قائمة الموقع

جو  بايدن يشهر سيفه في وجه السلطة

2022-07-17T12:51:00+03:00
زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.webp
بقلم/ خالد صادق

رفع الفلسطينيون الاعلام السوداء في وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، وغاب الجمهور الفلسطيني عن مشهد قدوم بايدن لبيت لحم , وهتفت حناجر الفلسطينيين بشعارات لإدانة السياسة الامريكية المنحازة كليا لإسرائيل, ورفعت بعض المنظمات الحقوقية والانسانية لافتات تتحدث عن عنصرية الاحتلال وطالبت بمحاسبة «إسرائيل» على جريمة قتل الإعلامية الفلسطينية والتي تحمل الجنسية الامريكية شيرين أبو عاقلة, ولم يجد بايدن امام كل هذا الا ان يشهر سيفه في وجه الفلسطينيين ويتعهد بحفظ امن إسرائيل, والتمسك بما سماه اتفاق ابراهام لإيجاد حل انساني للقضية الفلسطينية, وعبر بايدن عن دعمه للأيديولوجية وراء تأسيس إسرائيل على أراض ذات جذور يهودية قديمة كما يزعم, ووصف بايدن نفسه بأنه صهيوني ويفتخر بذلك, وان زيارته لإسرائيل تمثل بالنسبة له «عودة للوطن» وتعهد بتعزيز اندماج الإسرائيليين في المنطقة وتمكين إسرائيل من الهيمنة عليها ونهب خيراتها, وان يصبح العدو الصهيوني هو المتحكم في المنطقة والذي يحدد السياسات ويتحكم بالاقتصاد والامن والثقافة بما يخدم المصالح الامريكية والإسرائيلية, أما ما يسمى ب «إعلان القدس» فهو إعلان للصهيونية العالمية بوجهَيها الأميركي و»الإسرائيلي»، وهو يظهر الوجه العدواني للإدارة الأميركية، ومحاولة لتغيير هوية القدس وفلسطين وإعلان تهويدها، ومحاولة لتثبيت الاحتلال الصهيوني وتشريع استيلائه على الأراضي الفلسطينية, وهو محاولة للعبث بالمنطقة، والتحريض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإعلان حرب على حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة.

الموقف الفلسطيني الذي مثلته السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس جاء كالمعتاد مخيبا للآمال, ولا يمثل تطلعات الشعب الفلسطيني ولا اماله وتضحياته, فخطاب الاستجداء والتوسل لا يكاد يفارق رئيس السلطة ومن حوله, رغم ان هذا الخطاب الذي تتبناه السلطة منذ العام 1994م لم يحقق شيئا للفلسطينيين, وليس له مساحة في الحقل السياسي حيث انه خطاب ممجوج وانهزامي وعفا عليه الزمن, لكن السلطة لا تريد ان تغادر مدرسة الانهزامية, وان تضغط بورقة الشعب الفلسطيني على إسرائيل والإدارة الامريكية, والبساط يسحب من تحت اقدامها وهى تدري, لكنها وصلت الى قناعة انها لا تملك حلولا غير ذلك, لأنها تخشى على وجودها ونفوذها وشرعيتها, ورغم ذلك الا ان المؤامرات التي تُحاك ضد أمتنا وقضيتها المركزية فلسطين ستبوء بالفشل حتمًا, حتى وإنّ ظهر للعيان أنّ العدو يحقق إنجازًا هنا أو هناك, فالمقاومة تقف بكل قوة بوجهه، وقد استطاعت أن تفشل العديد من مؤامراته ومشاريعه الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وهزمته في أكثر من محطة», المقاومة ما زالت متمسكة بثوابتها وحقوقها، وهي تقدّم الغالي والنفيس من أجل استئصال الاحتلال وكنسه من المنطقة، هو وكلّ من يدعمه, وهى لن تسمح بتمرير إعلان بايدن، و أنها بصدد إفشاله ومنعه من تحقيق أهدافه، تمامًا كما أفشلت صفقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأعاقت تمريرها, فلا يمكن ان يستقيم امر فيه اجحاف بالحقوق الفلسطينية, وانكار لوجود الشعب الفلسطيني الذي يقاتل ويضحي ويعطي بلا حدود من اجل استرداد حقوقه المسلوبة, ولن تستطيع أمريكا و»إسرائيل» وكل قوى البغي في العالم سلب حقوق الفلسطينيين مطلقا .

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي كان يبحث عن لقاء مع الرئيس الأمريكي باي ثمن كان, وافق بايدن على عقد اجتماع منفرد معه  لمدّة ساعة, واستهل عباس الاجتماع مع بايدن كما ذكرت صحيفة الاخبار اللبنانية بالإعراب عن استغرابه من «التعامل بهذه الطريقة معه، إذ لم يفِ الرئيس الأميركي بتعهّداته لبناء الثقة مع الفلسطينيين، وخاصة عبر إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، ورفع منظّمة التحرير من قائمة الإرهاب الأميركية», ورد بايدن على عباس بأن هذا الأمر يخضع للحوار المتواصل بين واشنطن ورام الله». وأعرب عباس للرئيس بايدن عن خشيته «بأن حلّ الدولتَين على أساس قرارات الشرعية الدولية قد يكون متاحاً اليوم فقط، ولا ندري ما قد يحصل في المستقبل»، ورد بايدن على موضوع ما يسمى بحل الدولتين بالقول: «هذا الهدف قد يبدو بعيد المنال بسبب القيود التي تُفرض على الفلسطينيين». وجدّد عباس «مدّ يده إلى «إسرائيل» لتحقيق سلام الشجعان واستكمال ما تمّ التوصّل إليه في اتفاقية أوسلو»، فدعاه بايدن إلى «عدم جعل اليأس والقنوط يصوغ المستقبل، حتى وإن لم تكن الأرضية جاهزة لبثّ الروح في المفاوضات، وإننا نحاول إعادة الزخم إلى مسار السلام ووضع حدّ للعنف، وبالتالي تظهر الإدارة الامريكية موقفها بوضوح لرئيس السلطة انها لا تستطيع فرض أي قرار او رأي او موقف على الإسرائيليين، وأنها «تأمل» بان تقتنع «إسرائيل» بالسلام.. والمفاوضات.. والتعايش وصولا «لحل الدولتين» وبالتالي تقول أمريكا للسلطة عليكم بالتفاهم مع «إسرائيل» والوصول الى حلول بعيدا عن أي تدخلات خارجية، وأعلن بايدن توفير تمويل بـ 200 مليون دولار إضافية لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) وأعلن تقديم معونة للمستشفيات الفلسطينية بقيمة 100 مليون دولار، لتقول أمريكا للسلطة بشكل واضح بعد ان أشهر بايدن سيفه بوجه السلطة ان دورها بات يقتصر فقط على الدعم المالي «المشروط» لها، اما الآمال والتطلعات السياسية فبيد «إسرائيل» وليس غيرها.

اخبار ذات صلة