قائمة الموقع

حين يُلقى بالخريجين في البحر.. 838 صحفياً يتنافسون على وظيفة!

2022-06-30T13:47:00+03:00
خريجين
شمس نيوز - مطر الزق

كشف إعلان ديوان الموظفين بغزة، أسماء المقبولين لاختبار وظيفة محرر صحفي حكومي، عن رقم يُجسد حالة من التضخم في أعداد خريجي كليات الإعلام بالقطاع، إذ تبين أن عدد أسماء المقبولين بلغ 838 صحفياً؛ للمنافسة على وظائف حكومية معدودة.
هذه الأعداد التي أظهرتها نتائج التقدم لوظيفة حكومية نادرا ما تتاح، تستدعي تدخلًا سريعًا من جميع الجهات المختصة من "وزارة الإعلام، ونقابة الصحفيين، والجامعات" للحد من زيادة أعداد خريجي الإعلام، والعمل على توفير فرص عمل لهم.
وكان ديوان الموظفين أعلن يوم الأربعاء 29 يونيو 2022 عن أسماء المقبولين لاختبار وظيفة محرر صحفي، والذي يعقد يوم 4 يوليو المقبل. 
ويرى مراقبون إعلاميون أن زيادة أعداد الخريجين من كليات الصحافة في الجامعات الفلسطينية يدق ناقوس الخطر، ويدفع الجميع للوقوف عند مسؤولياته؛ لحماية الخريجين، والعمل على توفير فرص عمل لهم.
ويعتقد المراقبون أن هناك أسباباً عدة أدت لزيادة أعداد الخريجين العاطلين عن العمل في مهنة الصحافة، مشيرين إلى قلة المؤسسات الصحفية الخاصة، وزيادة أعداد الراغبين في دراسة الصحافة، ومنافسة خريجي التخصصات غير الصحفية للصحفيين، إضافة إلى رغبة الموظفين في المؤسسات الخاصة للحصول على وظائف حكومية ثابتة، كل ذلك أدى إلى تكوين "جيش من العاطلين عن العمل في مهنة الصحافة" وفقًا للمراقبين.
نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين الدكتور تحسين الأسطل قال: "إن واقع العمل الصحفي في فلسطين يحتاج إلى إعادة ترتيب وإعادة دراسة جادة؛ نظرًا لوجود عدد كبير من الخريجين العاطلين عن العمل، عدا عن وجود فرص محدودة جدًا للعمل الصحفي في المؤسسات الإعلامية".
وعدد د. الأسطل لـ "شمس نيوز" أسباب زيادة عدد الصحفيين العاطلين عن العمل، لافتًا إلى أن هناك عدداً كبيراً من الموظفين في المؤسسات الإعلامية المختلفة ليسوا خريجي إعلام، إنما هم خريجون من تخصصات أخرى.
وأضاف: "الإشكالية أن خريجي الإعلام ليس لهم وظائف في مهن أخرى، كمهنة الطب، أو التجارة، أو الهندسة، أو المحاسبة، وغيرها من المهن العلمية؛ لكن تجد عدداً من خريجي تلك المهن موظفين في المؤسسات الإعلامية، مستدركًا قوله: "نقدر جهدهم عاليًا، وتميزهم، وإبداعهم؛ لكن الإعلاميين بحاجة إلى وظائف في مهنتهم".
ولفت د. الأسطل إلى أن المهن الصحفية متعددة منها (مراسل صحفي، مساعد مراسل، محرر صحفي، مصور، مساعد مصور، الصحافة الرقمية، صحافة الموبايل، مونتاج، الانفوجرافيك، التصميم)، وغيرها الكثير من المهن، التي يفتقدها بعض خريجي الإعلام، ويبدع فيها أصحاب التخصصات الأخرى.
مواجهة أزمة ارتفاع أعداد العاطلين من خريجي الإعلام، لا يمكن أن تتم عبر نقابة الصحفيين وحدها، وفقًا للدكتور الأسطل الذي أكد أن النقابة مهمتها توعية الصحفي الذي يمارس عمله بالمهام الموكلة إليه، وحقوقه كاملة، إضافة إلى تدريب وتوجيه الخريجين.
وأشار إلى أن إنهاء أزمة العاطلين عن العمل من خريجي الإعلام تحتاج لقرار حكومي، ولوائح داخلية واضحة، تشترط بألا تحصل المؤسسات الإعلامية على ترخيص؛ إلا إذا تعهدت بتوظيف خريجي إعلام، أو العمل على إغلاق أقسام الصحافة في الجامعات".
ووفقًا لمركز الإحصاء الفلسطيني "هناك 2500 خريج إعلام في فلسطين عاطلين عن العمل بنسبة تزيد عن 80% من عدد الخريجين، لا يوجد لهم وظائف شاغرة".
من جهته يرى رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني أ. علاء سلامة أن رقم الخريجين المتقدمين لوظيفة محرر صحفي في ديوان الموظفين ينذر بوجود أزمة ومأساة حقيقية يعيشها الخريجون الفلسطينيون.
وقال أ. سلامة لـ"شمس نيوز": "هناك شح في وظائف الإعلاميين سواء في المؤسسات الخاصة أو الحكومية، معللًا سبب شح الوظائف بمزاجية المؤسسات الإعلامية، إضافة إلى رغبة الموظفين في المؤسسات الخاصة للحصول على وظائف حكومية ثابتة؛ لتحسين الدخل.
ودعا رئيس التجمع الإعلامي، ديوان الموظفين لوضع شروط يُمنع فيها الموظف في المؤسسات الخاصة من التقدم لوظيفة حكومية؛ ليُتيح المجال أمام الخريجين؛ ليتنافسوا فيما بينهم، كما طالب، الديوان بالكشف عن أسماء الخريجين الذين حالفهم الحظ وطريقة اختيارهم.
وأمام الواقع الصعب للصحفيين قال سلامة: "يجب على الجامعات الفلسطينية أن تقوم بدورها لحماية الأجيال الفلسطينية، بدراسة واقع العمل المهني، وتقديم الخيارات أمام الطالب، أو فرضها في حال عدم توفر العمل خلال السنوات

اخبار ذات صلة