بالتأكيد يدرك المطبعون والمطبلون من العرب أن الهرولة نحو الكيان الصهيوني لتطبيع العلاقات الشيطانية معه سواء بالعلن أو بالخفاء هو في الحقيقة سعى لطمس كل جرائم هذا العدو وتبرئة أفعاله الإجرامية وإعطائه الشرعية لذلك وتبرر له المجازر التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني وعلى مدار أكثر من سبعين عاما بالإضافة الى تجاهل وإنهاء قضيته العادلة والمقدسة من خلال هذا التجاوز الخطير والذى لا يخدم في الحقيقة الصالح و العمق العربي ولا يخدم الأمن القومي لهذه الدول وأن الخطورة الكاملة والكامنة لهذه التحالفات في حقيقة الأمر لا تخدم إلا المشروع الصهيوني التوسعي الذي يسعى من خلال هذا الحلف الشيطاني الى تعقيد المشهد وقلب المعادلات فيما يخص تحديد العدو الحقيقي والمركزي في المنطقة العربية ليصل إلى مقاربات ومقارنات تخدم من خلالها مشروعه ومصالحه كدولة إحتلالية تريد أن تحتل المنطقة العربية برمتها الأمر الذي يضمن لها السيطرة والشرعنة والشيطنة على المنطقة عسكريا و آمنيا وسياسيا واقتصاديا وبذلك تكون قد حققت إنجازا عملت لتحقيقه منذ قيام دولته المزعومة والذى تبلور عمليا منذ ٢٠١٩ وأعلن عنه ٢٠٢٢ .
فإن كل ما يعد في المطبخ السياسي التآمري الصهيوأمريكى على الأمة والقضية الفلسطينية من التمدد الصهيونى العسكري والأمني على الأراضي العربية وخصوصا منها دول الخليج التى بات موقفها منصهرا مع تطلعات العدو الاحتلالية وأصبحت أهدافهم العسكرية والأمنيية متلازمة تجاه التهديد المصطنع المتمثل في الفزاعة إيران. فما يخطط له من قبل الشيطان الصهيوأمريكى في المنطقة ليس وليد الزمن الحالى او نتيجة لتطورالأحداث الواقعة اليوم إنما كان يعد لذلك منذ وقت بعيد وبشكل ممنهج ومدروس أتاح للصهاينة بفضل الأمريكان فرصة التواجد الطبيعى كجزء من هذه الأنظمة المتنكرة لإسلامها وعروبتها
ولعل هذا الحلف بكل أطرافه والتى تتزعمه ما يسمى بإسرائيل ليس باستطاعته فعل أي شئ يهدد جوهرالمصالح الإيرانية عمليا معتقدا أن هذا الحلف لا يتجاوز سوى بعض الأعمال اليأئسة والتى لا ترقى إلى تحقيق أمنه وطمس مخاوفه المستمرة وعملية تواجده وتمدده في منطقة الخليج و قربه من الحدود الإيرانية لفرض معادلة تقول بأن أطراف الحلف ستقف فى وجه التحرك والنشاط الإيرانى فى المنطقة ليس إلا. بالأضافة لعدم قدرتها على تغيير المعادلات العملياتية على المسرح الإقليمى وخصوصا أن إيران باتت تشكل العقبة الكأداء في وجه المصالح الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة لتفرض نفسها من جديد كقوة إقليمية تنافس وتقتسم مع أمريكا المصالح الاستراتيجية من خلال قوة نفوذها وقدرة أحلافها وأذرعها المسلحة والمنتشرة فى أماكن ومناطق حساسة ومركزية ووجودها كقوة فاعلة يمكن من خلالهم الثأتير عسكريا وأمنيا فى المنطقة وربما باتت تشكل مخاوف حقيقية للمصالح الصهيو أمريكية . حيث لم تتجرأ الأخيرة ومنذ عشرة أعوام من التهديد والوعيد وتعاقب الإدارات والحكومات الصهيو أمريكية على سدة الحكم لم يستطيعوا مواجهة إيران عسكريا ليس لأنهم لا يملكون القدرات العسكرية لذلك بل لأن حسابات المصالح والأولويات فى كثير من الأحيان تفرض نفسها على الأجندة العسكرية والأمنية المعادلات الصعبة والحسابات المعقدة الهامة التى فرضتها إيران على المنطقة وعلى رأسها التهديد الوجودي للكيان الصهيونى كل هذا شكل حائلا قويا لصالح إيران فى كسر معادلات التفوق العسكرى إضافة لقدرة إيران على المواجهة العسكرية فى حال نشبت معركة موسعة وحقيقية وأيضا تأثير جبهاتها المتحالفة معها عسكريا وأمنيا . .وما أدل على ذلك انهم استخدمو كل الطرق والأساليب في التأثير على الموقف الإيرانى تارة بالحصار والتهديد العسكري وتارة بالمفاوضات المستمرة والمتقطعة وهم على يقين أن إيران رغم المواقف التفاوضية والخطوات الدبلوماسية الا أنها جادة ومستمرة نحو الإمتلاك النووي الذي دخل دائرة اللاعودة وأصبح المطلب القومى الأول .
فالتواجد الصهيونى على رأس حلف النيتو لن يحقق لدول الخليج أي من أهدافها أو إزالة التخويفات والتهديدات المزعومة المتمثلة بالتمدد الإيرانى فالتحول العدائي الخليجى لإيران الذي تمثل اليوم بشكل علنى من خلال المشاركة الأمنية والعسكرية مع هذا العدو لن تزيد المنطقة إلا تعقيدا ومزيدا من التهديدات والمخاطر لهذه الدول
وأن الحقائق المعلنة لهذا الحلف الشيطانى والمتمثلة بالتهديد الإيرانى لا يمكن أن تخفى خلفها الحقائق الخفية التى تتمثل بمحاولة تحقيق الحلم الصهيونى دولة فيما يسمى إسرائيل الكبرى وحماية هذا الكيان وتأكيد وجوده والدفاع عنه والتخطيط له بإحتلال منطقة الخليج وإعتباره جزء شرعيا و هاما في المشهد الخليجى من خلال تحركه بالمنطقة بشكل طبيعى مما يتيح له فرصة وضع يده على النفط الخليجى وحصوله عليه بأرخص وأبخس الأثمان وفتح اسواق الخليج الاكثر استهلاكا أمام الصناعات الصهيونية وفتح ابوابه الإقتصادية على مصراعيها وبالتالى مزيدا من السيطرة والتبعية لهذه الدول..
إن ما حققه هذا الكيان من إنجازات والذى يعتبرهاإنتصارات تاريخية أعطته فرصة وجوده وشرعيته وإعتباره كيان طبيعى فى المنطقة يبقى إنتصارا مأزوما
طالما أن استقرار هذا الكيان لم يتوفر وذلك من خلال فعل المقاومة الشعبية المتمثلة برفض الشعوب العربية الحرة للتطبيع وتناقضها مع أنظمتها الخائنة فى هذا الصدد بالإضافة إلى التواجد المقاوم فى فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق وغيرها من الأماكن والتواجد العربي والاسلامى .الأمر الذى سيأرق
هذا الكيان و يستنزفه وسيبقى على قضية فلسطين حية وفاعلة وحاضرة ومؤثرة تكشف وتعرى كل محاولات التطبيع والخيانة البائسة مع هذا الكيان الشيطانى.