د. هناء أبو ندى
في ظل سياسة التفرد السياسي والإقصاء لمكونات العمل الوطني التي مارستها القيادة الفلسطينية لأكثر من خمسة عشر عامًا، ومانتج عنها من تقزيم لمؤسسات النظام السياسي و تراجع لدور ومكانة القضية الفلسطينية اقليميا ودوليا، بات من المؤكد بأن اللحمة الفتحاوية هى التحدي الأكبر والرهان الشعبي لعودة الوحدة الوطنية الفلسطينية، كبيئة مشجعة للانطلاق بمشروع وطني متكامل؛ وحاضنة صالحة لتجديد الشرعيات الرئاسية والتشريعية وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير..
وإيماناً بأن الوحدة الوطنية لا تتحقق إلا بمصالحة فتحاوية، يرى التيار الإصلاحي في حركة فتح بأن تغليب المصلحة العامة على المآرب الشخصية هى نقطة الإنطلاق الأساسية لتعزيز الفكر الوحدوي أمام التحديات التي تواجه الحالة الفلسطينية المتشرذمة، ورغم الظلم والاستقواء الذي مورس على قيادة وكوادر التيار إلا إنه يسعى جاهداً لاستعادة وحدة حركة فتح الداخلية، وفرض هيبتها ومكانتها باعتبارها العمود الفقري للتحالف الوطني..
فمنذ النشأة والتأسيس كرس أبناء تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح جهودهم لاستنهاض حركتنا الرائدة، والتفرغ لتصويب المسار التنظيمي وفق أهداف و رؤى ثابتة، وسعوا دوما إلى التآخي والتكاتف ورص الصفوف من أجل استنهاض الوحدة الفتحاوية وإنهاء الانقسام؛ لإعادة العناوين الرئيسية للقضية ونهوض الحالة الفلسطينية وتحقيق حلم الحرية والاستقلال..
نثمن كافة المساعي والجهود الرامية إلى استعادة وحدة الحركة وديمقراطية بنائها التنظيمي والقيادي، وعلى رأسها جهود التيار الإصلاحي ودأبه على أن يمضي قدماً دون كلل أو ملل؛ عاقد العزم على تحقيق وحدة تنظيمية، وتقديم رسالة محبة بقلوب مفتوحة وأيدي ممدودة لرفاق الدرب من الفتحاويين الشرفاء؛ للانعتاق من عنق الزجاجة المأزوم والانطلاق معاً و سوياً لمواجهة الاحتلال..