قائمة الموقع

التحديات تتزايد.. ويجب التعويل على الذات

2022-06-30T13:22:00+03:00
خالد صادق
بقلم خالد صادق

في ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من عمليات اقتحام يومية على ايدي غلاة المستوطنين الصهاينة، بهدف فرض واقع جديد للبدء بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، دعا نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات، إلى شد الرحال للمسجد الأقصى وتلبية دعوات الاعتكاف بالمسجد خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، وذلك ضمن جهود التصدي لمخططات واعتداءات الاحتلال ومستوطنيه. وقال بكيرات إن "شد الرحال إلى المسجد الأقصى مهم في كل وقتٍ وحين، في رمضان وغيره من الشهور"، مشددا على أهمية إدراك أن الرباط في الأقصى، يجب أن يكون من أولويات الإنسان المقدسي والفلسطيني. وأرجع أهمية الاعتكاف والرباط في الأقصى، إلى التحديات الكبيرة والمخاطر العظيمة، التي تهدده من قبل سلطات الاحتلال، إلى جانب محاولات التهويد والتدنيس التي ينفذها المستوطنون. والغريب والعجيب ان السلطة الفلسطينية تمارس دور مريب في هذا الوقت العصيب تحديدا ضد امام وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، بعد ان تحدث الشيخ عكرمة صبري عن قمع السلطة الفلسطينية للفلسطينيين بالضفة الغربية، إلى جانب تحذيره من أطماع الاحتلال الصهيوني بالحرم القدسي. وهاجم الشيخ عكرمة صبري، التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة في الضفة الغربية مع الاحتلال الصهيوني. وقال صبري: "إن المسلمين عندما حوصروا من الكفار لم ينسقوا أمنياً مع من حاصرهم وخرجوا بعزة وثبات بعد أن صبروا"، داعيا ًإلى نصرة أهل غزة والقدس وفك الحصار عنهم، الامر الذي دفع السلطة لشن حملة هجوم واسعة وغير مسبوقة على الشيخ الجليل صاحب ال 83 عاما.

 

امام هذه السياسة التي تنتهجها السلطة الفلسطينية والتي لا تلبي أدني طموحات شعبنا الفلسطيني، نجد تراجعا ملحوظا في تدني شعبية السلطة الى حد كبير فقد أظهرت استطلاعات الراي حسب "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية"، الذي أجرى الثلاثاء، استطلاعا أشارت نتائجه المنشورة الى أن نسبة الرضا عن أداء محمود عباس تبلغ 23% ونسبة عدم الرضا 73%، بينما تقول نسبة من 77% أنها تريد من عباس الاستقالة فيما تقول نسبة من 18% أنها تريد منه البقاء في منصبه، فيما يعارض 61% قرار الرئيس عباس بتكليف الشيخ أميناً لسر تنفيذية المنظمة, ولا يعتقد 54% بأن انتخابات تشريعية ورئاسية ستُجرى فعلاً قريباً، ولو جرت انتخابات رئاسية جديدة وترشح فيها عباس وهنية فإن عباس يحصل على 33% من الأصوات وهنية على 55%, ويقول 33% من المستطلعة آراؤهم "إن حماس هي الأكثر جدارة بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني اليوم"، فيما تقول نسبة من 23% فقط: "إن حركة فتح بقيادة الرئيس عباس هي أكثر جدارة بذلك", ويعتقد 86% من الفلسطينيين بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية، ويرى 59% أن السلطة الفلسطينية أصبحت عبئاً على الشعب الفلسطيني و36% فقط يرون أنها إنجاز للشعب الفلسطيني. وعند السؤال عن الطريقة الأمثل لإنهاء الاحتلال وقيام دولة مستقلة، يرى 50% أن العمل المسلح هو الطريق الأمثل و22% أنها المفاوضات و21% أنها المقاومة الشعبية السلمية، مع يقيني ان نسبة تأييد العمل المسلح ضد الاحتلال الصهيوني أكبر من ذلك بكثير، وحتى لو سلمنا بنسبة ال 50% فهذا يحتم على السلطة مراجعة سياساتها.

 

لقد بات من الواضح ان التحديات امام الفلسطينيين تتزايد يوما بعد يوم, في ظل سياسة الاحتلال العنجهية بفرض امر واقع جديد على الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى المبارك, من خلال التسريع بالتهويد والتقسيم والتهجير, وفي الضفة الغربية المحتلة من خلال ملاحقة المقاومة وتصفية عناصرها, ومن خلال تسارع وتيرة الاستيطان, وتسليح المستوطنين في الضفة لمواجهة الفلسطينيين بالقتل, والسلطة هي من تتحمل المسؤولية عن هذه الأوضاع الصعبة التي وصلت اليها الأمور في الضفة, فهي تمنع حراك الشارع الفلسطيني للتصدي لمخططات الاحتلال, وتتعاون امنيا مع الاحتلال الصهيوني للقضاء على المقاومة في الضفة وملاحقة عناصرها, وتعتقل الفلسطينيين على خلفية انتماءاتهم السياسية, وتهدد كل من ينتقد سياستها ودورها في خدمة الاحتلال الصهيوني, فقتلت نزار بنات, واعتقلت اسرى محررين, وهددت الشيخ عكرمة صبري والشيخ خضر عدنان القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي, وسمحت للاحتلال باستهداف من اسماهم "بالمطلوبين" دون ان تحرك ساكنا, فالاحتلال يتوغل في المدن والمخيمات في الضفة, والسلطة شاهد مشفش حاجة, واليوم تمر المنطقة بمنعطف خطير حيث زيارة منتظرة مشؤومة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة, لإقامة تحالف عربي إسرائيلي ترعاه أمريكا وتقف على رأسه "إسرائيل", وانشاء حلف ناتو عسكري شرق اوسطي يهدف للقضاء على مشروع المقاومة برمته, ومواجهة ما اسموه زورا وبهتانا بالخطر الإيراني, الامر الذي يتطلب التعويل على الذات في الدفاع عن قضيتنا الفلسطينية وحمايتها من أطماع أمريكا وإسرائيل, فهل نحن قادرون على ذلك؟!.

اخبار ذات صلة