شمس نيوز/ عبدالله عبيد
"عباس رايح.. عباس جاي".. مسلسل تعود عليه الفلسطينيون لرئيس السلطة الذي فاق ابن بطوطة في ترحاله نحو بلاد العرب والعجم، متنقلا مع زمرة من معاونيه، بإذن مسبق من جندي إسرائيلي يغلق الحاجز متى شاء ويفتحه متى شاء.. فمن الصين إلى روسيا إلى أمريكا، ثم بلاد العرب جميعا، وليس انتهاء بالمحطة الأخيرة في مصر، حطت رحال عباس، يحمل معه أمام الإعلام قضية فلسطين، أما ما خفي فلا تترجمه النتائج.
ومؤخرا أنهى محمود عباس زيارة لجمهورية مصر العربية، بطلب من رئيسها عبد الفتاح السيسي له، حيث اجتمع الرئيسان مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وناقشوا الوضع السياسي القائم مع الاحتلال الإسرائيلي، وكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام.
الفلسطينيون علقوا آمالاً كبيرة على زيارة رئيسهم لمصر وبالأخص أهالي قطاع غزة، ظناً منهم أن يقوم بمناقشة وضع معبر رفح المتنفس الوحيد لهم، والذي تغلقه السلطات المصرية منذ أكثر من أربعة شهور، بالإضافة إلى الوضع المزري في القطاع، من تأخر لعملية الإعمار وغيرها من الأمور.
الفلسطينيون تفاجئوا بتصريحات محمود الهباش مستشار الرئيس أبو مازن للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، بأن زيارة الأخير لمصر لم تفض عن أي قرارات أو اتفاق حول فتح معبر رفح البري.
وقال الهباش في تصريحات صحفية له: إن الزيارة كانت للمشاركة في مؤتمر اقتصادي بمصر، ولتجسيد دعم القيادة الفلسطينية لمصر واستقرارها، كونه يشكل استقرارًا للوضع بالمناطق الفلسطينية"، مؤكداً أن الرئيسيْن تطرقا لموضوع معبر رفح على هامش الزيارة في اللقاء الذي جمعهما، ولكن لم يتم التطرق لآليات أو مواعيد فتح المعبر.
جهة رسمية
وكانت وسائل إعلام محلية نقلت عما أسمته مصادر فلسطينية رفيعة قولها إن "الرئيس عباس والرئيس عبد الفتاح السيسي اتفقا خلال زيارة الأول لمصر نهاية الأسبوع الماضي على فتح المعبر قريبًا، وأن السيسي سيصدر تعليمات بفتحه بشكل مستمر".
ولكن الهباش أوضح أن مصر لا تمانع بفتح المعبر، ولكنها تريد جهة رسمية واضحة على المعبر، ولا تريد التعامل مع فصائل، أي أن المعبر إما أن تتسلمه الحكومة أو حركة حماس، وبالتأكيد الحكومة هي من يجب أن يكون في المعبر، بحسب تعبيره.
كما بيّن أن "المشكلة في المعبر قائمة والوضع سيبقى على ما هو عليه، حتى تتهيأ الظروف لفتحه".
وكان قد عقد اجتماع رباعي في شرم الشيخ المصرية ضم الرئيس محمود عباس ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وملك الاردن عبدالله الثاني، ووزير الخارجية الامريكي جون كيري، وذلك قبيل انطلاق اعمال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري (مصر المستقبل) يوم الجمعة الماضي، بمشاركة أكثر من 90 دولة عربية وأجنبية.
ليس فصيلا آخر
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، د. جمال محيسن استغرب من تصريحات الهباش الأخيرة، حول عدم تطرق الرئيس عباس في زيارته لمصر لموضوع فتح معبر رفح، مشيراً إلى أن أبا مازن ذهب إلى مصر بدعوة من السيسي.
وقال محيسن في حديثه لـ"شمس نيوز"، اليوم الثلاثاء: عباس والسيسي تحدثا في أمور المصالحة وعن موضوع أهلنا في قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم"، لافتاً إلى أنهم تطرقوا في حديثهم لموضوع معبر رفح البري.
واستدرك في حديثه: لكن معبر رفح يفتح بشكل دائم عندما تتسلمه قوات حرس الرئاسة، وليس فصيلا آخر يدير هذه المعابر ويتحكم فيها".
وحمل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حركة حماس مسؤولية إغلاق معبر رفح، لأن السلطات المصرية تريد إدارته من قبل حكومة الوفاق، مطالباً الحكومة بممارسة دورها في كل مجالات عملها واختصاصها ومنها إدارة المعابر.
لا توجد نية
في السياق ذاته، يرى المحلل السياسي د. هاني البسوس، أن لا نية لدى الرئيس محمود عباس للتعاطي مع متطلبات الحياة اليومية للمواطنين في غزة، مضيفاً: وكأن غزة ليست جزء من فلسطين، وكأن أبو مازن ليس مسؤولا عن القطاع".
وتابع البسوس خلال حديثه لـ"شمس نيوز": المفروض والأولى على عباس أن يتطرق في حديثه مع مصر لفتح معبر رفح وأن يهتم بحياة 2 مليون مواطن في قطاع غزة، ويرفع حالة البؤس عنهم"، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات فعلية بما يلزم من مساعدات لسكان غزة بالإضافة لفتح المعابر.
ولفت إلى أن الرئيس عباس تطرق في حديثه خلال لقاء الرباعية في مصر عن عملية التسوية والسلام، معرباً عن اعتقاده أنه تم فتح موضوع العلاقات الفلسطينية المصرية.
وأكد المحلل البسوس أن موضوع التسوية لا فائدة منه، لأنه بقي عشرين عاماً دون الوصول إلى نتيجة، موضحاً أنه "لا بد من أن يتم الحديث عما قد يحدث في غزة وفتح المعابر، ولكن هناك تجاوز لغزة ومعاناة سكانها" بحسب تعبيره.