قائمة الموقع

أضحى مبارك رمزيته الفداء والتضحيات

2022-07-07T13:45:00+03:00
خالد صادق.jfif
بقلم/خالد صادق

عيد الأضحى المبارك رمز للتضحية والفداء, حيث قال المولى عز وجل: «وفديناه بذبح عظيم», ويمر علينا عيد الأضحى هذا العام بظروف صعبة وقاسية, حيث يمارس الاحتلال الصهيوني القتل اليومي بشكل ممنهج, وينتهك حرمة المقدسات, ويصادر الأراضي ويهدم البيوت ويحاصر شعبنا الفلسطيني, ويمنع رفع الحصار عن قطاع غزة رغم مرور 15 عاما عليه, حيث نتج عن ذلك أزمات معيشية واقتصادية كبيرة, وتتفاقم هذه الازمات يوما بعد يوم بفعل تضييق الاحتلال الخناق علينا واستباحة دمائنا وممارسة كل اشكال القمع بحق شعبنا, وقد وصل الامر ان الاحتلال يمنع ادخال العجول المشرعنة للتضحية بها, فاكثر من تسعين بالمائة من العجول التي تدخل قطاع غزة هي عجول مسمنة لم تتجاوز السنتين من العمر,  وهى لا تنطبق عليها شروط صحة الاضحية, حيث اشترط في إجزاء الأضحية بالبقرة -عند أكثر أهل العلم- إكمال سنتين ودخولها في السنة الثالثة. الامر الذي دعا مديرية أوقاف غزة الجمعة لحسم الخلاف في مسألة جواز التضحية بالعجول المسمنة خلال عيد الأضحى المبارك حيث أكد عدد من كبار العلماء بغزة في البيان الفقهي التوضيحي لهذه المسألة أنه إذا دعت الضرورة ورفعاً للحرج عن الأمة فالأضحية بالعجول المسمنة وافرة اللحم التي لا تتميز عما بلغ السنتين من العجول غير المسمنة تجزئ عمن لم يجد ذات السن المنصوص عليها. وأوضح العلماء في البيان أنه كلما كان سن الأضحية أقرب لما ورد به النص كان أولى مستشهدين بالآيتين القرآنيتين «فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم»، «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها», ليبقى عيدكم مباركاً رغم انف الاحتلال.

الاحتلال يحاول ان ينغص علينا حياتنا ويسعى لسلب فرحة العيد من نفوسنا، ولا يطيق ان يرى ابتسامة على وجه طفل فلسطيني، لذلك هو يستبق الأعياد بسلسلة جرائم حتى يقتل فرحتنا، فقد استشهد صباح أمس الاربعاء الشاب رفيق رياض غنام 20 عاماً متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحام بلدة جبع جنوب جنين. بعد ان اعتقله الاحتلال فور اصابته. وكان الشهيد غنام أُصيب بجروح خطيرة برصاص الاحتلال بينما كان أمام منزله في البلدة، فجر أمس الأربعاء، وتم اعتقاله والشاب أحمد زياد حمامرة واقتيادهما إلى جهة مجهولة وسط مواجهات عنيفة. كما أصيب الشاب فادي موسى الخطيب بعيار ناري في الساق، واعتقل الشاب عميد فيصل عرسان (24 عاما) وهو أسير محرر خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين. ودارت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين حاصروا منزل الشاب عرسان في المخيم، حيث أطلق الجنود الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت بشكل مكثف، ما يعني ان الاحتلال يسعى للتصعيد والقتل لمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ورغم ذلك الا ان الفلسطينيين مصرون على الاحتفال بالعيد وذبح الاضحية واضفاء البهجة والفرحة في نفوس أطفالهم, حتى وان كانت ارواحهم قرابين يقدمونها فداء لأرضهم ومقدساتهم وشعبهم, فالقربان هو رمز في هذا العيد,  والشعب الفلسطيني دائما ما يقبل التحدي وينتزع الفرحة انتزاعا من بين انياب الاحتلال, وليشهد العالم كله ان دماء شعبنا هي قربان الى الله من اجل ارضنا ومقدساتنا واوطاننا, وان الاحتلال بكل جبروته وسطوته وعنفوانه, لن يستطيع ان يسلب منا فرحة العيد التي ننتزعها من بين انيابه انتزاعا رغما عن انفه.

حالة الفجور التي يعيشها الاحتلال دفعته أيضا الى التنغيص على الشعب السوري الشقيق باستمرار القصف الجوي العشوائي الذي يؤدي الى ازهاق أرواح المدنيين الأبرياء, وهو يحاول قتل فرحتهم بالعيد, وسلب اية مظاهر للبهجة والسرور, ولم يتوقف الامر عند هذا الحد, انما سعى الاحتلال لانتهاك حرمة الأراضي اللبنانية وانتهاك سيادتها من خلال محاولته للسيطرة على حقل «كاريش للغاز» الذي يقع ضمن الأراضي اللبنانية فهو يشمل الخط الفاصل 29 والخط 23 , ولا يحق للاحتلال استخراج الغاز منه قبل تسوية النزاع مع لبنان, والاحتلال يهدد ويتوعد ظانا انه يمكن ان يرهب حزب الله والمقاومة اللبنانية , فأي احتلال هذا الذي يبني وجوده على جماجم واشلاء الأبرياء والمقهورين, ولماذا يسعى دائما لإفساد اعيادنا وسلب الفرحة من نفوس أطفالنا, هل تغيظه فرحة شعبنا الى هذا الحد, والله عز وجل يقول: (.. وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) أي انهم لا يصيبون من عدوّ الله وعَدُوّهم شيئًا في أموالهم وأنفسهم وأولادهم إلا كتب الله لهم بذلك كله ثوابَ عمل صالح قد ارتضاه, فالفرحة ان كانت تغيظ الاحتلال فهي طاعة وعبادة, لذلك علينا ان ندخل الفرحة والبهجة في نفوس أطفالنا وفي بيوتنا رغم انف الاحتلال, وهى سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام  بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه السلام, وتذكر صبرهما وإيثارهما طاعة الله على محبة النفس وهواها, وهذا شعبنا بطاعته لله, وطاعته لرسول الله «صلى الله عليه وسلم» يفتدي بروحه وكل ما يملك ارضه ومقدساته, وهو يمضي في عطائه الذي لا ينضب حتى يصل لغايته بالنصر والتحرير.

اخبار ذات صلة