بقلم/ أسعد جودة
إن حجم ضخ الماكينة الإعلامية الجهنمية المصاحبه لترتيب والإعلان ومرافقة الزيارة وعن حجم المأمل منها يعطى انطباع أن أمريكا وحليفها الإستراتيجي اسرائيل فى وضع صحى ومتعافى نافين وجود أى متغيرات ووقائع جديدة على الأرض، وكل هذا الضجيج يصب فى باب تعزيز ذلك الوهم وأن إعادة ترتيب المنطقة وعلاقاتها ومواردها ومستقبلها لا زالت بيدهم .
لا شك أن العلاقة الأمريكية -الإسرائيلية التي تدخل عامها الخامس والسبعين كما وصفها البيان بأنها إستراتيجية و لا مثيل لها.
الواقع يقول والأحداث تؤكد أن أمريكا تعيش ظرفا ومخاضا غير مسبوق وأن التحدى الحاصل اليوم من جراء الحرب الروسية- الأوكرانية وما نتج عنها بدون تهويل أو تهوين من شح فى مصادر الطاقة والغاز والنفط والغذاء الناجم عن نقص الإمداد الروسى وأيضا إرتفاع فى الأسعار ،والخوف من تحولات لدول نفطية للتفكير فى التعامل مع المعسكر المعادى السعودية مثال ،إضافة
للتحدى القادم من الصين وقراره حسم مسألة تايوان، والرؤية لعالم مختلف بتحالفات ومحاور وأقطاب .
لذلك كانت اسرائيل القاعدة الأمينة المتقدمة والشريك الاستراتيجي الحقيقى لأمريكا هى المحطة الاولى فى برنامج الزيارة .
اسرائيل برغم كل هذا الدعم اللامحدود وبعد خمسة وسبعين عام، تعيش قلق وجودى على مستقبلها لأنها أدركت أنها جسم غريب وليست أكثر من ثكنة عسكرية متقدمة للمشروع الغربي وتحديدا للولايات المتحدة وتحاول تثبيت ذلك التحالف بفكرة هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم تأكيدا على فكرة الصهيونية -المسيحية البروتستانتية ،اليوم كل جهودها تنصب على حماية غلافها ووجودها بالمنظومات الصاروخية من مقاومات فى الخاصرة كانت مناطق محتلة من قبلها جنوب لبنان وغزة ، وللأسف الأمريكى بغطرسته وكبريائه ونظرته الاستعلائية تمنعه من الإدلاء بالحقيقة وتصف تلك المقاومات كحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي بأنهم وكلاء لايران بدل توصيفها الحقيقى بأنها مقاومات وطنية تريد التحرر من براثن الاستعمار واغتصاب الأرض، ها هى تلك الجماعات اليوم شكلت من عام تموز ٢٠٠٦ فى لبنان قلق ورعب وتوجت بمعركة "سيف القدس"مايو ٢٠٢١ دليل واضح أن العدو منبوذ ولا مكان له حين توحدت الساحات والكل دافع عن الأخر وعادت فلسطين بقوة على الأجندة الدولية والإقليمية ، كتب الكثير عن الآثار الإستراتيجية عن نتائج المعركة وانعكاسها على مستقبل صعود المقاومة الشاملة وتراجع وتآكل على مستوى الكيان وأجله .
أمريكا مصرة على تسويق نفسها أنها لا زالت القوة الأولى فى العالم، وتجتهد قبل إستفحال الأمور وتطورها بمحاولة تشكيل هيكل إقليمي تكون إسرائيل مدمجة ومقررة فيه ،ومحاولة تثبيتها على أنها لا زالت الحليف الاستراتيجي الأول فى تأمين مصادر الأمن والإستقرار والإزدهار للمنطقة والعالم ،عبر الشراكة معها فى برامج تأمين الغذاء والصحة والبيئة وتغيرات المناخ ، لتغرى الإقليم بأن فرصة التطبيع والسلام والاندماج مع إسرائيل فرصة استثنائية لابد من إستثمارها وأيضا جهد مشترك ضد ايران العدو الذى نعمل جاهدين على عدم تملكة سلاح نووى ومن وكلاء إرهابيين يهددوا الإستقرار والسلم فى المنطقة ستكونوا فى مأمن واستقرار وازدهار ونماء .
