غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

هل يدرك الأوسلويون يوما!

اتفاقية أوسلو.jpg
بقلم/  ياسر عرفات الخواجا

حتى نفهم ما يحيط بنا من أحداث وتحالفات وتطورات للأحداث وسياقاتها لابد أن نعود دائماً  إلى أصل وجذورالمشكلة .

وعندما ندرك أن أصل الحقيقة الكاملة و  ما تعنيه علاقة الكيان الصهيونى بالولايات  المتحدة الأمريكية ندرك ونستنتج حالة  الترابط للمصالح الثنائية ونستنبط.

طبيعة السياسةالمتبادلة ومساحتها ومن يمسك بخيوطها ونفهم وبدون عناء كل ما يدور حولنا فى المشهد السياسى العام. فأمريكا التى اعتادت على الدعم المطلق و اللامتناهى وغير المشروط. للكيان الصهيونى سياسيا وأخلاقيا وقانونيا وإعلاميا ولوجستيا والدفاع عنها من خلال التغطيةعلى  جرائمها من خلال الفيتو المعارض فى كل المؤسسات والأروقة الدولية.

من أجل ابقاء هذا الكيان مسيطرا على المنطقة وخيراتها ولضمان إستمرار المصالح الغربية كل هذا يعود لاعتبارات هامةتؤكد حقيقة العلاقة  الأمريكية بالكيان الصهيونى.

 فإسرائيل نموذج يشبه النموذج الأمريكى من حيث  الجنس الأبيض وما يحمله هذا الجنس من عنصريةتسببت فى إبادة شعب يسمى( الهنود الحمر) وشردته واستوطنت مكانه على أرضه مستغلة و مستخدمة مفردات وأدبيات وأساطير لتبرير هذا القتل وهذا الإحتلال بأنها أرض كنعان وأنها أرض الأجداد.وأرض الميعاد. ونفس الديباجة التى استخدمت لتبرير إحتلال فلسطين و لما أراد الغرب أن يجعل من فلسطين  وطنا لليهود ادعو بانها أرض الميعاد والأجداد وغيرها من الشعارات والأساطير التى أستخدمت من أجل تبرير هذا الإحتلال و إعطائه فرصة الدعم والتعاطف الكاملين. البعد الثقافى و تاثير المجموعة الكبيرة من المدرسين اليهود  ثقافيا على السلك التعليمى للطلاب الأمريكان من خلال إستغلال وجودهم فى هذا الحقل وبث كل الأساطير والخرافات القديمة من المآسى والعذابات التى تعرض لها اليهود وذلك حسب زعمهم. وبالتالى كان لهذا الإستغلال تأثير كبير على الثقافة المعرفية للمجتمع الأمريكى. بالإضافة الى وجود عدد كبير من الكتاب والفلاسفة المؤثرين الذين كتبو فى هذا المجال وكان لهذا أثركبير أيضا على المجتمع الأمريكي.

البعد الدينى والسياسى والإنتخابى   فالحياة السياسية فى أمريكا يتقاسمها الحزبان  الجمهوريون والديمقراطين.. فالجمهوريون:  لم يسعو يوما حتى لمجرد التظاهر والتعاطف لمصير الفلسطينيين  وكان كل ما يعنيهم هم اليهود الصهاينة  ودعمهم فهناك عدد كبير من الجمهورين البيض الإنجيليين الذين يعتقدون ويربطون مصيرهم بالآخرة بمصير اليهود فهم يؤمنون بقيام دولة ما يسمى بإسرائيل ويتعبرون قيامها هى إرادة إلهية وفق التنبؤات الإنجيلية ويجب أن يعود اليهود إلى وطنهم أرض الميعاد عاقدين بذلك عودة المخلص إلى الأرض مرة أخرى حتى يقود المؤمنين به إلى الألفية السعيد.ة ...أما الديمقراطيون  فرغم أن كثير منهم  يدعون بالتوازن وحقوق الإنسان حتى هؤلاء يصرون على إظهار دعمهم تعاطفهم اللامحدود  لليهود وذلك من منطلق إما أن يكونوا هؤلاء أصلا يهودا أو يمثلون دوائر من غالبية ناخبين يهود بالإضافة لتأثير منظمات.

 اللوبى الصهيونى المتطرف وأثرها على الإنتخابات الأمريكية والدفاع عن مصالح الصهاينة فى فلسطين و على توجيه السياسين الأمريكان  نحو الحفاظ على الدعم الكامل والمتواصل للصهاينه من خلال الدعم العسكرى والسياسى و الحشد و منع أى إدانة لإسرائيل على جرائمها داخل مجلس الأمن او الأمم المتحدة أو أى منظمة دولية. 

 تأتى السلطة في سياق تاريخى خاطئ لمفهوم التوافق مع هذا الكيان الذي يرفض ويتنكر للأخر من منطلق منظومة المعتقدات الثقافيةوالتربوية التى يتشربها المجتمع الصهيونى فالغرب والكيان الصهيونى كل ما يريده من وراء عملية التسوية هو عملية إحتواء لشريحة وفريق فلسطني يمكن من خلاله السيطرة على الواقع الفلسطينى وبعثرة جهوده وتمزيق صفه ضمن مفاهيم وسلوك. 

