نشر موقع "بريكينغ ديفنس" الأميركي تقريرا، ذكر فيه أن منطقة الشرق الأوسط مقبلةٌ على مرحلة مليئة بتطورات سياسية وعسكرية كبيرة، مرجحًا أن يكون التأسيس لهذه المرحلة خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المتوقعة إلى المنطقة الشهر المقبل.
وأكد خبراء للموقع الأمريكي أن الشرق الأوسط على موعد مع تغييرات كبيرة في المستقبل القريب، ستشمل شكلا من أشكال التعاون الأمني بين "إسرائيل" والدول العربية، على شكل تحالف جديد.
في ذات السياق، قال ملك الأردن عبد الله الثاني في تصريحات لـ"سي إن بي سي" إنه سيكون من الأوائل المؤيدين لإنشاء نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو، مضيفا أن الأمر ممكن مع الدول التي تتقاسم طريقة التفكير نفسها.
وشدد الملك عبد الله على ضرورة أن تكون مهمة هذا الحلف العسكري واضحة؛ "خاصة بشأن الروابط مع بقية العالم، وبشأن وضعنا في الحلف؛ لتفادي أي لبس"، وفق تعبيره.
وأضاف أن الأردن لديه قوة انتشار سريع، ويعمل بنشاط ومنذ سنوات طويلة مع الناتو في جميع أنحاء العالم، وتربطهما شراكة، وأنه يودّ أن يرى مزيدا من البلدان في المنطقة تدخل في هذا الإطار.
من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أن المنطقة لا تستطيع أن تجتمع حول كيان إرهابي غير مشروع.
وقال زادة في تعقيب له على التصريحات حول إنشاء حلف "ناتو" شرق أوسطي: "هذه الخطط مجرد أوهام، ومن يروج لها يريد بيع السلاح، وتحقيق أهدافه الخاصة".
خدمة "إسرائيل"
من ناحيته يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، أن هذا الحلف مشكل منذ البدء بعمليات التطبيع مع الدول العربية، والذي كان نتيجة للخطة الأمريكية في المنطقة من خلال صفقة القرن.
وأشار العقاد لـ"شمس نيوز" إلى أن هذا الحلف جاء من قبل إدارة بايدن لاستكمال خطة صفقة القرن، والتي لم ينفيها، وإنما سعى لإكمالها بحلف أمني عسكري مشترك تحت ذريعة التهديد الإيراني للمنطقة.
وقال: "إسرائيل وأمريكا تلوحان بالتهديد الإيراني للمنطقة؛ لاستغلاله بشكل يضمن سلامة إسرائيل، ويسكت اللعاب الأمريكي والإسرائيلي عن النفط، والغاز، والثروات العربية".
ولفت العقاد إلى، أن هذا الحلف يهدف لجعل الدول العربية والخليجية منها ساحة حرب، وتكون هي في مواجهة إيران، وأن تكون المدن والمنشآت الإسرائيلية في مأمن.
وذكر أن ملامح هذا الحلف تشكلت من خلال زيارة ابن سلمان لمصر والأردن، وتركيا، وما تبعها من محاولات الضغط على السلطة الفلسطينية للقبول به، معللًا لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله؛ لإقناع الفلسطينيين بهذا الحلف.
وبحسب اعتقاد العقاد فإن الفلسطينيين ملتزمون الصمت حتى اللحظة من هذا الحلف، في ظل الشعور أنه يهدف إلى الالتفاف على كل الحقوق الفلسطينية، وتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف "الخطورة من هذا الحلف تأتي كونه سيجعل إسرائيل رأسًا له، والعمل على تلبية مصالحها، دون أن تدافع عن العالم العربي، أو شركائها بهذا الحلف".
نهايته الفشل
ويرى الكاتب والمختص السياسي نظير مجلي، أنه من الصعب تحديد ما يُبنى من آمال أو مخاطر على الحلف الجديد، إذ لم يُعلن أعضاؤه وأهدافه بعد
وقال مجلي لـ"شمس نيوز": "الأكيد أن الأردن ليس عاملًا إضافيًا فيه؛ كون الحديث عن مبادرة أمريكية-إسرائيلية، تشارك فيها بعض القوى العربية كالخليج وغيرها، وهذه القوى ستكون متضررة من قبل ما قيل إنها التهديدات الإقليمية الإيرانية".
وأشار مجلي إلى، أن "إسرائيل" تريد مثل هذه الأحلاف، كما كانت تريد "الاتفاقيات الإبراهيمية"، في محاولة للالتفاف على القضية الفلسطينية وتجاهلها.
واستدرك مجلي "جميعنا يعلم أن هذه القضية لا يمكن تجاهلها، وشاهدنا ما حصل مع ائتلاف بينت لبيد، وكيف أن تجاهلها أدى لانفجار أودى بائتلافهما إلى التفكك والانهيار".
وبناءً على ما تقدم توقع مجلي أن يُكتب لهذا الحلف مهما كان المشاركون فيه سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي الفشل، إذا تجاهل الموضوع الفلسطيني، وفي ذات الوقت يرى أن الحلف مهما كانت أهدافه ومصيره، فإنه لا يدع مجالًا للفلسطينيين أن يقفوا إلى جنب، وينتظروا نتائج هذا الفشل.
وتابع مجلي "من أراد أن يقيم حلفًا مع إسرائيل لا يتحدث عن إنهائها، وإنما حديثه عن سلام معها، ومن يريد السلام عليه أن ينصح إسرائيل بأن تقوم بواجبها من خلال وقف الاحتلال والجرائم التي ترتكبها"