غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ناتو عسكري شرق اوسطي.. حلم إسرائيلي جديد

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

الحرب الروسية الأوكرانية جاءت على خلفية استعداد أوكرانيا للانضمام الى حلف الناتو, هذا الحلف الذي تقوده أمريكا وتحاول من خلاله السيطرة على العالم كله, فروسيا لن تسمح لأوكرانيا ان تكون قاعدة عسكرية لأمريكا وحلف الناتو, وحذرت من الاقدام على هذه الخطوة, وقررت مواجهة الانجراف الاوكراني غير المحسوب نحو أمريكا, لان هذا يمثل زعزعة لاستقرار روسيا كدولة حدودية مع أوكرانيا ويهدد مصالحها, حيث باتت أمريكا على قناعة بضرورة تعزيز التوجه احادي القطب, كي تبقى هي القوة الأكبر المسيطرة على السياسات والثروات والتحكم بالاقتصاد العالمي, وفي الوقت الذي ضجت فيه القيادة الروسية والصينية وكوريا الشمالية وغيرها من الدول من هذه السياسة الامريكية المنفلتة, ورفضت التبعية لأمريكا والناتو, وقررت ان تستعيد ريادتها وتقف في وجه الغول الأمريكي, وجدنا مساعي أمريكية إسرائيلية لتشكيل ما اسموه «حلف ناتو عسكري شرق اوسطي», وهو حلف تقف على رأسه أمريكا و»إسرائيل», الهدف منه مواجهة ما اسموه بالخطر الإيراني, واستهداف مشروع المقاومة في المنطقة لتوفير الامن والاستقرار «لإسرائيل», المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة قال «المنطقة لا تستطيع أن تجتمع حول كيان إرهابي غير مشروع وأضاف هذه الخطط مجرد أوهام، ومن يروج لها يريد بيع السلاح، وتحقيق أهدافه الخاصة» فهل يمكن لإيران ان تتغافل مساعي أمريكا لانشاء هذا الحلف الذي يستهدفها مباشرة, ويتدخل في شؤون المنطقة الشرق أوسطية ويسيطر على خيراتها وثرواتها ويتحكم في سياستها وامنها وثقافتها ويخدم مصالح إسرائيل السياسية والعسكرية واطماعها في المنطقة.

وبما ان أمريكا تجيد لعبة توزيع الأدوار فبعد ان كلفت الامارات والبحرين والسعودية والمغرب والسودان بالترويج لما تسمى «بصفقة القرن» و «اتفاقية ابراهام» واعتبارهما مرجعية للاتفاقات بين السلطة الفلسطينية و»إسرائيل», ونسيجاً للعلاقة الرسمية العربية الإسرائيلية, فقد أوكلت مهمة الدعوة الى انشاء «حلف الناتو العسكري الشرق اوسطي» هذه المرة الى الأردن, التي تعاني من صراع داخل الاسرة الحاكمة الأردنية, فطموح الأمير حمزة في عرش المملكة الأردنية الهاشمية يهدد إمكانية توريث العرش الى ولي العهد الحسين ابن الملك عبدالله, الذي تم تعيينه بدلا من الأمير حمزة بن الحسين, وهذه الخطوة دائما ما تحتاج الى مباركة أمريكية, وحتى تصل الى هذه المباركة, يجب ان تتبنى الأفكار والمخططات والاستراتيجيات الامريكية, وتدعو اليها, وتعمل على تسويقها في محيطك العربي والإسلامي, لذلك فقد أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أنه يؤيد إنشاء حلف «ناتو» شرق أوسطي، على أن تكون مهماته واضحة للغاية, مشيرا إلى أنه «يمكن بناء الحلف مع البلدان ذات التفكير المتشابه، ونحن نتمتع بقوة انتشار سريع ونعمل بنشاط مع الناتو في جميع أنحاء العالم», وأوضح أن «العلاقة من منظور أردني هي علاقة شراكة، وأود أن أرى المزيد من البلدان في المنطقة تدخل بهذا المزيج، وأعلن أنه سيكون من أوائل الأشخاص الذين سيؤيدون إنشاء حلف «ناتو» شرق أوسطي، إذن فإن هذا الانزلاق العربي غير المسبوق, وهذا التهاوي المخيف في المواقف, وهذا التبني الكامل للمخططات الصهيو-امريكية , يدل على الحالة المزرية التي وصلت اليها العديد من الدول العربية, والتي تأتي كلها على حساب القضية الفلسطينية.

الحقيقة ان الحديث عن ناتو شرق أوسطي يتزامن مع تصاعد التوتر بين «إسرائيل» وإيران وغموض يحيط بمصير الاتفاق النووي وجولات مكوكية لعدة قادة عرب؛ آخرها جولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي قادته بداية إلى مصر والأردن، قبل أن يطير ملك الأردن في اليوم التالي إلى أبو ظبي لمناقشة المستجدات الإقليمية وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها, «إسرائيل التي تسعى الى انشاء تحالف جديد في المنطقة تقف هي على رأسه طالبت الولايات المتحدة بإنشاء هذا التحالف على ان تقوده «إسرائيل» وعلى اثر ذلك فقد قدّم مشرّعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون يمنح البنتاغون مهلة 80 يومًا لتقديم إستراتيجية لدمج الدفاعات الجوية لتسع دول عربية؛ هي دول مجلس التعاون الست إضافة إلى العراق والأردن ومصر مع إسرائيل, وتستبق تصريحات وتحركات زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرياض، حيث يشارك في قمة تجمع قادة الدول التسع التي طالب الكونغرس بدمج دفاعاتها الجوية مع «إسرائيل» لمواجهة ما يصفها بالتهديدات الإيرانية, فما تريده أمريكا وما يسعى اليه الرئيس الأمريكي جو بايدن هو ويرى أن ما تريده إدارة بايدن هو تعويم إسرائيل؛ بأن تكون لاعبًا أساسيًا ولديها قبول إقليمي في المنطقة وأن تلعب دورًا إيجابيًا في مواجهة إيران, فهل تنجح إسرائيل وامريكا في انشاء هذا الحلف, علما ان الدول العربية التسع ليس لديها حالة عداء مستشرية مع ايران, وقد اعتادت على حل مشاكلها بالحوار, ويجب الا تنزلق في محاور وتحالفات مشبوهة, قد تجر المنطقة الى ويلات,.

فمن يراهن على «إسرائيل» يراهن على خاسر لان «إسرائيل» غير مستعدة لأن تدافع عن أمن هذه الدول العربية فهي لا تهتم الا بأمنها فقط, وهي أضعف من ان توفر الامن لها, فهل ينتهي الحلم الإسرائيلي الجديد؟!.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".