إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس: كانت قرية شويكة بمحافظة طولكرم على موعد مع فارسها فادي بسام بهتي في 5 مارس 1979م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، مكونة من 11 فردًا ترتيبه الخامس فيها وله أخٌ شهيد "أنور" ابن 13 ربيعاً استشهد جراء عيار ناري في الرأس، وأخوه البكر اعتقل لمدة أربع سنوات في سجون الاحتلال.
تلقى شهيدنا فادي تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة شويكة الثانوية للبنين حيث أنهى فيها تعليمه وشارف على حصوله شهادة الثانوية العامة إلا أنه مضى إلى طريق الجهاد.
في صفوف الجهاد: بدأ مشواره الجهادي برشق الجيبات العسكرية والآليات المدرعة ونصب الكمائن الصغيرة ورمى العبوات الحارقة، وكانت قوات الاحتلال كانت تداهم منزله وفي كل مرة تتوعد شهيدنا البطل.
أصيب شهيدنا بعدة إصابات أدت كسر في قدمه، وبعد تعافيه أصيب مرة أخرى وبقي يقاوم إلى أن أستهدف بطلقات نارية أعطبت ساقه اليسرى، فقرر أحد الأطباء بتر ساقه، فرفض وأبقى عليها، لكنه استبدل أجزاء منها بأخرى بلاتينية وعكاز خشبي.
شهيداً على طريق القدس: في 26 يونيو 2004م كان شهيدنا فادي ورفاقه المجاهدين يحتمون بأحد الأنفاق بالبلدة القديمة بنابلس، بينما قوات الاحتلال تقتحم المنطقة وتحاصرها، والتي قامت بإلقاء القنابل داخل النفق، ثم قصفه حتى ارتقى المجاهدون وهم: شهيدنا فادي بهتي قائد سرايا القدس في نابلس، والشهيد نايف أبو شرخ القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في فلسطين، والشهيد جعفر المصري القائد الميداني لكتائب عز الدين القسام، والشهيد عمر المسمار، والشهيد وجدي القدومي، والشهيد سامر عكوبة، وهم من كتائب شهداء الأقصى.