تداعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مساء الخميس؛ لعقد اجتماع طارئ ترأسه رئيس السلطة محمود عباس، قيل إنه لبحث المستجدات السياسية، والاتصالات التي تقوم بها قيادة السلطة مع أطراف المجتمع الدولي؛ للتأكيد على أهمية الضغط على الاحتلال لوقف سياسة التصعيد الإرهابي والإجرامي ضد شعبنا.
الاجتماع الذي يأتي في ظل الحديث عن جولة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، والذي سيلتقي خلالها برئيس السلطة، لم يأتِ بمخرجات بحجم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، أو قرار باستخدام وسائل القوة لشعبنا، وفق ما يرى مراقبون في أحاديث لـ"شمس نيوز".
النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، يرى أن لقاءات المنظمة موسمية، وتخدم فقط رؤية الرئيس محمود عباس.
وقال خريشة لـ"شمس نيوز": "حضور هذه اللقاءات لا يقولون شيئا، ولا أحد منهم يناقش شيئا، فقط يطبِّقون ما يمليه عليهم رئيس السلطة؛ لذلك نجد أن كل مخرجات تلك الجلسات بذات المحتوى، دون الإتيان بأي أمر جديد".
وبحسب اعتقاده، فإن هذه الاجتماعات تعبر عن رؤية الرئيس، سواء بموضوع المقاومة السلمية، أو الموقف من الاتحاد الأوروبي الذي دفع لهم بعض الأموال مؤخرًا، أو حتى زيارة بايدن المرتقبة والتعويل الكبير عليها.
وأضاف "لذلك لن يخرج من هذه الاجتماعات أي شيء، وإن خرج منها شيء محترم لن يتم تنفيذه كما كانت في الجلسات السابقة، التي حملت عشرات القرارات كوقف التنسيق الأمني، والتنصل من مخرجات اتفاقية أوسلو وغيرها من القرارات التي لم تنفذ".
هذا الرأي وافقه الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، مبينًا أن تلك الاجتماعات لم تعد ذات أهمية بالنسبة للجمهور الفلسطيني، بحكم القرارات التي تصدر عنها؛ لانحصارها بقضايا محددة تتعلق بالسلطة الفلسطينية، ولا ترتبط بالمواطنين واحتياجاتهم.
ولفت القرا لـ"شمس نيوز" إلى أن تنفيذية المنظمة خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد تشكيلتها الجديدة لم تتخذ أي قرار يرتقي للقضايا الوطنية الأساسية المرتبطة بتعزيز العلاقات مع مختلف الدول، وطرح القضية الفلسطينية سواء على صعيد انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى والقدس، أو جرائمه والتي كان أبرزها بالفترة الأخيرة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، أو حصار قطاع غزة، أو غيرها من القضايا.
وبيَّن أن مخرجات تلك الاجتماعات فقط تكرار لما ورد سابقًا، مع بعض التعديل حسب الوضع العام أو مناسبة الاجتماع.
وبشأن الموضوع الأساسي للاجتماع، والمتمثل بزيارة بايدن المرتقبة، والتعويل عليها، أشار القرا إلى أنه حتى المطالب التي ستوجه للأخير لن تكون بذات المستوى المطلوب، مرجعًا ذلك إلى أن الزيارة مرتبة للاحتلال، ولقاء قيادة السلطة عبارة عن تحصيل حاصل.
وأضاف "التعويل الشديد عليها ليس في محله؛ لأنها ستكون كزيارات الرؤساء الأمريكيين السابقين خاصة ترامب"، مستدركًا أن هذا التعويل يأتي ضمن التعويل الدائم على الإدارة الأمريكية التي أثبتت في كل المراحل أنها لا تأتي بجديد، وأن الديمقراطيين أو الجمهوريين على حد سواء في موقفهم من مناصر للاحتلال.
هذا ما وافقه خريشة؛ إذ لفت إلى أن زيارة بايدن المرتقبة ستكون فقط للإملاء، وعلى السلطة التنفيذ دون نقاش، مبينًا أن الأوروبيين استعادوا دعمهم للسلطة كمقدمة لالتزام السلطة بما سيُملى عليها.
وبالعودة للقرا الذي يرى في مطالبة السلطة بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في شرق القدس، أنه اعتراف ضمني بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقال: "هذه الموافقة الضمنية بالرغم من أن القنصلية كانت تعمل بالسابق، ولكن الفشل الدبلوماسي لسفارات وقنصليات السلطة، يثبت عدم مقدرتها على فرض نفسها سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي".
ولا يتوقع القرا أن تتخذ إدارة بايدن أي قرار يعد بمثابة تراجع عما قررته إدارة ترامب، مرجعًا ذلك إلى أن ترامب ورغم مرور عامين على توليه الرئاسة الأمريكية، لم يتخذ أي قرار على صعيد تغيير قرارات ترامب خاصة فيما يخص الفلسطينيين.
في سياق منفصل، حيث دعا البيان الختامي لاجتماع تنفيذية المنظمة للتمسك بالمقاومة السلمية، والحوار الوطني، فإن خريشة يرى أن هذه الدعوة عبارة عن ديباجة لزيادة عدد بنود البيان الختامي.
وقال مستهجنًا "الناس لم تعد تثق بمن يطرح الدعوة للحوار، ولا لأي لقاء في أي مكان بالعالم؛ كونهم يعلمون أن هذه الحوارات بين من ينتظر أي شيء من العدو، وآخرين يحملون برنامج المقاومة، وصعب أن يتفقا".
وأشار خريشة إلى أن قضية الحوار والوحدة الوطنية الحقيقية تكون فقط في مواجهة الاحتلال، مضيفًا "دعوات النضال السلمي خلال اجتماعات المنظمة ماذا جنت؟".
وأردف حديثه "لو أن الاحتلال يؤمن بجدوى المقاومة السلمية لأوقف كل أعماله وجرائمه بحق أبناء شعبنا (..) هو احتلال مجرم غادر، يجب مجابهته بالمقاومة الحقيقة".
واستدرك خريشة "من هم في المنظمة يخافون مواجهة الإسرائيليين بالمقاومة الفعلية، بينما نرى عربدة المستوطنين، وفي كل يوم يرتقي شهداء ويجري اعتقالات، ولم يكن للسلطة سوى الإدانة والاستنكار، والتهديد بالذهاب للجنائية الدولية دون الذهاب الفعلي".