بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كان هناك انخفاض خطير بعدد الغواصات في روسيا، ولكن الآن يتم إحياء بناء الغواصات والقدرات القتالية لأسطول الغواصات بشكل مطرد، إذ أن الغواصات الروسية تهدد أسطول الغواصات التابع للبحرية الأمريكية، حسبما ذكر موقع جي بي برس الياباني.
على سبيل المثال، قدم الأمريكيون تقييمًا عاليًا للغاية للأداء والقدرات القتالية لمشروع الغواصات الهجومية 885إم "ياسن-إم" مع صواريخ كروز، والتي تم استئناف بنائها بعد تعليق وبدأت دخول الخدمة في عام 2021.
بالإضافة إلى ذلك، تلقى أسطول الغواصات التابعة للبحرية الروسية الأسبوع الماضي أيضًا غواصة الأبحاث كي-329 "بيلغورود" من حوض بناء السفن "سيفماش" (مصنع سفن البحرية الروسية، المصنع الوحيد الذي ينتج الغواصات النووية).
يبلغ طول الغواصة الاستراتيجية من طراز أوهايو التابعة للبحرية الأمريكية 560 قدمًا وتزن 18750 طنًا. يرجع الطول الطويل للغاية لـ "بيلغورود" إلى أن هذه الغواصة تحمل غواصات ذاتية القيادة، وأجهزة الإنقاذ لأعماق البحار، بالإضافة إلى محطة لوشاريك النووية لأعماق البحار (بطول 60-70 مترًا).
يشار إلى أنه نظرًا لأن غواصات أعماق البحار، وكذلك لوشاريك، مصممة لإجراء أنشطة بحثية في أعماق البحار وفي قاع البحر، فقد تم تصنيف بيلغورود على أنها غواصة بحثية.
وفي الوقت نفسه، تعتبر لوشاريك، المصممة للغوص في قاع المحيط المتجمد الشمالي وإجراء عمليات البحث والإنقاذ، بمثابة غواصة ذات أغراض خاصة تتمثل مهمتها في تدمير الكابلات البحرية وغيرها من المعدات.
على الرغم من أن بيلغورود مجهزة بالغواصات الصغيرة والغواصات ذاتية القيادة المذكورة أعلاه، إلا أنها تعتبر غواصة أبحاث تحت الماء، وهي في الواقع أقوى غواصة هجوم نووي في العالم. ويرجع ذلك إلى أنها تحمل ستة طوربيدات نووية عابرة للقارات من طراز بوسيدون.
ملحوظة: الغواصات الهجومية النووية لا تحمل صواريخ باليستية نووية مثل الغواصات النووية الإستراتيجية، ولكنها مجهزة بصواريخ سفينة -أرض وصواريخ مضادة للسفن وطوربيدات وألغام. لديهما قدرة ممتازة على تعقب غواصات العدو بسرعة عالية.
يُطلق على "بوسيدون" عادةً اسم طوربيد، لكنها في الحقيقة غواصة مسيرة (قطرها مترين، وطولها 20 مترًا، وإزاحتها 100 طن) يمكنها التحرك بشكل مستقل باستخدام الطاقة النووية.
السرعة القصوى 100 عقدة (185 كيلومترًا في الساعة)، المدى الأقصى غير محدود (حوالي عشرة آلاف كيلومتر). وهي مجهزة برأس نووي 100 ميغا طن، مما يجعلها سلاح انتقام "يوم القيامة" الهائل.
على سبيل المثال، يمكن أن تنفجر بوسيدون إذا تم إطلاقها من بحر أوخوتسك بالقرب من شبه جزيرة كامتشاتكا ليس فقط عند مدخل خليج طوكيو، حيث تقع قاعدة يوكوسوكا البحرية الأمريكية، ولكن أيضًا في منطقة ميناء البحرية الأمريكية سان دييغو في ولاية كاليفورنيا التي تقع على مسافة ثمانية آلاف كيلومتر.
في هذه الحالة، سيتم تدمير السفن الحربية والمنشآت البحرية في الميناء في لحظة بواسطة تسونامي صغير. بالطبع المدن الساحلية في منطقة خليج طوكيو بأكملها والمناطق المحيطة بسان دييغو ستعاني حتما من فيضانات هائلة وتلوث إشعاعي.
مع هذه القدرات القتالية الهائلة، من المرجح أن يتم نشر أحدث غواصة بيلغورود في قاعدة ريباتشي في بتروبافلوفسك كامتشاتسكي في شبه جزيرة كامتشاتكا، حيث ستصبح خصمًا هائلاً لأسطول المحيط الهادئ التابع للبحرية الأمريكية.