تتساوق مع ترتيب المنطقة وفق الرؤية والمصالح  الصهيو أمريكية ضمن وعودات حل الدولتين وحل القضايا العالقةو تحت مسميات الشرعية الدولية والقوانين الدولية الغرض منها إستغلال الوجود الفلسطينى كونه شريكا ضمن هذه المعادلة لتمرير كل الجرائم الصهيونية وخصوصا فى موضوع المقدسات  في ظل هذه المفاهيم و طبيعة العلاقة الاستراتيجيةالصهيوامريكية .

تاتى زيارة بايدن مع وافر وتوقع كبير من التفاؤل لدى القيادة الفلسطنية بهذه الزيارة وما تحمل فى  طياتها ظنا منهم ان هناك نصيب لفرض حالة من  الحلول لكثير من القضايا الهامةوالمتراكمة نتيجة لغياب الدور الأمريكى الفعال وخصوصا فى الملف  الفلسطينى. بينما خارطة طريق الزيارةتشير بإعطاء الأولوية والأهمية الكاملةو الواضحة للجانب الصهيونى وامنه في المنطقة و إعادة ترتيب وهندسة دور الكيان الأمنى والعسكري في شكله الجديد والذي تسعى الولايات المتحدة لتوسيع دوره في إدارة المنطقة بحكم توسع وغزارة المخاطر التى تواجه المصالح الصهيوامريكية والعمل على تدارك.

حالة التفوق والسيطرة على المنطقة من جديد خصوصا وأن العالم اليوم يواجه إستعدادا كبيرا للتخلص من حكم الهيمنة وسياسة القطب الواحد للعالم أما بالنسبة للواقع الفلسطينى وبناء على ما سبق فإن الولايات المتحدة في ظل هذه التطورات للأحداث لا تضع أي إهتمام في أجندتها السياسية الرئيسية لتحسين الوضع الفلسطينى سياسيا بل على العكس سوف يتم إستغلال هذه الزيارة لتنمية الجانب الأمنى والإستخباراتى وتوسيعه في نطاق محاربة ما يسمى  بالإرهاب وإعادة تكامل الدائرة الأمنية في المنطقة في مقابل بعض التحسينات الإقتصادية والانسانية ووعودات بتفعيل المطالب الفلسطينية ضمن إطار الشرعية الدولية دون أي تحرك عملى للمفاوضات وحل القضايا العالقة وتطورات الأحداث التى أنتجت واقعا سياسيا وجغرافيا جديدا أدى إلى تنامى وتفريخ للسرطان الإستيطان ومحاولات تهويد المقدسات بالإضافة للاعتداءات والممارسات الوحشية والعنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطينى .

وإستمراره في إحتلال الأراضي الفلسطينية. لدرجة أن الأوسلويون الذين يطالبون بجزء من الحق الفلسطينى من خلال عملية تسوية دعمها العالم الغربي بالأقوال وليس بالأفعال حتى أصبح الأوسلويون يطالبون بالتفاوض إنطلاقا من ذلك وحسب..  بينما المحتل المغتصب للحق الفلسطينى يعاند ويصر على مواقفه لرفضه إستمرار مسيرة التسوية ومن وراء ذلك دعم الإدراة الأمريكية له في هذا الجانب كما لو كان هذا المحتل هو صاحب الحق التاريخي لهذه الأرض و كما لو أن إحتلاله لفلسطين يأتي بالسياق المنطقى والمعقول فهل يدرك فريق أوسلو يوما أن هذا الكيان لا يؤمن بشئ إسمه عملية سلام ولايؤمن بالأخر ولا يؤمن إلا بنفسه وهل أستوعب الأوسلويون أن منظومة التربية الثقافية تقوم على إنتاج الثقافة العدائية وظاهرة الإستعلاء والكراهية والشعور بالتمايز تجاه الأخر على قاعدة (الأنا والأغيار) التى تصل لحد التنكر للأخر. وأن ما قامت به السلطة من خدمات أمنية لا حصر لها والتى كان آخرها تسليم الرصاصة للإحتلال عبر الوسيط الأمريكى والذى يعتبر طوق النجاه للتخلص من جريمة إغتياله العمد للصحفية الشهيدة (شيرين أبو عاقلة)وإغلاق هذاالملف الذى بات يؤرق السلطة ويحرج الإحتلال.

هذه الرصاصةوالتى تعتبر الدليل القاطع على الجريمة.. إلإ أن  هذا كله لا يعد اعتبارا يدفع بالإحتلال إلى الجلوس مع السلطة على طاولة المفاوضات ويدفع إستحقاقات التسوية.

فهل أدرك فريق أوسلو عقلية و حقيقة المحتل الصهيونى.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".