ناقش الباحث أحمد فحجان في الجامعة الاسلامية في غزة، أمس السبت، رسالة ماجستير في برنامج الصحافة والإعلام، بعنوان "اعتماد النخبة الإعلامية الفلسطينية على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأزمات الأمنية".
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على درجة اعتماد النخبة الإعلامية الفلسطينية على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأزمات الأمنية، وتسليط الضوء على الشبكات والصفحات التي يتم الاعتماد عليها، ورصد الأسباب وطبيعة اعتماد النخبة الإعلامية على هذه الشبكات كمصدر للمعلومات، ودرجة الثقة فيها، والتأثيرات الناتجة عن اعتماد النخبة الإعلامية عليها خلال الأزمات الأمنية، والكشف عن السلبيات الناجمة، ومدى استفادة النخبة الإعلامية الفلسطينية من شبكات التواصل في بناء المواقف واتخاذ القرارات بشأن الأزمات الأمنية، واقتراحاتهم لتعزيز دورها.
وتنتمي هذه الدراسة إلى البحوث الوصفية، واعتمدت على منهج المسح، وفي إطاره أسلوب مسح أساليب الممارسة الإعلامية وأسلوب مسح جمهور وسائل الإعلام، واستخدمت أداتي صحيفة الاستقصاء التي وزعت على عينة الحصر الشامل، قوامها (200) مفردة من النخبة الإعلامية الفلسطينية، والمقابلة المعقمة لعينة عمدية قدرها (11) من النخب والخبراء، واستندت الدراسة إلى نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أبرزها:
الوزن النسبي لدرجة الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام خلال الأزمات الأمنية بلغ 78%، وهو درجة كبيرة، حيث جاء في المرتبة الأولى بدرجة عالية بنسبة 40.7%، وجاء في المرتبة الثانية بدرجة عالية جداً بنسبة 29.7%، فيما جاء في المرتبة الثالثة بدرجة متوسطة بنسبة 24.2%، ويليه في المرتبة الرابعة بدرجة منخفضة جداً بنسبة 4.4%، بينما جاء في المرتبة الأخيرة بدرجة منخفضة بنسبة 1%.
أهم الصفحات الإخبارية عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتمد عليها النخبة الإعلامية الفلسطينية خلال الأزمات الأمنية كانت وكالة شهاب للأنباء بنسبة 60.4%، يليها بفارق ملحوظ ونسب متفاوتة كل من شبكة قدس الإخبارية بنسبة 39.6%، ووكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بنسبة 34.1%، وكالة سند بنسبة 28.6%، ووكالة فلسطين اليوم الإخبارية بنسبة 27.5%، والرسالة نت 25.3%، ودنيا الوطن بنسبة 23.1%.
درجة ثقة النخبة الإعلامية الفلسطينية في شبكات التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات خلال الأزمات الأمنية متوسطة بنسبة 51.6%، وعالية بنسبة 28.6%، ومنخفضة بنسبة 12%، ويليه في المرتبة الرابعة درجة عالية جداً بنسبة 5.5%.
توجد علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05≥α) بين درجة ثقة النخبة الإعلامية الفلسطينية في شبكات التواصل الاجتماعي ودرجة الاعتماد عليها خلال الأزمات الأمنية.
وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات، أهمها:
ضرورة عقد دورات وتقديم إرشادات مستمرة بهدف التوعية الأمنية للنخب الإعلامية، حول كيفية الاستخدام الآمن لشبكات التواصل الاجتماعي، وكيفية إدارتها والتعامل معها خلال الأزمات الأمنية.
تعزيز التعاون بين الجهات الأمنية والمؤسسات الإعلامية، وتفعيل دور النخب بشكل أكبر، وبناء جسور من الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف، خاصة فيما يتعلق بإدارة الأزمات الأمنية، وقيام كل طرف بدوره المنوط لخدمة المجتمع وأمنه.
التركيز على نشر المعلومات التي تصدر عن الجهات الرسمية، وخاصة فيما يتعلق بأي أحداث أمنية، والابتعاد عن نشر معلومات سرية قد تضر بسير العمل الأمني، والتروي قدر الإمكان لعدم الوقوع في فخ نشر الإشاعات والأخبار المضللة.
العمل على إصدار تشريعات وضوابط يتم تحديثها باستمرار، ووضع قوانين وعقوبات رادعة للمخالفين، بهدف الحد من فوضى المعلومات والنشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ووضع الجميع أمام مسئولياتهم تجاه الحفاظ على أمن المجتمع.