غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بلا مساحيق .. دلالات ومألات زيارة جو بايدن المرتقبة للشرق الأوسط

د. أسعد جودة.jpg
بقلم د. أسعد جودة

المتابع لحجم ماكينة الضخ الاعلامي عن الزيارة المرتقبة للكيان وللسعودية وما سيتبعها من اجتماعات مع الدول مصر والأردن والمغرب ودول الخليج، وترقب المولود الجديد الناتو الكوكتيل (عرب - اسرائيل - أمريكا) يشعر أن الحلف تشكل والأهداف صارت في حكم المحققة  وحرب لمسح ايران عاد ناجزا ، وما يزيد الطين بلة استطاعت  أبواق مراكز الاستخبارات ومطابخ التطبيع المتصهينة التصريح عن  اسم المولود  " ميسا " بل أكثر من ذلك حرروا شهادة الوفاة للقضية الفلسطينية  تحديدا وشيعوا الجنازة وما تبقى من الضفة للأردن وغزة لمصر والقدس دولية وتشارك في ادارة الجانب العبادي للديانات  المسيحية واليهودية والاسلامية وكل بمذاهبه  ؟!

في ظل هذا الوضع المتخم بالتحليلات والقراءات والاستشرافات الأصل العودة للخلف قليلا لقراءة لماذا تحرك بايدن للمنطقة  وما هي أهدافة  ودوافعه؟ بادئ ذي بدء بايدن يعتبر الشرق الأوسط من ضمن مناطق النفوذ عدا عنصر مشاكس هو  ايران ، لكن الزيارة في هذا التوقيت لها ضرورة خاصة  وتكتسب أهمية قصوى تؤثر على مستقبل أمريكا داخليا وخارجيا ، الحرب الدائرة اليوم بين روسبا وأوكرانيا وعدم وجود مؤشرات بعد كل العقوبات والدعم الا محدود على كل الصعد  منها لأوكرانيا ودور حلف  الناتو، وما تركته الحرب وهي في بداياتها على الاقتصاد العالمي ومعدلات ارتفاع أسعار النفط ومشتقاته وشحه في أمريكيا وأوروبا والسلع الأخرى وبالتحديد أزمة الطاقة الناتجة عن إمدادات النفط والغاز الروسيين ْ وخصوصا إلى دول أوروبا،

والحديث عن الإتجار  بالعملات كالروبل الروسي  وغدا باليوان الصيني، ولا أمل في أي انفراجات بل المرشح التصعيد وتطور المعارك، لأن روسيا مصممة على وقف التغول الأمريكي  والعمل بكل قوة لإحداث تغيير هى وحلفاءها  الصين وكوريا الشمالية في خارطة المحاور والأقطاب. المطلوب  عالم متعدد الأقطاب ومغادرة الأحادية الأمريكية المفروضة بالبلطجة العسكرية ،هذا الرفض قد يقود لحرب عالمية ثالثة وكثر من الاستراتيجيين كسينجر وغيره تنبأ بحصول تلك الحرب.

لذلك استدارة أمريكا والتوجه للشرق الأوسط  فى هذا التوقيت  محاولة ليست ذكيه، ولكن يمكن توصيفها  باستراتيجية الفاقد والباحث عن حل هو يعرف إنه إن لم يكن مستحيل فهو أقرب للخيال.

الأمريكان يؤكدون جهارا نهارا أنهم لن يدخلوا في حرب مع ايران وسياسة الديمقراطيين بادين تجهز للدخول في إعادة المفاوضات في الدوحة مع ايران حول البرنامج النووي، لأنهم يدركون يقينا الحرب مع ايران تعني حريق كامل لن ينطفأ ومصالحهم الأمريكان في هذه المنطقة المكتنزة بخزانين الاول الثروات الاستراتيجية  كالنفط والغاز التي لا تنضب، والثاني خزان العقيدة المعطل طيلة العقود السابقة  هو من أطال عمرهم وبقاءهم.

الديمقراطيون الذين يتحدثوا عن السعودية "بالدولة المنبوذة ولن يتواصلوا مع ولي العهد السعودي صاحب ملف الإجرام  "جو بايدن سيحل عليهم ضيفا، لماذا لأنه رأى أنهم جادين في الدخول في تحالفات  جدية مع المحور المضاد لحماية بلدهم .ومن هنا تنبع أهمية زيارة  الرئيس الأميركي إلى ثنيهم عن هكذا برنامج وأيضا أهمية  السعودية، كأكبر منتج للنفط في العالم فى حل الأزمة العالمية الناجمة عن الحرب  .

الكيان الصهيوني المعلن بلا خجل  انه سيهدم المسجد الأقصى ويرفع الهيكل المزعوم يعتقد أن هذه الدول العربية السنية وهي تجاري السياسة العالمية للحفاظ على مصالحها،  تستطيع أن تدخل  بتحالف جوى مبدئيا يتطور لكامل برى وبحرى ودمج وانصهار  لسحق ايران لتؤمن اسرائيل نفسها ؟

