تشهد بعض المحال التجارية في الأسواق، وبعض المنتجعات، والشاليهات الخاصة في قطاع غزة ازدحامًا ملحوظًا؛ تزامنًا مع انتهاء أيام عيد الأضحى المبارك، إذ أن غالبية النساء يخططن للاستفادة من العيدية وفقًا لمتطلباتهن ورغباتهن.
وتتباين مخططات النساء الفلسطينيات للاستفادة المؤقتة من عيدية العيد، فمنهن من يخططن لشراء بعض الملابس، وأخريات تخططن لقضاء وقت ممتع مع أسرهن في المنتجعات والشاليهات، والبعض الآخر يترك للزوج حق التصرف بالعيدية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها جميع سكان القطاع.
والعيدية هي عبارة عن مبلغ مالي يتم توزيعه على الأطفال والنساء أيام العيد، ويعتمد المبلغ المادي على القدرة الاقتصادية للرجال، وكان الأطفال في السابق يلبسون الملابس الجديدة، ويطوفون الأحياء والبيوت من أجل العيدية.
كما أن العيدية هي كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه، وكان اسمها الجامكية.
وتُخطط "أم هاشم" قبل العيد بطريقة التصرف في العيدية التي تحصل عليها، من أشقائها، وأعمامها، وأسلافها، وأخوالها، فهي بحاجة ماسة لبعض المشتريات من ملابس لها ولأطفالها، مؤكدة أنها تساعد زوجها في مصروف البيت في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر على عائلتها.
وتقول أم هاشم لـ"شمس نيوز": "ما أن ينتهي العيد أبدأ بتنفيذ كل ما سجلته على ورقة خارجية، لشراء كسوة لأطفالي أو الترفيه عنهم، أو ترك بعض العيدية للمصروف المنزلي، لافتةً إلى أنها تحصل على ما مجموعه من 400 إلى 500 شيكل.
وتشهد مطاعم الشاورما في قطاع غزة حالة من الازدحام غير المسبوق، سواء كانت المطاعم الشعبية، أو المطاعم الكبيرة، إذ أن الشابة "أمل" تقول: "أحصل على ما مجموعه 200 إلى 300 شيكل عيدية من أهلي".
وأشارت أمل لـ"شمس نيوز" إلى أنها تعمل جاهدة لرسم الفرحة والبسمة على وجوه أطفال أشقائها وشقيقاتها، بالخروج معهم على أحد المطاعم الشعبية؛ ليتناولوا الشاورما، أو الذهاب إلى المتنزهات أو شاطئ البحر؛ للترفيه عنهم.
وبينت أنها لا تحبذ التحفظ على العيدية، بل تسعى إلى زرع الفرحة في قلوب الأطفال، والبسمة على وجوههم، قائلة: "لا شيء يساوي فرحتهم، فهم زينة الحياة الدنيا".
أما الشابة "إسلام" والتي أشارت إلى أن عديتها بلغت نحو 500 شيكل، فإنها اتفقت مع أسرتها بشكل مسبق؛ لقضاء وقت ممتع في أحد الشاليهات الخاصة، قائلة: "أساعد بجزء من التكلفة، بينما تساعدني شقيقاتي بجزء آخر، علمًا أن سعر الشاليه من 500 إلى 1000 شيكل".
وأضافت لـ"شمس نيوز" أن العيدية فرصة ثمينة للنساء عامة، والفتيات خاصة؛ لتحقيق رغباتهن دون تدخل الأشقاء في تحديد مصارفها، إذ أن بعض الأشقاء يرفضون -وفقًا لإسلام- تلبية بعض الرغبات بحجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وعدم توفر الأموال.
وبينت أن العيدية في عيد الأضحى زادت كثيرًا عما كانت عليه في عيد الفطر والسنوات الماضية، لافتة إلى أن بعض أفراد عائلتها يعملون في الأراضي المحتلة. ما تسبب في زيادة العيدية، وهو أيضًا انعكس بالفعل على نشاط حركة الأسواق والشاليهات.