وصل العراقي آدم محمد إلى مكة المكرمة من بريطانيا بعد رحلة استغرقت نحو 11 شهراً سيراً على الأقدام لأداء مناسك الحج.

انطلق الرحالة العراقي من بريطانيا في الأول من أغسطس/آب 2021 قاصدا مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، بعد أن عقد العزم على أن يؤدي هذه الفريضة بطريقة مختلفة، فأعد العدة وبدأ رحلته التي مرت بـ11 دولة.

وعن قراره الذهاب للحج سيرا على الأقدام، يقول آدم -في لقاء سابق مع الجزيرة نت أثناء توقفه في إسطنبول- إنه "بعد فرض حظر التجول بسبب جائحة كورونا شغلت نفسي بقراءة القرآن وفهمه، وبعد سنة ونصف السنة من الدراسة العميقة في القرآن استيقظت في يوم ما من النوم ووجدت في صدري شيئا يقول لي اذهب سيرا على الأقدام إلى مكة".

بداية الرحلة

وفي بداية الأمر كان يراود آدم شعور بأن هذه الفكرة جنونية، ولكن رغبته في تنفيذها تجاوزت هذا الشعور، فقام بصناعة عربة سهلة الدفع مزودة بخلية شمسية بحجم صغير ليصطحبها في رحلته الطويلة يضع عليها ما يحتاج إليه من أغراض.

واستعان آدم بورشة في بريطانيا لصناعة هذه العربة، ورفضت هذه الورشة تقاضي أي مبالغ منه بعدما علمت أنه ينوي الذهاب بها في رحلة طويلة إلى الحج سيرا على الأقدام.

ويروي الرحالة العراقي أنه لم يتعرض إلى أي مضايقات خلال رحلته الطويلة من بريطانيا إلى مكة سوى من توقيف الشرطة له في العديد من الدول بسبب استغراب وضعه، مشددا على أن هذه الرحلة قام بها لوجه الله وليس من أجل تسجيل أي أرقام قياسية أو لفت الانتباه.

الوصول لمكة

أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وصول الرحالة العراقي إلى مكة المكرمة، واحتفى نشطاء ومغردون بالرحالة لحظة وصوله، وسط أهازيج وتدافع لتوثيق بعض الصور والفيديوهات له.

وعبّر عدد من أهالي مكة المكرمة والمعتمرين الموجودين في مسجد السيدة عائشة بالتنعيم عن فرحتهم لحظة وصول آدم، الذي بدأ رحلته مشيا على الأقدام من بريطانيا منذ 10 أشهر و25 يوما.

وتظهر اللقطات التي ظهر فيها الرحالة العراقي عقب وصوله مكة المكرمة أنه فقد كثيرا من وزنه، إذ ظهر في مقطع صوره في بداية الرحلة مختلفا عن وقت الوصول.

وقال الرحالة العراقي عند وصوله إلى مكة "الحج أسمى وأغلى أمنياتي"، معربا عن شكره أبناء السعودية الذين غمروه بكرمهم منذ وصوله إلى المملكة.

وأطلق آدم محمد اسم "السلام من بريطانيا إلى المكة المكرمة" على رحلته للوصول لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتظهر الفيديوهات التي شاركها محمد في قناته على موقع يوتيوب وحسابه في "تك توك" توثيق بعض اللحظات قبل رحلته، ومنها تجهيز عربة بـ3 عجلات لحمل أغراضه الضرورية عليها وقت الرحلة.

وغادر آدم كردستان العراق قبل 30 عاما بعد أن واجه مضايقات سياسية وتعرض للسجن والتعذيب، خاصة أنه كان يخدم في الجيش العراقي التابع للنظام السابق، وتعرض للأسر عام 1991 قبل أن يُطلق سراحه، ومع هذه المضايقات والضغوط هرب إلى تركيا ومنها إلى بريطانيا التي استقر فيها طوال هذه الفترة.