قائمة الموقع

خبر "أم بشار" خطّابة رفح الأولى.. عروس حسب المواصفات والطلب

2015-03-18T09:06:21+02:00

شمس نيوز/سماهر البطش

لم تتوقع "أم بشار" أن تؤدي وساطتها في زواج أحد أقاربها، إلى فتح باب رزق لها من خلال التوفيق بين العرائس، وشغل منصب "خطّابة المنطقة"، لتكون أول فلسطينية من غزة تسلك هذا الطريق الفريد، وتمتهن هذه الوظيفة التي تتطلب قدرات خارقة، وقدرة إقناع منقطة النظير.

بدأت الأربعينية أم بشار أبو محسن، من مدينة رفح، طريقها داعية في المساجد، بعد أن تحصلت على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية، وما لبثت أن خاضت غمار تجارب أخرى، فطرقت باب التوسط بين الشباب والشابات المقبلين على الزواج، مقابل مبلغ مالي محدد قد تتحصل عليه من العريس أو العروس، أو كليهما، وقد لا تتقاضى مقابلا وتترك الأجر على رب الأجور.

مراسلة "شمس نيوز"، زارت أم بشار في بيتها المتواضع، وتعرفت منها على بداية تجربتها في مجال الدعوة ووساطة الخير.

إقبال كبير

استقبلتنا بوجهها البشوش، وبعيون تملؤها الحيوية، قبل أن تبدأ سرد تجاربها، لتقول: منذ أن كان عمري 30 عاما وأنا أحب مجالسة الفتيات والتحدث معهن عن فارس الأحلام وكيفية الوصول إليه، وكذلك كنت أشارك الأهل والجيران في حل مشاكلهم, ومجال الدعوة ساعدني في تكوين علاقات اجتماعية واسعة، ومعرفة العديد من الفتيات، ومواصفات أخلاقهن وسلوكياتهن, وخاصة معرفة ما يدور في خواطرهن، وهذا اكسبني خبرة جيده في هذا المجال".

وتضيف الخطّابة أم بشار: يوجد إقبال كبير جدا من قبل الشباب للتوسط لهم والبحث عن عروس مناسبة لكل واحد، فقد تعاملت مع الزبائن على مدار ست سنوات، والإقبال في ازدياد مستمر, و لأهل رفح لهم الحظ الأوفر، لأن أغلب الوافدين من المنطقة, ونادرا ما يأتي واحد من المناطق المجاورة نظرا لبعد المسافة".

واصلت أم بشار حديثها: خصصت في منزلي غرفة أجمع فيها ملفات كثيرة تحتوى أسماء ومواصفات جميع الفتيات, وبمجرد تزويج إحداهن أشطب الاسم".

وعن طريقة البحث عن الفتاة المناسبة للشاب المناسب، تضيف أم بشار: عندما يطلب أحدهم مني البحث عن عروس مناسبة، من خلال الحضور لبيتي أو الاتصال عبر الهاتف، أطلب من أهل الشاب أن يأتي عندي للبيت وأجلس وأتحدث معه, وبعد أن ينصرف، أصلي ركعتي استخارة، ثم أتواصل معه مرة ثانية، وأطرح علية أسماء لفتيات تناسبه وحسب معاييره للزواج، وبالمتابعة بين الطرفين يتم الوصول للفتاة المناسبة ويحصل التوفيق بإذن الله" موضحة أنها تجلس أيضا مع الفتاة وأهلها لمحاولة التخفيف من طلباتهم وشروطهم لتسهيل الحصول على زوج مناسب, ومن ثم تبدءا الإجراءات الرسمية.

وتقول: فعلا أشعر بأنني قمت بعمل صالح وجميل عند التوفيق بين عروسين، وأتحصل على محبة الناس كوني واسطة خير"، مؤكدة أن شهرتها وسمعتها صنعتهما بفضل الله سبحانه وتعالى أولا , ثم بمصداقيتها وإخلاص نيتها لوجه الله، وبنماذج الزواج التي توسطت فيها وتكللت بالنجاح.

وتنصح "أم بشار الشباب بأن يختاروا صاحبة الدين والأخلاق وان يتحلوا بالصدق والمعاملة الحسنة وتقوى الله، والشابات بالتحلي بالأخلاق والمحافظة على قيم تعاليم الدين, والأهالي بالتعاون وتخفيف المهور نظرا للظروف الصعبة وأن يختاروا لبناتهم من يخاف الله.

واسطة خير

"مراسلة شمس نيوز" قابلت نماذج من الشباب والشابات الذين تزوجوا بوساطة أم بشار، فيقول الشاب (محمد – ن): عندما عزمت على الزواج بدأت والدتي تبحث لي عن فتاة تناسبني، ورشحت الكثير من الفتيات, ولكن شاء القدر عندما جاءت خالتي إلى والدتي وتحدثت معها عن وجود خطابة، داعية مساجد ولها خبره في مجال الخطوبة، وهى تسخّر جلّ عملها لله". وأضاف: الخطّابة أم بشار أعطت والدتي المعلومات الكافية عن الفتاة وعائلتها, فكانت صاحبة دين وأخلاق وعلم بحمد الله".

أما الشابة (أ – ع) فبدأت حديثها بابتسامة بسيطة ظهرت على محياها لتقول: زواجي تم بفضل الله عز وجل ومن ثم الخطابة أم بشار , عندما كنت أذهب للمسجد لحضور الندوات، حيث تعرفت على أم بشار، فهي داعية في المسجد, اقترحت علي اسم عريس يريد الزواج وهو صاحب دين وخلق, وبعد السؤال عنه وعن عائلته تمت الإجراءات الرسمية".

حكم الشريعة

ولمعرفه حكم الشريعة في عمل الخطّابة، توجهت "شمس نيوز" إلى د . ماهر السوسي، عميد كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، حيث أجاب بالقول: الأصل في اختيار الزوج أو الزوجة هو البحث عن من يمتلك المواصفات التي حددها الشرع , حيث يتكرر أن الرجل يبحث عن ذات الدين كما ورد عن الرسول صلى الله علية وسلم , وكذلك المرأة تبحث عن صاحب الدين, وكما أن الرسول صلى الله علية وسلم بيّن لنا ضرورة اختيار الرجل المناسب والمرأة المناسبة، حيث قال: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس".

ويضيف السوسي: كل هذه النصوص تدل على أن الزوج يبحث ويسأل عن حالة من يرغب في الزواج منها, وكذلك ولي الزوجة يبحث عن حالة من خطب منة ابنته, ولكن لا يمكن أن يكون ذلك إلا عن طريق من يعرفوا كل واحد منهما، وفي الحالة التي تعالجها "الخطابة"، فإن السؤال يتم عن طريقها، وهذا أمر لا يعارض النصوص الشرعية السابقة، بشرط أن تكون هذه المرأة أمينة في وصفها للرجل المسئول عنة أو المرأة التي تسأل عنها، وألا تقوم بالغش لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا".

ويؤكد د.السوسي ضرورة ألا يتجاوز الأمر حدود كونها "خطّابة"، وألا يكون دورها سوى التوفيق ونقل وصف الرجل أو المرأة فقط.

اخبار ذات صلة