قائمة الموقع

الجزائر تعشق فلسطين ومقاومتها

2022-07-06T22:52:00+03:00
علم الجزائر.jpg
بقلم/ ماهر سامي الحلبي

في إطار حرص حركة حماس على بناء علاقات جيدة مع جميع دول المحيط العربي، كانت هناك زيارة لوفد من الحركة بقيادة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور إسماعيل هنية للجمهورية اللبنانية، التقى خلالها بكلاً من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس البرلمان، وقيادة حزب الله، وبعض الأحزاب اللبنانية. ثم جاءت زيارة الشقيقة الجزائر بدعوة رسمية من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون للمشاركة في احتفالات الثورة والذكرى الستين لاستقلال الجزائر واسترجاع سيادتها الوطنية، حيث تُقيم الجزائر علاقات طيبة مع حركة حماس، كونها حركة فلسطينية وطنية ذات نهج مقاوم للاحتلال الصهيوني بغية استعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، وتتبنى الجزائر ذلك الموقف لأنها مرت بظروف صعبة مثل التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال  وارتقى منها الشهداء في سبيل التحرر، لذا، نجدها تُرحب بقيادة المقاومة الفلسطينية رغم التضييق الذي تتعرض له حركة حماس في أكثر من قُطر عربي وإسلامي ودولي.

إن في استقبال الجزائر للقائد إسماعيل هنية ما يُعبر عن وفائها ورغبة شعبها وأصالة موقفها الشعبي والسياسي تجاه القضية الفلسطينية، فهي التي بقيت حاضنة لمشروع المقاومة وداعمة للحق الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ولن تحيد يوماً وتندرج كغيرها من الدول ولم تدخل حظيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني كما دخلوها الآخرين.

أهم ما ميز زيارة هنية للشقيقة الجزائر وجعل لها رونق جميل ورائع:

-تكمن أهمية زيارة قيادة حركة حماس للجزائر  بُغية عمل حراك سياسي ودبلوماسي واسع على مستوى الإقليم لنصرة الشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله ضد الاحتلال الصهيوني.

-البرتكول الجزائري وجلوس قائد الحركة إسماعيل هنية في الصف الأول على منصة الاحتفال في أفضل مكان يجلس فيه الرؤساء والقادة أثناء مشاهدة العرض العسكري لقوات الجيش الجزائري، يُدلل ذلك على الاهتمام بشخصه وموقعه كقائد لحركة مقاومة فلسطينية، ويؤكد على قوة العلاقة الطيبة والوطيدة التي تُوليها الجزائر  لقادة المقاومة الفلسطينية، أيضاً كان لذلك المشهد أثر طيب في نفوس الشعب الفلسطيني ومحبيه هنية من أحرار العالم، في المقابل أعتقد بأن ذلك لم يروق لرام الله كثيراً التي لا تُهادن فيما يخص التمثيل السياسي.

-تسعى حماس إلى بناء علاقات قوية ومتوازنة مع جميع دول العالم العربي والإسلامي حتى تكون منفتحة بهدف إعادة الصدارة للقضية الفلسطينية وقطع الطريق أمام المطبعين مع الاحتلال وحالات الانهزام والخنوع الذي قامت به العديد من الدول العربية وتوقيعها اتفاقيات الذل والخيانة مع الكيان الصهيوني.

-شاهدنا حضور غزة الحي والدائم في قلوب وعقول الكل الجزائري، وسمعنا الشعارات والهتافات من الجيش الجزائري لغزة بشعار "قوة غزة"، وهذا يؤكد على أن الخير ما زال موجود في بعض الحكومات والكثير من الشعوب.

-كانت هناك مساعي جزائرية واضحة تهدف إلى  تقوية الصف ولم الشمل الفلسطيني، فقد حرص الرئيس الجزائري على العمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية ودأب الصدع بين الفرقاء وذلك خلال اجتماع عقده؛ جمع كلاً من قائد حركة حماس الدكتور إسماعيل هنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس لمواجهة المؤامرات التي تُحاك ضد القضية الفلسطينية، لكن من الواضح بأن اللقاء لم يكن للحديث عن المصالحة بقدر ما كان  لقاء أخوي فقط على هامش احتفالات ذكرى استقلال الجزائر.

لذا، يجب على قيادة حركة حماس بعد أن أدركت أهمية العلاقات الدبلوماسية أن تستمر في توسيع علاقاتها مع الدول التي تقف وتصطف بجانب الفلسطينيين وترفض نهج التطبيع الذي قامت به العديد من الدول العربية المنبطحة.

اخبار ذات صلة