تركت زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن للأراضي الفلسطينية، ولقاؤه برئيس السلطة محمود عباس؛ سؤالًا هو الأبرز بشأن ماذا استفاد الفلسطينيون من الجولة الأمريكية للمنطقة؟ في ظل تكرار المواقف والشعارات التي لا "تُسمن ولا تُغني من جوع".
الكاتب السياسي سعيد بشارات يرى أن القضية الفلسطينية هي الخاسر الأكبر من زيارة بايدن للمنطقة، في ظل المخططات الصهيوأمريكية التي تهدف لخدمة الكيان الإسرائيلي وتوفير الحماية الأمنية والمادية لبقائه، بدعم وتأييد من بعض دول التطبيع العربي.
ويعتقد الكاتب بشارات لـ"شمس نيوز" أن زيارة بايدن أعطت الفلسطينيين صفرا كبيرا فلا يوجد شيء يمكن البناء عليه في المستقبل مطلقًا، متسائلًا إذا كانت القيادة مدركة بأن زيارة بايدن لن تغير الواقع فلماذا الاستقبال الرسمي لهذا الرئيس؟ فكان الأجدر والأفضل أن يفعل رئيس السلطة كما فعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي رفض استقبال بايدن في مطار جدة.
وقال: "إن الظروف الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية دفعت بايدن لزيارة إسرائيل، إذ أن الحزب الديمقراطي يشهد تراجعًا شعبيًا واضحًا أمام الجمهوريين، في ظل التضخم وعدم ثقة الجمهور الأمريكي واليهودي بسياسات بايدن؛ لذلك فإن الزيارة جاءت لكسب ود ودعم اللوبي اليهودي؛ لرفع أسهم بايدن وحزبه الديمقراطي".
وأضاف: "إن الزيارة استفاد منها الإسرائيليون كثيرًا، فقد رفعت معنويات إسرائيل، وأعطتها دفعة قوية في ظل حالة الخوف والرعب التي تعيشها في المنطقة، وقد جاء فتح المجال أمام التطبيع السعودي كدفعة قوية لزيادة شعور "إسرائيل" بالأمن والأمان في المنطقة".
ويرى الكاتب بشارات أن الاختلاف الأمريكي الإسرائيلي كان ظاهرًا خلال زيارة بايدن بشأن الموضوع الإيراني إضافة إلى موضوع القدس، لافتًا إلى أن بايدن لم يضع العلم الإسرائيلي على المركبات التي قادته لزيارة القدس؛ بسبب حساسية الموقف دوليًا من القدس المحتلة.
وفيما يتعلق باستفادة الفلسطينيين من الزيارة قال بشارات: "الفلسطينيون لم يستفيدوا شيئا، فقد كشفوا عورتهم، وضعفهم، وحاجتهم للدعم الأمريكي أكثر من الماضي، فالموقف الفلسطيني مخزٍ ومذل".
وأشار إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية نشرت قواتها في مدينة بيت لحم وشلت الحركة، من أجل استقبال بايدن بمراسم رسمية مهيبة، متسائلًا: لماذا نُعطي بايدن حجما أكبر من حجمه؟، ولماذا لا نستقبله كما فعل محمد بن سلمان؟ ولماذا لا نفرض مصالحنا على أعدائنا؟، ولماذا لا نمشي تحت شعار من يقترب منا أكثر نقترب منه، ومن يقدم لنا نقدم له؟
ويرى بشارات أن بايدن كسب زيارة فلسطين وحقق مصلحته؛ لكن نحن كفلسطينيين لم نستفيد شيئا بل نحن الخاسرون، طالما لا يوجد فرض معادلة أمام الاحتلال فسنبقى نجني الصفر من تلك الزيارات التي يفترض أن تكون لصالحنا".
ويعتقد الكاتب بشارات أنه لا يوجد شيء يمكن البناء عليه فلسطينيًا من زيارة بايدن، المستفيد الأول هم الإسرائيليون، فهم يبنون عليها التعهدات الأمريكية فيما يتعلق بإيران وفتح مجال التطبيع بشكل أوسع، إضافة إلى المساعدات المالية الكبيرة والدعم الأمني لحمايتها من أي تهديد في المنطقة.
وأكد الكاتب السياسي أن استفادة الفلسطينيين من زيارة بايدن لا يمكن أن تتحقق؛ إلا إذا تغير الموقف الفلسطيني، وفرض معادلة جديدة، واستخدم أساليب أخرى غير التي يطرحها رئيس السلطة محمود عباس منذ زمن قديم "عفا عليها الزمن ولم تؤتِ بثمارها".