كشفت وسائل إعلام دولية أن هناك اختراقاً إيجابياً طرأ على صعيد استعادة العلاقات بين حركة حماس والدولة السورية، بعد انقطاع دام لـ 10 سنوات؛ بسبب الأحداث التي دارت في سوريا.
وبحسب مصادر أن "جهوداً مضنية"، بذلتها قيادة حزب الله اللبناني خلال الأشهر الماضية؛ للوساطة بين الطرفين، أفضت إلى منحها الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات عملية، من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، يرى أن حركة حماس شعرت خلال السنوات الماضية أنها خارج اكتمال دول محور المقاومة، خاصة بعد خروجها من دولة سوريا، والغضب الشديد الذي شنته الدولة السورية ضد الحركة؛ بسبب الأحداث التي دارت قبل 10 سنوات.
واعتقد إبراهيم في حديث مع "شمس نيوز"، أن إيران حاولت توطيد العلاقات بين حماس وسوريا، ولكنها لم تستطع، إذ كانت حماس ترى أن وجودها في سوريا أمر مهم جداً؛ لكونها من الدول العربية المركزية الداعمة للمقاومة، إذ خسرت حليفاً مهمًا بالرغم من اتهام الدولة السورية لها بالمؤامرة.
وخالف الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، في مقالة له بعنوان "حماس وعودة العلاقة مع سوريا" سابقه، مبيناً أن الحديث في أروقة الإعلام والإعلاميين حول تسريب وكالة "رويترز" للأنباء عن قرار لدى حركة حماس بعودة العلاقات مع الدولة السورية، إذ أسندت هذا التسريب إلى قيادي في حركة حماس بعد انقطاع دام نحو عشر سنوات.
وقال الصواف: "حقيقة التسريبات وعدم ذكر المصدر يفتح المجال للتشكيك في صحة الخبر؛ لأن المصدر الذي يتستر خلف قيادي رفض الكشف عن اسمه، أو غير ذلك هو أمر يحدث نوعاً من التشكيك في مصداقية الوكالة ومصداقية القيادي".
وبالعودة إلى المحلل إبراهيم، قال: إن المهم لدى حركة حماس هو العودة لصفوف محور المقاومة، إذ شهدت حركة حماس تقييداً على تحركات وأعمال قادتها في إسطنبول والدوحة، لافتاً إلى أن الجميع استمع أنه يتم العمل على تقليص وجودهم في تلك الدول.
ورجح أن المهم لحماس هو حماية قادتها في الخارج، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على وجودها في سوريا.
وحول مصداقية الخبر، أضاف المحلل الصواف "لست بصدد الحديث عن المصدر، أو عن الخبر ومدى مصداقيته، ولكن الشيء المؤكد أن حماس عندما تتخذ قرارا مهما كهذا القرار، فهي تتخذه بقرار مجمع عليه من قيادتها، ولذلك لديها الجرأة الكاملة في الإعلان عنه وتطبيقه؛ لأنها لا تتوارى خلف المصادر المجهولة".
وأوضح أنه لو كان هناك قرار لدى حركة حماس وقد يكون؛ لكن الإعلان عنه يحتاج إلى مشاورات وتحركات واتصالات لو كان اتخذ؛ لذلك علينا أن ننتظر قرارا معلنا من قبل حركة حماس؛ لأن موقف حماس وقراراتها تتخذ بعد الدراسة والمشاورة والمصلحة العائدة على حماس والقضية والشعب الفلسطيني.
وحول زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للبنان، اعتقد المحلل إبراهيم أن الزيارة مهمة، وأن حزب الله له دور مهم في عودة العلاقات بين حماس وسوريا، إذ تأتي الزيارة في إطار الزيارات التي تقوم بها المقاومة وحركة حماس إلى بيروت.
وأشار إلى أن لقاء هنية بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أمر في غاية الأهمية؛ حيث يعتبر حليفا مهما للمقاومة الفلسطينية، إذ أكد عدد من مسؤولي حركتي حماس والجهاد على عمق العلاقة مع المقاومة اللبنانية مع حزب الله، وخاصة أن العلاقة مع المقاومة مهمة واستراتيجية منذ سنوات طويلة.
وهذا ما وافقه به الصواف قائلاً: "البعض ربما ربط القرار بزيارة رئيس الحركة إسماعيل هنية إلى لبنان، ولا أعتقد أن الأمر مرتبط بزيارة هنية إلى لبنان، واللقاء بالمسؤولين اللبنانيين وقيادات شعبية سواء لبنانية أو فلسطينية؛ لتعزيز العلاقات بين حماس واللبنانيين والفلسطينيين المتواجدين في لبنان".
وأشار الصواف إلى أنه من المبكر الحديث عن قرار سواء اتخذ أو لم يتخذ، وعلينا أن ننتظر قرارا رسميا يصدر من حماس عبر مسؤول ملف العلاقات العربية في الحركة الدكتور خليل الحية.
ولفت إلى أن الأمر يحتاج إلى تروٍ وعدم الاستعجال في طرح الرؤى، قبل صدور الموقف الحقيقي لحركة حماس بعيدا عن أي تسريبات هنا وهناك".