غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"بيان القدس" المرتقب..  الوكلاء الجدد بـ"الخط العريض" والقضية الفلسطينية على الهامش

بيان القدس.jfif
شمس نيوز - محمد الخطيب

من المقرر أن يوقع كلٌ من رئيس حكومة الاحتلال بائير لبيد، والرئيس الأمريكي جو بايدن، إعلانًا مشتركا سيُطلَق عليه "إعلان القدس"، وذلك خلال زيارة بايدن للأرض المحتلة.

ووفق مسؤول إسرائيلي فإن الإعلان الذي وصفه بأنّه "تاريخيّ"، والذي لم يشهد منذ عقدين، يعبّر عن التزام أميركي بأمن "إسرائيل" ومنع إيران من امتلاك سلاح نوويّ.

ويشير الإعلان المكون من أربع صفحات إلى الصراع الإسرائيليّ – الفلسطينيّ، والتطبيع بين الدول العربية والاحتلال، كما ويؤكد هذا الإعلان على أهمية توسيع البرامج المشتركة بين الدول في مجالات التكنولوجيا، بجانب العلاقة بين "إسرائيل" والسعودية.

وكلاء جدد

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن أهداف زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن واضحة؛ إذ تعيد الولايات المتحدة صياغة دورها في المنطقة انطلاقا من تكريس وكلاء جدد تتوسطهم "إسرائيل" لكي يقوموا بتنفيذ المصالح والاستراتيجيات الأمريكية، وهذا ما قد يحمله "إعلان القدس" خلال الزيارة.

وقال عوكل لـ"شمس نيوز": إن "موضوع النفط العالمي، والحرب على أوكرانيا، ومحاولة تشكيل هذا الحلف استكمالا لحلف الناتو، ومحاولة رفع أسعار النفط؛ لمعالجة النقص في الأسواق العالمية".

وأضاف "الولايات المتحدة تدافع عن مكانتها في ظل تحولات تجري على المستوى العالمي؛ تؤدي إلى إنهاء حقبة النظام الدولي العالمي الذي تحتكره الولايات المتحدة إلى نظام متعدد الأقطاب"، موضحاً أن المطلوب من هذه الزيارة دعم "إسرائيل" وتجديد التعهدات الأمريكية، بشأن تفوقها الأمني، وتعزيز التطبيع، وضم دول جديدة مثل السعودية.

وحول ما تحمله الزيارة للقضية الفلسطينية، رجح عوكل أنها ليست في وارد الحسبان، فهي مهملة بشكل كبير طالما يركض العرب إلى جانب" إسرائيل" نحو التطبيع والادعاء أن الخطر الأساسي في المنطقة هو إيران.

وعود متكررة

ولفت إلى أننا أمام وعود أمريكية متكررة قد يتم تنفيذ بعضها، ولكن ليست وعوداً سياسية، إذ تؤيد الولايات المتحدة رؤية الالتزام بالدولتين؛ لكن بدون أي أفق يفتح الطريق لتحقيق رؤية الدولتين.

واستدرك: "بايدن نشر مقالاً بصحفية واشنطن بوست استعرض بطولاته وإنجازاته في المنطقة، وتحدث عن أهداف الزيارة، وتبعه مسؤول الأمن القومي الأمريكي، الذي فسر عدم وجود وعود من أمريكا أو غيرها، بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي تحظى بالحد الأدنى من الاهتمام".

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن "إسرائيل" تسعى إلى استغلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، وما يدعيه حول "إعلان القدس" هو سعيه الحثيث لدمج "إسرائيل" في محيطها العربي، وتعميق علاقاتها وتعزيزها، من خلال مساعدتها أكثر في نسج تحالفات وعلاقات تطبيع جديدة خاصة مع المملكة السعودية.

وقال إبراهيم لـ"شمس نيوز": إن "الزيارة تأتي في سياق التحضير للانتخابات الإسرائيلية القادمة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، ومحاولة كل من لابيد وغانتس الاستفادة منها في حملتيهما الدعائية الانتخابية".

وأضاف أن "ملامح وأهداف زيارة بايدن، واضحة وأصبحت أكثر وضوحاً بعد أن نشرت وسائل إعلام "إسرائيلية" جدول الزيارة، وأن زيارته إلى بيت لحم ستكون ساعة و40 دقيقة فقط، بما في ذلك مدّة السفر من مستشفى المطّلع في القدس إلى المقاطعة في بيت لحم".

ورجح إبراهيم، أن بايدن لن يتطرّق في خطابه إلى القضايا السياسية المهمّة، وسيكتفي بالحديث عن الاقتصاد، مشيراً إلى أن أقصى ما سيقدمه بايدن هو التعهد بالتمويل لمستشفيات القدس، وهو الإنجاز الرئيسي الذي قد تقدمه إدارة بايدن للفلسطينيين خلال الزيارة -وفقاً لمسؤولين "إسرائيليين".

لا أفق سياسي

وتابع: "وماذا كانت تنتظر القيادة الفلسطينية من زيارة بايدن؟ غير خيبة الأمل في ظل انحسار الأفق السياسي وعدم إيفاء بايدن بوعوده، غير التوجه للجانب الاقتصادي ودعم السلطة الفلسطينية مالياً، وأن الرئيس الأميركي يخطط للإعلان عن مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لمستشفيات القدس".

ولفت إلى أن إدارة بايدن طالبت السعودية بتقديم 50 مليون دولار لمستشفيات القدس، في حين طلبت من قطر والإمارات تقديم 25 مليون دولار، وقد أعلنت الإمارات يوم السبت الماضي، عن التبرع بقيمة 25 مليون دولار لمستشفى المقاصد في القدس.

وذكر أن طلب الولايات المتحدة المقدم لدول الخليج الثلاث هو جزء من محاولة لجعلها أكثر انخراطا في "القضية الإسرائيلية الفلسطينية"، وذلك في ظل العلاقات السيئة بين السعوديين والإماراتيين مع السلطة الفلسطينية.

واستدرك الكاتب والمحلل السياسي: "لا أفق سياسي، ولا عدالة للفلسطينيين، ولا حديث عن قضية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وما الاتصالات الهاتفية للتهنئة وزيارة بايدن، ودعم مستشفيات القدس، وتطبيع العلاقات العربية الفلسطينية، إلا لحفاظ السلطة الفلسطينية على دورها الوظيفي في التنسيق الأمني، والحفاظ على الوضع الراهن، واستمرار الاستيطان، وسرقة الأراضي والجرائم الإسرائيلية اليومية".