كشفت وزارة جيش الاحتلال الاسرائيلي، وجمعيات استيطانية وبلدية الاحتلال في القدس عن تشكيل ميليشيات مسلحة من المستوطنين للقيام بمهام وصفت “بالأمنية” وبحسب الخطة التي ستنفذ قريبا بشكل تجريبي، سيتم تشكيل فرق “احتياطية” من عناصر مهرة للتدخل الى حين وصول الجيش او الشرطة لاماكن الاحداث. وسيحصل المستوطنون الذين سيتطوعون ضمن هذه الميليشيات على موافقة سريعة للحصول على الأسلحة وتلقي برامج تدريب، وسيحصلون على شهادة من الشرطة ومعدات للقتل, ويبدو ان زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للكيان الصهيوني والتوقيع على ما يسمى بإعلان القدس, فتح شهية الإسرائيليين على القتل, خاصة بعد ان جدد بايدين الضوء الأخضر لليهود بالقتل وسفك الدماء كما يشاؤون دون خوف او مساءلة من احد, لان أمريكا تعهدت بحفظ امن إسرائيل, كما ان تصريحات ولي عهد رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ والاستسلام لسياسة الامر الواقع الصهيوامريكية حفاظا على السلطة وعدم زوالها او تفككها, منح «إسرائيل» مساحة اكبر للقتل وازهاق الأرواح, وسفك الدماء, فقد ضمنت صمت السلطة واستسلامها للسياسية الصهيوامريكية, وتفهم رغبة «إسرائيل» بالقتل والاعتقال والحصار والتهجير والابعاد والاستيطان, فإسرائيل حسب حسين الشيخ امين سر منظمة التحرير الفلسطينية والذي يمثل ثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا باتت امراً واقعاً يجب ان نعترف به, فهو يردد ما قاله حاكم الامارات والبحرين والمغرب والسودان, فهذا هو المنطق الذي يسود, وهذا هو الفهم الذي يحاولون غرسه في العقول, كي يسهل عليهم انشاء تحالفات جديدة, وتغيير مفاهيم راسخة, وإقامة مشاريع مشتركة مع «إسرائيل» تضمن لهم الاستمرار في الحكم لأطول فترة ممكنة, والاستقرار الداخلي حسب ما يعتقدون ويأملون.
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم، اكدت أن تشكيل خلايا مسلحة من المستوطنين ضمن ما سمي بمشروع (ماجن) خطوة خطيرة لاستهداف أبناء شعبنا داخل أحياء القدس المحتلة, بينما وصفها مراقبون بالخطيرة، وستكون ذريعة لارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين، وهى تمنح عصابات المستوطنين الضوء الأخضر لقتل أي فلسطيني يتواجد أمامهم بدم بارد ودون أي عقاب أو مساءلة، وهو بمثابة تشريع واضح وصريح لقتل الفلسطينيين بأمر مباشر من حكومة الاحتلال، وجيشها، لاسيما في ظل تصاعد وتيرة العنف التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، وما يصاحبها من استخدام قوة مفرطة ضد المواطنين، تسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة واعتقال الآلاف, مما سيزيد من عدد الجرائم بحق الفلسطينيين؛ ولا يجب ان ننخدع بادعاءات إسرائيل ان هذا التسليح للمستوطنين هدفه الدفاع عن النفس, وحماية المستوطنين من هجمات الفلسطينيين, لان الغرض الأساسي هو التغطية القانونية لعملية تسليح المستوطنين، وارتكاب مجازر دموية بحقهم وتبرئة جيش الاحتلال من تهم قتل الفلسطينيين لمجرد الشبهة خاصة ان «إسرائيل» تخشى من المساءلة امام المحاكم الجنائية والدولية؛ «، وتقديم ما يحدث من انتهاكات للمجتمعات الدولية ومحكمة لاهاي على إنها «مشكلة مدنية» بين سكان المنطقة، ولا دخل للجيش فيما تقترفه تلك الجماعات المتطرفة, علما أن تشكيل عصابات مسلحة من المتطرفين، يعتبر أقل تكلفة وأكثر فعالية «لإسرائيل»، فهو يسعى لتحميل ما يحدث للمستوطنين، وإبعاد التهم عن الجيش الذي وصفوه بأنه الأكثر أخلاقية على مستوى العالم, بقدر المستطاع؛ لأنّ الفلسطينيين أحرجوا الجنود أمام المجتمع الدولي في الكثير من المناسبات, وظهر الجيش الصهيوني وهو يقتل لمجرد الشبهة.
قرار تسليح عصابات الاجرام الصهيونية ليس وليد اليوم انما ارتفعت أصوات صهيونية داخل الكنيست الإسرائيلي تطالب بتسليح المستوطنين, ومن ابرز هؤلاء عضو الكنيست المتطرف عن حزب الليكود ورئيس بلدية الاحتلال السابق في القدس (نير بركات)، الذي دعا المستوطنين في القدس إلى حمل السلاح وقتل الفلسطينيين، وشرعنه هذا القرار يحمل خطرا كبيرا على الفلسطينيين خاصة في القدس المحتلة, وفي الخليل حيث الاحتكاك المستمر والدائم والقريب بين أهلنا الفلسطينيين وقطعان المستوطنين الصهاينة المولعين بسفك الدماء, والذين ينادون بطرد العرب وتهجيرهم من بيوتهم, ويسعون للتمدد الاستيطاني على حساب الفلسطينيين, ويسرقون ثمار الأشجار ويحرقون المحاصيل ويجرفون الأراضي, لقد اخذ هؤلاء توصية بالقتل دون محاسبة, فماذا سيكون رد السلطة على هذا القرار الجائر, وهل ستحمي الفلسطينيين من رصاص المستوطنين المنفلت, وهل لديها القدرة على فعل ذلك, وبما اننا نشك في قدرة السلطة على فعل أي شيء لحماية الفلسطينيين فإننا ندعو حسب ما دعت اليه حركة الجهاد الإسلامي الى تشكيل لجان شعبية تقوم على حماية أبناء شعبنا في أحياء مدينة القدس والخليل وفي مدن الضفة المحتلة, والتصدي لمثل هذه الخطوة الكبيرة التي سيكون لها تبعات خطيرة جداً على حياة المدنيين الأبرياء, الذين لم يسلموا يوما من بطش المستوطنين, وهل يمكن ان ننسى جريمة قتل المسن سليمان الهذالين الذي دهسته جرافة صهيونية عمدا في مسافر يطا جنوب الخليل., وهو يدافع عن ارضه ويمنع جرافات الاحتلال من تجريفها, احذروا الميليشيات الصهيونية المسلحة التي انتزعت قرارا بشرعية قتل الفلسطينيين, واحموا أنفسكم بالمقاومة في الرد الطبيعي على سياسات القتل الممنهجة .