الحديث عن شرق أوسط تقوده إسرائيل وتبدا باستخراج النفط من لبنان وغزة ومتحالفة مع دول النفط فى الإقليم سيكون حال تشكلة هو إنعاش وإطالة عمر هذا الكيان واستمرار ضمان السيطرة الأمريكية على المنطقة .
لكن التاريخ يؤكد والواقع يثبت أن فكرة الأحلاف تبدا أفكار خلاقة ولكنها لا تصمد ومن حلف بغداد نهاية الخمسينات وأخرى تؤكد أن التباين وحجم الخلافات ما بين أهل الأحلاف كبيرة وما يسمى عدو مشترك أو محاولة تثبيت ذلك الفهم عن إيران ملتبس وغير مجمع عليه لا من مصر ولا المغرب ولا الأردن ولا من أشد الممكن إستقطابهم بحكم الطائفية والشحن والتوتر الحاصل ممكن أن يصنف أيضا من السعودية وكذلك قطر والإمارات وعمان والكويت ،وما جرى من استقبال لبادين فى السعودية من قبل أمير منطقة مكة؟! والسؤال هل اسرائيل ستحضر القمة التى ستعقد فى جدة لم يرشح أى تأكيد ولا مطروح على الأجندة .
أضف الى "إعلان القدس"لم يتطرق الى القضية الفلسطينية الا مرورا عابرا بعد تناول كافة التفاصيل التى تؤمن إسرائيل وصولا الى الوقوف مع إسرائيل فى مسائل إجرائية كالمقاطعة PDS ،دون تفصيل وتوضيح، "بايدن يؤيد على المدى الطويل والمتواصل على دعم حل الدولتين" وسرعان ما نسف بايدن حينما ذكر فى شطرة أخرى من الوثيقة "يدعم اسرائيل والسلطة وأصحاب المصالح الاقليميين تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتحسن نوعية الفلسطينين" .
لا مستقبل سياسى فقط حل اقتصادى ليس والموجود فى العقل الأمريكي فقط صفقة القرن ؟! .
لقاءه مع أبو مازن فى بيت لحم يأتى من باب المجاملة والتأكيد على بقاء السلطة فى حدود وضعها الراهن وبقاء ما يسمى عملية سلام مستمرة .
Peace Process On Going دون الزام نفسه بجدول أو ضغط أو فرض حل مطلقا .
لا مؤشر أن شئ من الوعود سيتحقق أمريكا ستدخل فى الترتيبات للإنتخابات القادمة والكيان سيبدأ فى إنتخابات كنيست وبعدها حكومة، والإقليم حذر ويراقب وقصة الدين الإبراهيمي ستخلق حالة من اليقظة لدى الشعوب العربية والإسلامية والتى يجب أن لا يستهان بقدرتها وخصوصا اذا ما تحركت القدوات والرموز وقادت .
المنطقة والعالم على صفيح ساخن .
الشعب الفلسطيني بعمومه يفترض أن تكون الصورة واضحه وجليه لا أفق سياسى مطلقا مع العدو ولا توقع لعمل شئ من الارادة الدولية والأمريكان ،الرهان فقط على وحدة الشعب والهدف والمصير والوسائل ، أمريكا واسرائيل فى تراجع سريع ،والفرصة اليوم لتعزيز المقاومة بكل أدواتها وأشكالها وكلفتها أرخص من البقاء والعيش تحت بساطير الصهيوني بل أن ان الوحدة الفلسطينية ستكون أقوى ورقة فى إفشال كل المخططات ، وفرض الأجندة الفلسطينة على العالم ووقف الرهان على التسوية الوهم والسراب والتخلص من كل الإتفاقات المهينة أوسلو وافرازاتها والجهد لإعادة الإعتبار للبعد العربي والإسلامي وأحرار العالم .