في الوقت الذي يُقتل ويُعتقل ويُحاصر فيه الشعب الفلسطيني، تستقبل المغرب المجرم القاتل أفيف كوخافي رئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني في أول زيارة رسمية له للبلاد بعد نصف عام من توقيع وزير الجيش بيني غانتس إتفاقية تعاون أمني مع المغرب. مشهد استقبال كوخافي تقشعر له الأبدان ويندى له الجبين، هل وصلت الخيانة إلى هذا الحد يا هؤلاء المطبعين المنبطحين؟! تحترموا القاتل وتضعوا له البساط الأحمر والبرتوكول وليس هذا فقط، بل وتؤدون التحية العسكرية له، يا حيف عليكم يا من بعتم فلسطين وتنازلتم عن قضيتها.
هنا استحضر مقولة الشهيد صلاح خلف حينما قال: "أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر". صدقت أيها الشهيد، فالخيانة أصبحت اليوم متجذره في العديد من أنظمة الدول العربية، واا أسفاه.. لقد تحول فكرهم اليوم من الخيانة بتهمة التخابر مع العدو الصهيوني إلى الخيانة العظمى بتهمة شتم العدو، ولم يعد يخفى على أحد أن السياسة العربية الجديدة تعيش في أعمق عملية تقارب مع الكيان الصـهيوني في المنطقة، نجد أن منهم من طبَّع علناً ومنهم من طبَّع سراً.. فمن أعلى الطاولة شعارات رنانة مع الفلسطينيين وحقوقهم ومن أسفلها تطبيعٌ شامل وكامل وخيانات ولقاءات وتفاهمات.. إنها طعنات في الخاصرة من بني جلدتنا العروبة يا عرب.
إن تاريخ خيانة فلسطين لم يبدأ اليوم كي نُصاب بالعجب، حيث بدأت بوادر خيانة الحكومات العربية لها منذ زمن بعيد، لكنها كانت في الخفاء؛ وأصبحت اليوم في العلن ومن فوق الطاولة، فقضية فلسطين كقضية عربية ولدت في رحم العجز والخيانات. إن التطبيع المغربي وصل إلى حد التصهين بعدما شاهدنا كوخافي وكيف يستقبلونه بحفاوة، مما يدلل على حجم الانحطاط اللاأخلاقي الذي تعيشه المغرب نتيجة سلوكها السيء تجاه القضية الفلسطينية.
لذا علينا نحن كفلسطينيين أن نتوحد حتى نتمكن من إفشال مخططات العدو الصهيوني ومن يصطف بجانبه من أنظمة الدول العربية الخائنة التي ارتمت في أحضان الكيان المسخ.