هل حجم الخلاف المذهبي مؤرق لهذه الدرجة لتلك الدول؟وهل تلك الدول مجتمعة لا تدرك ان ايران تدعم الذين يقاتلون الكيان الصهيوني سواء فى لبنان او فلسطين  دعما عسكريا وماديا ويجاهروا بذلك ولا يخشون أحدا ، وعاد الكيان المجهز للقضاء والذراع المتقدم لتركيع المنطقة بالكامل عاجز عن مواجهة مقاومات يسميها هو الجبهة الجنوبية والشمالية وينفق المليارات على السلاح ، وهل يغيب عن ايضا  تلك الدول ان الحلول والتوافقات السياسية مع ايران يهمش ويصفر هذا البعد الطائفي إن كان هو الذى يعول عليه لبناء تصور عدو مشترك ، وهم يدركون أن  المعطل لتصفية الأجواء  هو الضغط والسطوة الصهيو -أمريكية  الرافضة لأى تقارب ، لذلك إعتباره عدو مشترك وهم  وخيال والعلاقات معه لم تنقطع  ،وحتى مثل هذا التحالف لن يحظى بقبول شعبي مطلقا، ودمج اسرائيل ككيان طبيعي في المنطقة أقرب للخيال والوهم والأمثلة كثيرة الفنانين والشعراء والمثقفين والحقوقيين يقوموا الدنيا على مشهد أو فيلم أو زيارة للكيان ، وحتى الدول التي يفترض أن تكون في الحلف لها مواقف متباينة ، خاصة في ظل الخلاف القطري السعودي وعزوف دولتي عمان مسقط والكويت عن المشاركة ، وإعلان الامارات أنها ليست جزءاً من أي حلف عسكري.

هذه المحاولة الأمريكية هي دليل عجز وقلق على المستقبل ، لأن غطرستها وجنون العظمة كرس عندها النظر لأولئك بالأدوات   ولا تؤمن بالمصالح المشتركة بل بعقيدة السحق والأحادية وجاء التوقيت لتدفع الثمن باهض.

الكيان الصهيوني الخشية منه كانت تنبع من الخوف والرعب والسطوة الأمريكية اليوم هذا الكيان برغم كل ما يملك من ترسانة عسكرية وأمان دولي وفيتو أمريكي عاجز، وعاد يتألم من مقاومات سماها العدو  نفسه جبهات عيشته كوابيس وأنزلته الملاجئ وسكرت مطاراته وأي تهديد يهرع للوسطاء ،ونجحت المقاومة فى لبنان على طرده مدحورا عام ٢٠٠٠م وذلته فى تموز٢٠٠٦،ناهيك عن غزة المحاصرة إرساء معادلة ردع استراتيجي ، وهذا جاء عبر مخاض عمد بالدم وألاف الشهداء ودمار البيوت على روؤس ساكينها ، الكيان المجرم  استخدم أحدث الطائرات الحربية وجرب  كل أنواع السلاح في منطقة منبسطة لا تلال ولا هضاب ولم يستطع النزول على الأرض مطلقا ، وآخر المعارك كانت "سيف القدس" الذي جعلته يعيش كابوسا وجوديا وأعادت القضية التى يفترض ان تسحب من التداول الى الصداراة .

اليوم  الجدل المحتدم في أوساط القيادة والشعب الصهيوني  يتمحور حول الوجود والبقاء أم الرحيل والفناء وكم متبقي فى عمره ؟!، وهل بقي له دور أم  إنتهى؟.

اليوم حكومات تتساقط أربع حكومات فى أقل من ثلاث سنوات.

اليوم هذه الدول المزمع التوقيع معها لتشكل هذا الحلف المزعوم تدرك أن المطلوب منها أن تقاتل وتستخدم كل إمكاناتها و اسرائيل وأمريكا تكون المايسترو والمشرفين فقط ومطلوب منهم توظيف كل مقدراتهم  للقضاء على ايران وأيضا هدف غير معلن كل المشاكسين على الجبهتين الشمالية والجنوبية لبنان وسوريا وفلسطين (غزة )  .

المنطق يقول هذا مستحيل بل أقرب للخيال ، وأحلاف سابقا طرحت وولدت ميته كحلف بغداد وغيره.

الرد العملي على كل هذه الأحلاف المزعومة في العقل الصهيو-أمريكي ، على المستوى الرسمي العربي والإسلامي أن يستفيدوا من الظرف التاريخي الغير مسبوق أن الصلف الأمريكي  الى أفول وسيصاحبه عصر إنتهاء الهيمنة المطلقة  القائم على النهب وإمتصاص الثروات وسحق الطموحات والمستقبل ، والتفكير في دور ومكانة تليق بهم من خلال فهم عميق لموقعهم الإستراتيجي وقدراتهم المذهلة وتارخهم الزاخر والأهم عقيدتهم الصافية النقية ومقداستهم عدد دولهم حوالى سبعة وخمسون دولة قادرين أن يشكلوا قطبا عالميا له وزن غير مسبوق .

المستوى الشعبي العربي والاسلامي إرتقاء مستوى الوعي بالمستقبل ودعم حكوماتهم بالتغيير والانزياح لرأى الشعب  والتعبير عن غضبهم العارم أنهم لن يكونوا يوما ولا يسجل التاريخ عليهم تأمين حماية للكيان اللقيط اللص المستنبت في المنطقة لتدمير العقيدة والتاريخ ونهب الثروة وسحق المستقبل.

وأخيرا الفلسطينيين ان يدركوا أن هذا الكيان الى زوال وكل محاولات إنعاشه ستبؤء بالفشل،  اليوم

 يلهثون عن  الحماية فقط من أجل البقاء ، هذا يستدعي السباق الى نبذه ورفضه ومن السلطة تمزيق كل ما وقع معه، لأنه بالأساس تنكر لكل وعوده  وهو من داس عليها بجنازير دباباته وقتل الرئيس عرفات ..  والإصرار على الوحدة على أساس إقتلاعه جذريا من أرضنا،

هذه فرصة إستثنائية وتحويل المحنة الى منحة  .

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ.. "

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".