قام مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية ومركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني بعقد يوم دراسي بعنوان: (الأسرى يتحدثون عن معاناتهم) وكان المشروع بتمويل من مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين _ماليزيا، وذلك في الجامعة الإسلامية بقاعة طيبة، حيث شاركت بالحضور حركة فتح تيار الإصلاح الديمقراطي.
بعد الاستقبال وتسجيل الحضور بدأ اليوم الدراسي بآيات من القرآن الكريم وتلاها كلمة وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين أ. بهاء الدين المدهون الذي رحب بالحضور وبأهالي الأسرى، وتحدث عن قضية الأسرى وأهميتها في جوهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأكد أن قضيتهم هي واجب ديني وأخلاقي يجب الالتفاف حولها، وأوصى أهل القرار بإشراك الأسرى في القرار الفلسطيني.
من جهتها تحدثت أ. نور اليعقوبي ممثلةً عن مركز المبادرات الاستراتيجية فلسطين - ماليزيا إلى أنه لا بد من الإشارة لمعركة الأمعاء الخاوية التي أصبح فيها الإضراب عن الطعام حرباً ثابتةً من حياة المعتقلين الذي يدل على مدى بأسهم، فهم يرفضون الطعام ويفضلون الموت على المعاملة المشينة التي يتعرضون لها من البقاء في العزل الانفرادي والتفتيش العاري والمهين وأيضاً الحرمان من النوم.. إلخ من أساليب الاحتلال الهمجي.
وبدوره أكد أ. حازم حسنين ممثلاً عن مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية على أهمية الاهتمام بالبحث العلمي الذي يطمح في تحقيق الرسالة ونشر قضية الأسرى الفلسطينيين.
ومن جهة أخرى تمنى أ. د. زكريا السنوار ممثلاً عن مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني أن يتلو هذا اليوم الدراسي مؤتمرات عن الأسرى حتى تتناول قضيتهم بشكل أوسع، وعندما يتحدثون الأسرى عن معاناتهم هو إبداع حقيقي فيه صدق للمشاعر حيث التجربة الذاتية حقيقية، ودعا السنوار أيضاً لتأسيس تاريخ شفوي للأسرى في سجون الاحتلال ويضم كافة المراكز البحثية التي تهتم بشؤون الأسرى.
وبدوره رحب د. أسامة حماد عميد كلية الآداب في الجامعة الاسلامية بغزة بالحضور والمراكز المشاركة وتحدث عن أهمية اليوم الدراسي متمنياً أن نخرج بتوصيات تسعفنا في المستقبل.
- تم تقسيم اليوم الدراسي لثلاث جلسات وفي كل جلسة استعرضت شهادات للأسرى على شكل بروموا أقل من دقيقة عبارة عن تعريف بالأسير وسرد شهادة أحد الإخوة الباحثين من المراكز المشاركة، حيث تم عرض 19 شهادة تبين مدى ظلم وبطش الاحتلال الإسرائيلي في التعذيب الجسدي والنفسي للأسرى أثناء التحقيق وبشاعة اختراق وانتهاك المواثيق الدولية.
- الأسرى تحدثوا عن معاناتهم بألم ليسكن ألمهم قلوب شعبنا الفلسطيني ونقول لهم نحن معكم ولن نترككم وحدكم في الزنازين الموحشة، سنواصل بالضغط ونصعد على كافة المنابر العربية والدولية، يجب علينا عدم التعامل مع قضية الأسرى كقضية موسمية.
- يجب علينا زيادة الضغط الشعبي والإعلامي حتى تصل رسالة الأسرى للعالم أجمع وينصهر القيد ويتحقق حلمهم كي يعانقوا سماء الحرية.
مازال الأسير الفلسطيني يعاني شتى ألوان العذاب من تحقيق مهين وضربٍ مُبرح على الرأس والوجه والأنف والأماكن الحساسة من مفاصل الجسم، ناهيك عن الإهمال الطبي وعدم توفير رعاية طبية مناسبة للأسرى، إضافة إلى الحرمان زيارة الأهل، أيضاً تركيب أجهزة مسرطنة للتشويش لكي تمنع الأسرى من التواصل مع ذويهم، وحرمان الأسير من زيارة المحامي أو الصليب الأحمر ومع انتشار لمرض الكورونا وهاجس الموت للأسير والدفن في مقابر الأرقام يزيد سوء الحالة النفسية للأسرى.
إن التأثير النفسي للأسير والاضراب عن الطعام يحول المحنة الى منحة ويزيد منه صبره وعزيمته بتلك التجربة القاسية، شعور صعب عندما يشعر الأسير أن عداد عمره توقف وهو يبكي بلا دموع.
وجب التنويه أن اهتمام الأسرى في التعليم داخل السجون بدأ بالثانوية العامة وتعدى ذلك بكثير حتى وصل الدراسات العليا، ولكن يواجه الأسير عواقب وتحديات من إدارة السجن من منع الكتب والمراجع لدرجة استخدام عملية النسخ لترويج الكتب اللازمة الإدارية والمالية للأسرى عدم مسموح إدخال المال للأسرى وعدم السماح لهم بالتملك فأنت أسير لا تملك شيئ ويبقى الأموات أحياء.
- خلاصة أهم التوصيات:
1. الضغط على الاحتلال الإسرائيلي والمنظمات الدولية لتسهيل دراسة الأسير، وإدخال الكتب اللازمة له في تحصيله العلمي ونشر ما يصدر عنهم من أعمال أدبية.
2. نشر الوعي الشعبي بقضية الأسرى من خلال كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
3. توفير الرعاية الاجتماعية والنفسية لأبناء الأسرى ودمجهم بالمجتمع.
4. زيادة المشاركة السياسية للأسرى.
5. جمع شهادات الأسرى عن تجاربهم ومعاناتهم في السجون.
6. حث المؤسسات الحقوقية على إلزام الاحتلال بالسماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم.
وفي ختام اليوم الدراسي تم توزيع دروع وشهادات تكريم لأهالي الأسرى.