"لحمتك على كانونك قبل ما اتعفن قدام عيونك"، "الغداء لحمة بالفتة والأرز، وفي المساء حفلات الشواء"، "لا وقت للتخزين؛ فالتيار الكهربائي لا يُؤمن غدره" بهذه الجمل الطريفة، أجاب بعض سكان قطاع غزة عن الطريقة الأفضل لاستخدام لحوم الأضاحي طيلة أيام عيد الأضحى المبارك.
ويتحول قطاع غزة كغيره من المدن الإسلامية حول العالم، إلى خلية نحل؛ إذ تتضافر جهود المضحين والجمعيات الخيرية بتوزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين؛ ليحصل بعضهم على كمية وفيرة من اللحوم الطازجة.
وتواجه الأسر المتعففة والمحتاجون أزمة في حفظ اللحوم الطازجة لأسباب متعددة أبرزها استمرار أزمة وصل التيار الكهربائي التي تقل عن 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات قطع؛ ما يدفعهم لسرعة التصرف بكميات اللحوم التي قد تزيد عن 7 كيلو أو أقل من ذلك.
الشاب أحمد نصر يفضل إقامة حفلات الشواء لأصدقائه وعائلته، فيما يفضل أبو علاء دعوة أبنائه، وبناته، وأحفاده؛ لتناول وجبة الغداء، التي تكون مميزة باستخدام اللحوم الطازجة، وهي عبارة عن "فتة ورز".
المواطن أحمد نصر يتجول أمام محلات الشواء، بعد أن حصل على 3 كيلو لحم في اليوم الأول من العيد، إذ أنه يفضل تقطيع اللحم إلى كفتة؛ استعدادًا لحفلة الشواء التي يقيمها ليلًا لعائلته، ويقول لـ "شمس نيوز": "لا أحب تخزين اللحوم؛ خشية من خسارتها وعدم الاستفادة منها بشكل مفاجئ؛ لذلك أخصص إقامة حفل الشواء ليلًا، في اليوم الأول من عيد الأضحى للعائلة، واليوم الثاني للأصدقاء".
وتعد حفلات الشواء واحدة من أبرز العادات شيوعًا في قطاع غزة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء حول "كانون النار" يراقبون أعمدة الدخان المتصاعدة، معربين عن فرحتهم لهذا المشهد الجميل، كما يتلذذ البعض بمذاقها الرائع.
وأشار نصر إلى أن لحوم الأضاحي تحتاج إلى تخزين في الثلاجات؛ لكن المشكلة لا يوجد كهرباء، كما أن العائلة لا تستطيع شراء "فريزر"؛ نظرًا لعدم قدرتها على توفير الأموال اللازمة لشرائه، لافتًا إلى أنه يحاول قدر الإمكان الاحتفاظ بكمية محدودة من اللحم؛ لتناوله بعد أسبوع من العيد.
وفي مشهد آخر يجلس أبو علاء وأبناؤه وأنسابه وأحفاده على مائدة واحدة، يتبادلون خلالها الضحكات والفكاهة بعد مرور يوم على عيد الأضحى، شاهدوا خلاله فيديوهات لهروب العجول من المسالخ أو من البيوت.
وبعد مرور دقائق على الجلسة الفكاهية بين الجد وأبنائه، تأتي أم علاء، تحمل بيدها صينية "الفتة والأرز" والتي تمتلئ باللحمة الطازجة، مزينة بالليمون، والفستق، والبقدونس، فيما تساعدها بناتها، وزوجات أبنائها، بوضع أطباق الفلفل والسلطات والمرقة.
الأجواء التي عاشها منزل أبو علاء تكاد تشهدها غالبية البيوت الغزية خلال أيام عيد الأضحى المبارك؛ ما يرسم الفرحة والبهجة على وجوه كل أفراد العائلة، كما أنه ذلك يعزز أواصر المحبة والأخوة بين جميع الأبناء والأنساب.
يقول أبو علاء لـ"شمس نيوز": "أحب أن أجمع كل أبنائي وبناتي وأنسابي وأحفادي على مائدة واحدة، نتحدث فيها عن الأحوال الخاصة، وبعض من الأحداث السياسية التي لا يمكن أن تخلو من الجلسات العائلية، ونضيف على ذلك بعض من الفكاهة.
ويحصل أبو علاء خلال أيام عيد الأضحى على نحو 7 كيلو من اللحم كل عيد، قائلًا: "في اليوم الأول من عيد الأضحى حصلت على 3 كيلو لحم من الأصدقاء"، مشيرًا إلى أنه أقام بتلك الكمية مائدة الغداء لأسرته".
وفيما يتعلق بكمية اللحوم القادمة خلال الأيام المتبقية من عيد الأضحى قال: "سأحاول قدر المستطاع أن أحفظ بعضًا من الكمية في الثلاجة عند الجيران"، لافتًا إلى أن ثلاجته لا تعمل جيدًا، وإصلاحها يحتاج إلى 120 شيكل تقريبًا.
واستدرك أبو علاء بالقول: "حتى لو كانت الثلاجة تعمل جيدًا فالكهرباء لا تساعدنا في تخزين كمية اللحوم؛ لذلك أفضل التخلص من اللحوم قبل أن يصيبها العفن أمام عيني، ثم ألقيها للكلاب الضالة".
وفي هذه المقالة أيضًا نقدم عبر موقع شمس نيوز مجموعة من النصائح المهمة لشواء صحي ومفيد وذلك على النحو التالي:
- تجنب حرق اللحوم لأن هذا قد ينقل الأمر من أمر صحي إلى مضر؛ لأنه يؤدي إلى تكوين مادة كيميائية سوداء قد تزيد من نسبة الإصابة بأمراض سرطانية.
- محاولة تخفيف الحرق، باختيار اللحوم قليلة الدهون، وفصل الدهون عن اللحمة قبل الشواء، وبذلك نقلل من حرق الدهون على اللحم وبالتالي تقليل حرق اللحوم نفسها.
- من المفضل نقع اللحوم قبل الشواء بالصلصات كالخل أو الزيت مع الأعشاب، وهذا يقلل الاحتراق بأكثر من 90 %، كما أنها تسرع الشواء.
- حاولي طبخ اللحوم بالفرن أو الميكرويف قبل الشواء وذلك للتخفيف من وقت الشواء، وتخفيف كثير من الدهون الموجودة باللحوم.
- قطع اللحوم إلى قطع صغيرة لسرعة وسهولة شويها مع التقليب باستمرار حتى تكون مستوية من الداخل والخارج.
- من المفضل وضع الفحم على الجوانب، وليس تحت اللحوم مباشرة، وهذا يساعد على شوائها بطريقة أفضل من الداخل؛ حتى لا تحترق من الخارج بينما لم تنضج من الداخل.
- يفصل فصل اللحوم عن الفحم بورق ألمونيوم، أو وضع وعاء فوق الفحم لالتقاط الدهون التي تزيد من اشتعال الفحم.
- يجب تخفيف نار الغاز أو الفحم في حال اشتعالها، ورفع اللحوم جانبا؛ حتى تخف قوتها. وعند تناول اللحوم يفضل إزالة القطع المحترقة.