها على ثلاث ساعات يوميًا، وفي بعض الأيام يمارسونها على مرحلتين، أربع ساعات صباحًا ومثلها مساءً، بحسب الأجواء.
ويحلم الشبان كغيرهم بممارسة رياضة ركوب الأمواج في قطاع غزة؛ ليكونوا سفراء لفلسطين في المحافل الرياضية الدولية، ليؤكدوا أن شعبنا يُحب الحياة، ويعشق ممارسة الحياة الطبيعية كغيره من شعوب العالم.
والرَكْمَجَة هي عبارة عن رياضة ركوب متن الأمواج المتكسرة على الشاطئ بواسطة ألواح خاصة، الموجات المناسبة لهذه الرياضة غالباً ما تكون في المحيط؛ ولكن هذا لا يمنع ركوب أمواج البحيرات والأنهار والمسابح أيضا.
وقد ظهرت شروط وخصائص مختلفة لهذه الرياضة التي تطورت على مر السنين كمميزات الموجة المناسبة، وما هو اللوح المناسب؟ ومن هو راكب الأمواج.
ويعتبر ركوب الموج بدون لوح من أرقى أنواع الرياضات البحرية، كما أن هناك أنواعاً مختلفة ظهرت منذ قرون مثل صعود (بايبو)، واستخدام المجداف وركوب الأمواج بالزوارق والقوارب، وحاليا تستخدم العديد من المركبات المطورة مثل القوارب المطاطية والألواح المعدنية.
ووفقًا لمتخصصين في مجال ركوب البحر، فهناك نوعان أساسيان لركوب الأمواج وهما: (الركوب الطويل - الركوب القصير)، ويوجد اختلافات بينها من ناحية تصميم اللوح، وطوله، وطريقة الركوب، ونوع الموجة.
ومن الجدير ذكره، أن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 2006 حتى الآن على قطاع غزة حطّم الكثير من آمال الشبان في المشاركة بدورات خارجية، كما أن الركمجة تعرضت لأضرار جسيمة من قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يستهدف القوارب الشراعية مباشرة في أي عدوان ضد قطاع غزة.