إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد الفارس: كان مخيم جنين على موعد مع فارسه محمود حسام لطفي السعدي في 21 أبريل 1988م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها تعود جذورها لقرية "المزار" قضاء جنين منذ عام 1948م، مكونة من الوالدين وخمسة من الأبناء وهو الابن البكر، ودرس حتى الصف التاسع، ثم انضم لجهاز الأمن الوطني حتى استشهد.
في صفوف الجهاد: انتمى لحركة الجهاد الإسلامي ثم التحق بصفوف جناحها العسكري سرايا القدس وخاض العديد من المهام العسكرية التي أوكلت إليه، وتعرف على العديد من المجاهدين من الفصائل الوطنية والمجاهدة حيث أنه لم يفرق على أساس الانتماء فالعدو الصهيوني يستهدف كل ما هو فلسطيني.
شارك إخوانه المجاهدين في إلصاق صور الشهداء، كما ساعد مجاهدي سرايا القدس المطلوبين لقوات الاحتلال في تأمين مأوى لهم ورصد الطرق لتحركهم، وخاض العديد من الاشتباكات وتعرض لإصابة بقدمه في إحدى الاشتباكات مع جيش الاحتلال.
شهيداً على طريق القدس: في 14 يوليو 2006م، داهمت الوحدات الخاصة الصهيونية بيت عزاء الشهيد فداء أبو قنديل وبدأت إطلاق النار بشكل عشوائي، وكانت العملية تستهدف قادة من سرايا القدس. وخرج فارسنا محمود من بيت عزاء صديقه الشهيد فداء، بعد سماع إطلاق النار حيث أصيب بالرصاص من القوات الصهيونية، وحوصر مستشفى جنين لأكثر من 5 ساعات وهو داخل المستشفى، ثم تم نقله لعدة مستشفيات لتلقى العلاج عقب تردي حالته الصحية، لترتقي روحه الطاهرة في اليوم التالي 15 يوليو 2006م.