بتاريخ 11مايو2022م أقدم الاحتلال الإسرائيلي على فعلته النكراء واغتال الإعلامية المثابرة شيرين أبو عاقلة بهدف طمس حقيقة الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ومنذ ذلك اليوم سعى الاحتلال إلى تبرئة نفسه للخروج من دائرة الاتهام، وطالب بفتح تحقيق مشترك مع السلطة وأكد على ضرورة تسليمه الرصاصة التي قتلت شيرين حتى يتم فحصها والتأكد منها.
إن ما قامت به السلطة من خلال تسليمها الرصاصة للأمريكان ليقوموا بالتحقيق في الحادثة برفقة القاتل الإسرائيلي؛ كانت بمثابة طوق النجاة للاحتلال في قضية حساسة كقضية اغتيال الإعلامية أبو عاقلة ومنحتهم بذلك فرصة لتأييد الرواية الصهيونية، وهنا تكون السلطة قد ساعدت على تبرئة الاحتلال من دم شيرين. لكن هل يوجد ثمن لتلك الرصاصة؟ ربما يكون مقابلها امتيازات اقتصادية جديدة لقيادة السلطة.
إن تهاون السلطة في هذه القضية يجب ألا يمر هكذا، لأن ذلك يعتبر "خيانة لدم شيرين" من خلال قبولها بالمشاركة الأمريكية في التحقيق وتسليم الرصاصة لهم، أيضاً يعتبر التحقيق الذي قامت به حليفة إسرائيل غير نزيه، حيث أصدرت واشنطن بياناً قالت فيه إن الرصاصة مجهولة المصدر.
وبذلك تكون واشطن عملت على تبرئة الاحتلال من دم شيرين أبو عاقلة من خلال حرفها للتحقيق عن مساره، والذي تبين فيه الانحياز الكامل والواضح للاحتلال الصهيوني، حتى أن قادة الاحتلال بعد التقرير الأمريكي بدأوا يرفضون الاتهام الموجه إليهم وقالوا أن الفحص لم يؤكد مصدر الرصاصة وبالتالي لم يكن هناك نية لإيذاء أبو عاقلة. لذا، فإن نتائج ذلك التحقيق مرفوضه، ومن هنا لابد أن يتم فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف في هذه القضية والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية للجم الاحتلال ومعاقبته على جرائمه البشعة.