تواصل الدراما الفلسطينية دعمها وإسنادها للمقاومة، وإبراز محطات المقاومة المختلفة، وإظهار قادتها الذين كان لهم باع طويل في مقارعة العدو وملاحقته، هذه المرة كانت الدراما الفلسطينية على موعد مع مسلسل من طرازٍ فريدٍ من ناحية الشخصية والفكرة والحبكة الدرامية التي تعكس الواقع.
جديد العمل الدرامي الفلسطيني، هو مسلسل يروي سيرة الشهيد عمر عطية أبو شريعة "أبو حفص"، الأمين العام المؤسس لحركة المجاهدين الفلسطينية، وأبرز محطات نضاله وجهاده في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
سيرة قائد إسلامي ومفكر مقدام
مسؤول الدائرة الإعلامية لحركة المجاهدين الفلسطينية، مؤمن عزيز، أشار إلى أن هذا المسلسل يهدف لرواية سيرة قائد إسلامي ووطني مفكر ومقاوم، خاض غمار المعركة مع المحتل على مدار حياته حتى قضى شهيدًا.
وأوضح عزيز لـ"شمس نيوز" أن هذا المسلسل يحاكي حقبة تاريخية منذ الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، ودور الشهيد أبي حفص منذ تلك الانتفاضة حتى تاريخ استشهاده، مردفًا حديثه "المسلسل يهدف لإظهار كيف خاضت المقاومة ورجالها المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، بالإضافة لإبراز بطولة أحد قادة المقاومة وقادة شعبنا".
وذكر أن المسلسل يهدف -بالإضافة إلى ما تقدم- لنشر فكرة المقاومة، وإسنادها في مواجهة العدو من خلال هذه الأعمال الدرامية التي تحمي فكرتها ونهجها.
وقال عزيز: "المسلسل يبرز العديد من العمليات والأحداث المهمة التي تؤكد أهمية الوحدة في ساحات المقاومة"، مبيناً أنه يحتوي على تجسيد للعديد من العمليات الاستشهادية المشتركة للفصائل الفلسطينية بإشراف ومشاركة من الشهيد أبي حفص؛ كونه كان رجلًا وحدويًا يؤمن بضرورة العمل المشترك، وقوته ونجاعته وتأثيره القوي على المحتل.
وبحسب عزيز، فإن الشهيد أبا حفص كان صاحب رؤية ثاقبة، هذه الرؤية تدعو لضرورة العمل المقاوم الموحد كخيار أوحد لمواجهة العدو، وأن وحدة المقاومة تشكل حائطًا تتكسر عليه محاولات العدو اختراق المقاومة.
حتى لا يصبح قادتنا أرقامًا
من ناحيته مخرج المسلسل، المخرج يوسف الصيفي، أشار إلى أن هذا المسلسل يوجد به قصة متكاملة لها فصول وحبكة، وكل ما يلزم العمل الدرامي، مع إشارته على انَّ هذا النوع من الدراما تعمل على كي الوعي، وهي من أسرع وأسهل وسائل التواصل ما بين الجمهور، وأصحاب الفكر.
وضرب الصيفي في حوار مع "شمس نيوز" مثالًا على الدراما التركية، وكيف استطاعت إيصال أفكارها للعالم العربي، وكيف استطاعت هوليوود إيصال أفكارها لكل العالم، بأن أمريكا دولة عظمى، وغيرها من خرافات تم تصويرها.
وأضاف: "حتى الاحتلال استطاع العدو اختراق الكثير من العواصم العربية على المستوى الفكري والنفسي على الأقل بأنه هو الجيش الذي لا يقهر، رغم أنه قهر في غزة بالحجر".
وبيَّن الصيفي أن "إسرائيل" مؤخرًا أنتجت فوضى، واعتقد العرب أن الجندي الإسرائيلي يستطيع التجول في شوارع قطاع غزة، أو شوارع الضفة، على أنه رجل خارق، وهذا ما تم تفنيده بشكل واضح خلال المسلسل، والحقبة الزمنية التي رواها هذا المسلسل، من خلال العمليات المختلفة، والتصدي للاجتياحات من قبل أطفال ببعض من الحجارة، والقليل من الأسلحة.
وأكمل "نحن أهل الحق، والحق ما نقوم به من خلال تعزيز كل الأدوات المساندة للمقاومة، وواجب علينا الأخذ بها؛ لمواجهة الدراما الصهيونية ودراما التطبيع، وتعزيز الرواية الفلسطينية؛ حتى يستيقظ أطفالنا وأبناؤنا وأحبابنا على رواية فلسطينية حقيقية تجسد كفاح وجهاد الآباء والأجداد".
وعن أحداث المسلسل أوضح الصيفي أنه جسد مشهد بطولي وحدوي للتصدي للمحتل، وتذكير للعالم بما فعله الفلسطينيون، وكيف أن المقاومة بإمكاناتها البسيطة استطاعت أن تفند أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر.
وقال: "ما يميز الفنان الفلسطيني أنه عندما يصنع المشهد، يعيشه بكل تفاصيله؛ كونه يروي حكايا وأحداث عايشها بشكل واقعي، تدفعه ليقدم كل ما عنده من طاقة ومشاعر، وهذا يعطي لأي عمل فني مقاوم حالة من التمييز".
وبشأن الصعوبات التي واجهتهم خلال مراحل تصوير المسلسل قال الصيفي: "المعلوم أننا في قطاع غزة نعيش في حصار ظالم، هذا الحصار بكل تأكيد أثر على تطور العمل الفني الفلسطيني، الأمر الذي يدفعنا للنحت بالصخر من أجل الوصول لصورة مناسبة، ومنافسة".
وأكد أن الأعمال الفنية المقاومة على اختلافها، والتي شهدت رواجًا وإقبالًا خلال الأعوام الأخيرة، كانت من خلال إمكانيات بسيطة، وجهود الجميع من فنانين ومتطوعين، ومن عملوا خارج تخصصهم؛ للوصول إلى مستوى راقٍ جدًا ينافس صناع الأفلام.
وبحسب الصيفي، فإن العديد من الفنانين في العالم العربي أثنوا على الفن الفلسطيني بشكل عام، وعلى ما رأوه من كواليس عمل هذا المسلسل، والمستوى المستخدم خاصة في التقنيات المستخدمة فيه.
هذا ومن المقرر أن تعرض حلقات المسلسل الخمس، على قناتي القدس اليوم الفضائية، وفضائية الأقصى، خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
