غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ما بين الكَمَالين ها قد عدنا يا شارون

ما بين الكَمَالين ها قد عدنا يا شارون.
بقلم/ د. قسام سمير الزعانين

ما بين استشهاد كامل علاومة في العام ٢٠٠٣،وشقيقه الشهيد كامل علاونة والذي سماه والداه على اسم أخيه الشهيد ما يقارب 19 عاماً، اعتقد فيها الإسرائيلي أنه قد أنجز مهمة قتل المقاومة والثورة في قلوب الشباب المنتفض الغاضب في الضفة الغربية المحتلة،وبأن أي مولود فلسطيني ذكر كان أو أنثى يجب أن يُلد ميتاً من قيم الوطنية والعزة والشرف، وبأن الفلسطيني وظيفته المستقبلية هي حماية(دولة إسرائيل)من أعدائها.

قبل 20عاماً وضع شارون وموفاز وقادة الاحتلال المجرم خططهم لاستئصال الثورة في قلوب وعقول ووجدان الفلسطيني في الضفة الغربية، وأطلقوا عمليتهم(السور الواقي).

لم يتركوا زاوية في الضفة الغربية إلا واقتحموها فقتلوا وأسروا وجرحوا ودمّروا وهجّروا وارتكبوا أبشع الجرائم على مرأى ومسمع العالم الظالم،وبمباركة أمريكية وغربية وعربية، وقد شاهد العالم بسالة الفلسطيني وجبروته في مواجهة هذا الجبروت الاسرائيلي،وأعلن شبابها بأن المعركة في الضفة الغربية هي "كرٌ وكر"، وبأن راية المقاومة متأصلة في أصلاب الرجال ولن تُخمد الثورة.

لم تكن حملة السور الواقي عمليةً عسكريةً فقط كما يتوهم الكثير، بل كان هناك هدفاً استراتيجياً غير مُعلن،كانت(السور الواقي) عمليةً لتغيير النظام الفلسطيني بشكل كامل،فقتلوا رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، لشعورهم بأنه لن يُقدّم لهم مزيداً من التنازلات، وبدأت مرحلةً جديدةً من تدشين النظام الحاكم الجديد، الذي يشاركُ في تنفيذ أهداف عملية السور الواقي من خلال اعتقال من يُثبت انتماؤه للمقاومة،أو تسهيل عمليات إغتيال بالليل والنهار وتقديم المعلومات اللازمة لذلك، ومحاربة وإغلاق كافة المؤسسات التي تعنى بعوائل الشهداء والأسرى والجرحى،ومنع أي أموالٍ تصل للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وتدريب أبناء الأجهزة الأمنية في دورات تُشرف عليها الإدارة الامريكية تحت ما سُمي (مشروع دايتون) الامني والاقتصادي، وحتى على المستوى الفكري الايدلوجي،وغيرها من الإجراءات التي قدمها هذا النظام الجديد عربوناً لاستمراره على رأس الحكمالوهمفي الضفة الغربية، وقد نجحت حملة السور الواقي إلى حدٍ بعيد،واعتقد شارون ورؤساء الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ومعهم النظام الجديد بأن كامل علاونة لن يعود من جديد، لكنهم أخطأوا التقدير، ولم يدركوا جيداً بأن الحُر لا يمكن أن يموت، وأن صاحب الحق لن ينسَ ولن يفغر، وأنّ فلسطين وعشقها وقدسها وترابها مجبول بدماء الفلسطيني فهي تسري في عروقه.

وما هي إلا سنوات حتى حلّق طائر الفينيق مجدداً مُعلناً ميلادُ الثورةَ من جديد، فجنين القس..ام التى هدمها السور الواقي نهضت بكتيبتها المظفرة، فأعلنت الطوق في تل أبيب عبر شبابها ضياء ورعد، ونابلس التى طحنت الدبابات أجساد شبابها في مخيم بلاطة زغرد رصاصها مدوياً عند قبر يوسف مُعلناً صراخ المستوطنين من جديد ليسمعها شارون في قبره، وها هي رام الله والخليل وبيت لحم وكافة المناطق تتجهز لهدم السور والنظام الجديد.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".