بكلمات عفوية دون "وعي وإدراك"، عبَّرَت إحدى طالبات الثانوية العامة (التوجيهي) في قطاع غزة عن رأيها في امتحان الجغرافيا، واصفة الاختبار بأنه "لوز" دلالة على أنه سهل للغاية، عدا عن أن الامتحان جاء من أسئلة الكتاب كما قالت؛ لكن ما أثار غضب وسخط وزارة التربية والتعليم من الطالبة أنها كشفت بأن شخصًا ما وقف أمام قاعة الامتحان، وأجاب عن أسئلة "اختر الإجابة الصحيحة" بصوت مرتفع (لتحصل على 40 علامة ببلاش).
نشطاء التواصل الاجتماعي تداولوا مقطع فيديو الطالبة بشكل واسع جدًا، وتباينت الآراء، منهم من هاجم الطالبة؛ بسبب كلماتها الفجة في التعبير عن رأيها، ومنهم من وقف إلى جانبها، فيما طالب آخرون وزارة التربية والتعليم بتشديد المراقبة على امتحان الثانوية العامة التوجيهي.
وفي أقل من 24 ساعة قررت وزارة التربية والتعليم إلغاء سؤال (اختر الإجابة الصحيحة) في امتحاني مبحثي "التربية الإسلامية والتكنولوجيا"، واستبداله بسؤال مقالي؛ ليصبح القسم الأول مكون من 3 أسئلة ب 60 علامة، وأربعة أسئلة مقالية يختار الطالب منها اثنين بواقع 40 علامة.
وبررت وزارة التربية والتعليم قرار إلغاء سؤال اختر الإجابة الصحيحة، ضمن إجراءات خاصة لحماية امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، إلا أن بعض النشطاء أكدوا بأن السبب هو حديث الطالبة التي عرفت الآن باسم "فتاة اللوز".
قرار وزارة التربية والتعليم قوبل بحالة من السخط والغضب من قبل طلبة الثانوية العامة -التوجيهي- وذويهم، الذين طالبوا الوزارة بالعدول عن قرارها، إذ أن القرار يخلق حالة من الإرباك والتشتت لدى الطلبة.
وقالت المواطنة ديالا عاطف: "لازم حل سريع بجد؛ لتغيير القرار، والله حرام طب الدين وقولنا ممكن مقالي، التكنولوجيا مستحيلة، الإنجليزي مفهوم أكثر من التكنولوجيا".
وتساءلت المواطنة عاطف: كيف وصلت ورقة الامتحان للشخص الذي غشش "فتاة اللوز" قائلة: "ورقة الأسئلة تنعرف ثاني يوم، كيف صارت توصل قبل ما يخلص الطلاب امتحانات؟، بجد حرام وظلم".
وفي الوقت ذاته أجمع نشطاء التواصل الاجتماعي في فلسطين أن حديث (فتاة اللوز) عن حالات الغش سيسجل في التاريخ، مؤكدين أن التاريخ سيشهد أن فتاة اللوز هزت عرش وزارة التربية والتعليم، وغيرت نمط امتحانات الثانوية العامة التوجيهي، وأثرت سلبًا على الطلبة كما يقولون.
وفي السياق ذاته، يرى المختص في شؤون التعليم، معد ومقدم برنامج "أنا توجيهي" عبر إذاعة صوت القدس أ. محمد الحطاب، أن تغير نمط امتحان التوجيهي، لن يكون إلا لصالح الطالب، ولمصلحة الثانوية العامة في فلسطين.
وقال الحطاب لـ"شمس نيوز": "إن تسريب اختبار امتحان الثانوية العامة التوجيهي كان مقصودًا من الاحتلال الإسرائيلي، إذ أن تسريب الامتحان ونشره على منصات التواصل كان من القدس المحتلة".
وأضاف: "إن تغيير نمط امتحان التوجيهي أكبر من فتاة اللوز التي أصبحت ضحية نشطاء التواصل الاجتماعي"، معتقدًا أن تسريب الامتحان يهدف إلى سحب سيادة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عن مدينة القدس المحتلة، وهذا مرفوض تمامًا.