غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تشكيل عصابات مسلحة للمستوطنين.. ضوء أخضر لارتكاب مجازر منظمة بالقدس

شمس نيوز - محمد الخطيب

كشفت وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجمعيات استيطانية وبلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة عن تشكيل ميلشيات مسلحة من المستوطنين المتطرفين للقيام بمهام “أمنية” والتدخل عند وقوع أي عمليات في المستوطنات أو في القدس المحتلة ومحيطها.

وبحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الاثنين، فإنه بحسب الخطة التي ستنفذ قريبا بشكل تجريبي، سيتم تشكيل فرق “احتياطية” من عناصر مهرة للتدخل إلى حين وصول الجيش أو الشرطة لأماكن الأحداث.

من جهتها، أكدت بلدية الاحتلال، أنه سيتم كجزء من هذا المشروع الذي سيبدأ في الأيام المقبلة، إطلاق نموذج تجريبي، حيث سيحصل المستوطنون الذين سيتطوعون ضمن هذه الميليشيات على موافقة سريعة للحصول على الأسلحة وتلقي برامج تدريب، وسيحصلون على شهادة من الشرطة ومعدات.

وقال الرئيس التنفيذي لشرطة “نيتسح يهودا” الجنرال يوسي ليفي، وهي أحد المبادرين لهذا المشروع، أنه “سيتم تجنيد المتطوعين لإنشاء فصيلة- مجموعات مسلحة- احتياطية توفر حلا للتجمعات المتدينة، حيث لا يوجد تقريبا رخص حمل سلاح في هذه المستوطنات”.

خطوة خطيرة

وتعقيبًا على هذه الخطوة، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية طارق عز الدين، إن تشكيل خلايا مسلحة من المستوطنين ضمن ما سمي بمشروع "ماجن" خطوة خطيرة لاستهداف أبناء شعبنا داخل أحياء القدس المحتلة.

وأضاف عز الدين في تصريح وصل "شمس نيوز" أن "هذه الخطوة تعتبر ضوءاً أخضر من وزارة حرب الاحتلال لقتل الفلسطينيين الذين سيصبحون تحت أوامر خاضعة لحقد المستوطنين بغطاء رسمي من قادة الاحتلال.

وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير، والذي يفرض وقائع أمنية خطيرة ضد الفلسطينيين، وتكبيل حركتهم، والتنكيل بهم والمساس بأمنهم وحياتهم.

وحذر عز الدين، من الإقدام على هذه الخطوة التي تستوجب وقفة جدية من الكل الفلسطيني، بمكوناته كافة، وحماية شعبنا ووجودنا في القدس المحتلة.

ودعا لضرورة العمل على تشكيل لجان شعبية تقوم على حماية أبناء شعبنا في أحياء مدينة القدس، والتصدي لمثل هذه الخطوة الكبيرة التي سيكون لها تبعات خطيرة جداً.

إرهاب منظم

رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، يرى أن تشكيل عصابات للمستوطنين ليس جديداً، إذ تم تشكيل منظمة "فتيان التلال" المتطرفة التي تم تأسيسيها من قبل الحاخامات في الضفة الغربية، وتعتبر من البدايات المنظمة لإرهاب الاحتلال.

وقال خاطر لـ"شمس نيوز": إن "تشكيل مثل هذه العصابات في المدينة المقدسة يعد ثمرة لإرهاب الاحتلال المنظم، وثمرة الدعم الحكومي الإسرائيلي لهذه المنظمات التي ارتكبت مئات الجرائم بحق الفلسطينيين".

وأضاف "جيش الاحتلال يشجع ويرعى بشكل مستمر هذه الجماعات المتطرفة؛ نتيجة الخطاب الديني والسياسي، وتأتي ضمن التأييد والحماية المستمرة من قوات الاحتلال، إذ رأينا كثيرا من المشاهد التي يأخذ خلالها مستوطنون سلاح الجنود في مناطق نابلس وغيرها، ويطلقون النار على المواطنين الفلسطينيين".

وأكد أنه لا يوجد فرق بين المستوطن والجندي، إذ يشتركون بارتكاب الجرائم برعاية دولة الاحتلال والحاخامات ورجال الدين والساسة المتطرفين.

مجازر منظمة

وأشار إلى أن تشكيل جماعة "ماجن" ليس الضوء الأخضر الأول، بل هو استمرار لسياسة واضحة مآلاتها جرائم كبيرة بحق الفلسطينيين، ولا يستبعد أن يقوم المتطرفون بارتكاب مجازر في المدينة المقدسة والبلدة القديمة، لافتاً إلى أن هذه المنطقة فشل فيها الاحتلال أكثر من مرة، ولم يستطع أن يصل إلى مبتغاه داخل الأقصى والبلدة القديمة.

واستدرك "لا نستغرب إذا استيقظنا على جريمة منظمة بحق المصلين في الأقصى، إذ يتم السماح بتواجد عصابات مسلحة لهؤلاء المتطرفين وسط مدينة مخصصة للصلاة والعبادة؛ الأمر الذي يدل على أنهم يتحضرون لارتكاب جرائم بحق المصلين، كما حصل في المسجد الإبراهيمي عندما قام الاحتلال بارتكاب مجزرة في صلاة الفجر بحق المصلين خلفت قرابة 30 شهيدا".

ولفت إلى أن هذه الجريمة ممكن أن تتكرر بشكل أكبر خطورة من المتطرفين؛ لأن المستوطنين يزيدون تطرفاً، والأوضاع تزداد توتراً أكثر مما كانت عليه في السابق؛ ما ينذر بخطر أكبر في حال استمر هؤلاء المتطرفون بصناعة الكراهية، وممارسة اعتداءاتهم العنصرية.

وحول عمل اللجان الشعبية، وإيجاد حلول لمواجهة هذه المجموعات المسلحة من خلالها، أوضح أنها آتت ثمارها في أكثر من مكان، مثل: بيتا ومنطقة كفر قدوم وترمسعيا وغيرها، إذ نجحت محاولاتها عندما كان الخطر شديدا في تلك البلدات.

وتابع: "تعد اللجان الشعبية حماية مؤقتة، وليست حلا نهائيا؛ إذ يعد الحل النهائي بزوال الاحتلال وتدخل المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يعاني من جرائم الاحتلال المختلفة، وأن يكون هناك مواقف عربية وإسلامية أقوى وأكثر دعما للفلسطينيين، إذ يبقى الحذر هو العنصر الأهم في مواجهة هذه الجرائم".