غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أمريكا وشيرين أبو عاقلة

مصطفى الصواف.jpg
بقلم/ مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

تبرئة أمريكا للاحتلال الصهيوني من دم شيرين أبو عاقلة هو أولى بشائر زيارة الرئيس الأمريكي بايدن بعد أن سلمت السلطة الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في منطقة جنين.

من تولى فحص الرصاصة هو الجانب الصهيوني ومن أصدر تقرير الفحص هو الجانب الصهيوني، ومن تبنى وجهة النظر الصهيونية هو الجانب الأمريكي وهو من رفع التقرير الذي يؤكد فيه؛ أنه من الصعب تحديد الجهة التي أطلقت الرصاصة التي تسببت في استشهاد شيرين أبو عاقلة، واحتمالية أن تكون الرصاصة من الجانب الصهيوني ممكنة، وكذلك قد تكون من جانب المقاومة الفلسطينية، وبهذا التقرير ينطبق المثل (بين حانة ومانة ضاعت لحانا)، وهذه النتيجة هي ذات النتيجة التي تحدث بها الإعلام العبري قبل الفحص بعد أخذ الأمريكان الرصاصة من الجانب الفلسطيني كي يفحصها الجانب الصهيوني للوصل إلى هذا التقرير الذي لا يحمل جيش الاحتلال أي مسؤولية.

نتائج التقرير متوقعة قبل التسليم والفحص، وهو محاولة للخروج من قول الحقيقة وتوجيه الاتهام للجانب الصهيوني، وهو ما قامت به أمريكا، ولا أشك أنها أول التنازل من قبل السلطة في موضوع أبو عاقلة؛ تمهيدا لزيارة بايدين للمنطقة ولقاءه بمحمود عباس في مدينة بيت لحم، المدينة ذات الطابع الديني خاصة للمسيحيين، وبايدن بالتأكيد مسيحي ووجود عباس في بيت لحم للقاء بايدين برتوكولي شكلي، وإن الإدارة الامريكية هي التي حددت مكان اللقاء، وهو خارج كل الأعراف الدبلوماسية، وهو يعطي مؤشرا بأن اللقاء مفرغ من العمل السياسي، ولو كان هناك نوايا لدى أمريكا لنقاش القضايا السياسية لكان اللقاء بالعاصمة السياسة للسلطة وهي رام الله.

السلطة في لقاء بايدين ستكون مستمعة لما يريده الكيان، ولكن عبر بايدن، ولذلك سيكون اللقاء لفرض إملاءت مقابل مطالب شكلية من جانب محمود عباس، ولن تكون ذات مغزى سياسي فلسطيني.

نجحت سلطات الاحتلال من خلال الإدارة الأمريكية في التخلص من تحمل المسؤولية تجاه اغتيال شيرين أبو عاقلة بأيدينا، وربما بتوافق معنا، ولا أشك في ذلك كشرط أميركي للقاء محمود عباس.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".