بشكل هندسي مميز، يتجمع الطلبة في حلقات متناسقة، يتسابقون برفع أيديهم للإجابة عن بعض الأسئلة الدينية، والترفيهية، والرياضية، في أجواء مليئة بالنشاط والحيوية، هكذا تبدو مساجد قطاع غزة خلال فترة قضاء الإجازة الصيفية، إذ أن اللجنة الدعوية لحركة الجهاد الإسلامي وجمعية اقرأ الخيرية أطلقتا مخيمات "عزم الصادقين" لحفظ القرآن الكريم كاملًا.
تستهدف المخيمات الصيفية جميع الفئات العُمرية من (الابتدائي والإعدادي والثانوي) موزعة على جميع أقاليم ومراكز التحفيظ التابعة للجنة الدعوية، وبلغ عدد المسجلين في مخيمات "عزم الصادقين" نحو 2000 طالب وطالبة، وقد تزيد خلال الأيام القادمة.
تهدف مخيمات "عزم الصادقين" لتعليم الطلبة بطريقة إبداعية عبر الترفيه، والرحلات البحرية، والمسابقات، حول أحكام القرآن الكريم وتلاوته، وقصص الأنبياء والمرسلين كمعلومات دينية؛ ما يُساهم في إعداد جيل إيماني قرآني مهيأ للتحرير.
وتشهد مخيمات حفظ القرآن الكريم- وفقًا لمسؤول دعوية الجهاد في الوسطى أ. محمد اللوح- إقبالًا وتفاعلًا واسعًا من الطلبة وعائلاتهم، قائلًا: "عندما انطلق المخيم الصيفي تواصلت عشرات العائلات مع إدارة المساجد؛ لإدراج أبنائهم في المخيمات الصيفية، ليتعلموا القرآن الكريم، تلاوة، وفهمًا، وحفظًا".
وأضاف اللوح في تصريح لـ"شمس نيوز": "إن أكثر من 500 طالب وطالبة سجلوا في مخيمات حفظ القرآن الكريم في المنطقة الوسطى"، لافتًا إلى أن إقبال الأهالي لا زال مستمرًا بعد أيام على انطلاق المخيمات.
وأوضح أن إقبال الأهالي لتسجيل أبنائهم في المخيمات، دليل على نجاح مخيمات القرآن الكريم، ورغبتهم بأن يتعلم أبناؤهم أحكام وتلاوة القرآن الكريم، وما ينفعهم في حياتهم وآخرتهم، بدلًا من التسكع في الطرقات، أو قضاء طول الوقت في الألعاب، التي لا تسمن، ولا تغني من جوع.
وتبدأ مخيمات "عزم الصادقين" في مساجد قطاع غزة من الساعة الثامنة صباحًا، وتنتهي حتى الساعة (1:30) بعد الظهر
وتتميز مخيمات القرآن الكريم -وفقًا للأستاذ اللوح- بتميز الطلبة وتفوقهم، مشيرًا إلى أن بعض الطلبة يُجيدون سرعة البديهة في حفظ سور من القرآن الكريم، منهم الطلبة: "حمزة محمد الجوراني، محمد عمر البنا، إبراهيم عادل أبو سعود، أمجد أيمن عواد"، مبينًا أن الطلبة المتميزين تمكنوا مع مرور الوقت من قيادة بعض حلقات القرآن الكريم؛ لتحفيظ زملائهم.
وتتركز أنشطة مخيمات "عزم الصادقين" وفقًا لمسؤول دعوية الجهاد في الوسطى على سلسلة من الأنشطة كالتالي: "حفظ الورد اليومي من القرآن الكريم - مسابقات ثقافية متنوعة - مواعظ دينية - فيديوهات عن حياة الصحابة وجهادهم - أنشطة رياضية - المحافظة على صلاة الضحى - التفاعل الاجتماعي عبر منصات التواصل مع أهالي الطلبة".
مسؤول اللجنة الدعوية العامة لحركة الجهاد الإسلامي أ. وليد حلس "أبو يحيى" أكد في تصريح لـ"شمس نيوز" أن مخيمات عزم الصادقين ستستمر لمدة شهرين متتاليين، وتهدف لحفظ القرآن الكريم، والترفيه عن النفس من خلال تنظيم رحلات بحرية والمسابقات، إضافة إلى إعداد جيل مهيأ للتحرير، مبينًا أن المخيمات انطلقت بجهد ذاتي منذ بدء الإجازة الصيفية لطلبة المدارس، وأن بعض المراكز والمساجد تلتحق بالمخيمات "القرآنية".
وفيما يتعلق بتسمية المخيمات الصيفية باسم "عزم الصادقين"، قال: "جاءت تسمية مخيمات القرآن الكريم باسم عزم الصادقين تيمنًا بالمناورات العسكرية التي أطلقتها سرايا القدس منتصف يونيو 2022؛ كونها تحتاج إلى عزم في المقاومة والجهاد، والإعداد وتربية الجيل على القرآن، معرباً عن أمله بتخريج أجيال تتمكن من تحرير فلسطين ومقدساتها من دنس المحتلين.
ودعا أ. حلس العائلات الفلسطينية لأن تستثمر الإجازة الصيفية فيما ينفع أبناءهم وبناتنا لتربيتهم على موائد القرآن الكريم وحفظ كتاب الله؛ لينفعهم في الدارين: الدنيا والآخرة".
وأكد أن استمرار المخيمات القرآنية كل عام يأتي لتربية شباب المستقبل على تعليم الدين الإسلامي، ضمن قناعة تامة بأن حسم الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي" لن يتم إلا بأيدي رجال تربوا وترعرعوا في المساجد وبيوت الله، وتخرجوا من بين ثنايا القرآن الكريم، وسورة الإسراء والأنفال.