قائمة الموقع

الجرائم تتواصل والفاعل معلوم.. عربدة منظمة لتصدير الفوضى

2022-07-24T14:58:00+03:00
فلتان أمني.jpg
بقلم/ خالد صادق
الاعتداء الهمجي على نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ناصر الدين الشاعر يدل دلالة قاطعة على ان هناك من يريد ان يعبث في الساحة الداخلية الفلسطينية وتصدير أزمات من شأنها ان تحرف الأنظار عما يسعى الاحتلال لتمريره من مخططات توسعية في القدس والضفة الغربية المحتلة، هناك إصرار من البعض على جرنا الى مربعات لاشعال فتنة داخلية, لم تردعهم جريمة قتل الناشط السياسي نزار بنات, ولم تردعهم المحاولات المتكررة للاعتداء على الشيخ المجاهد خضر عدنان, ولم يردعهم الاعتداء على ممثل حركة حماس في جامعة النجاح, ولا الاعتداء الصارخ من قبل على الدكتور ناصر الدين الشاعر داخل جامعة النجاح الوطنية, هذا بخلاف الاعتقالات على خلفية الانتماء السياسي, والتعذيب الجسدي داخل السجون, والتعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال, والإصرار الغريب على التوتير وإشاعة الفوضى واثارة الازمات, وكأن هؤلاء النفر تحركهم جهات خارجية معادية لشعبنا, وتربطهم مصالح مع المحتلين الصهاينة, فيقيسون مواقفهم برغبات إسرائيل, ومدى رضاها عنهم وعن افعالهم, ويرون في «إسرائيل» المجرمة شريكاً وحليفاً وصديقاً لا يشق له غبار, لقد انجرفوا بمواقفهم نحو احتلال نازي مجرم على حساب مصالح شعبهم, وقضاياه العادلة, وباعوا ضمائرهم لأجل مكاسب مادية لا قيمة لها وسرعان ما تزول, هان عليهم أبناء شعبهم لدرجة انهم يطلقون عليهم الرصاص بغرض القتل دون وازع من اخلاق او ضمير, استباحوا دماء أبناء شعبهم لإرضاء الصهاينة المجرمين, دون ان يحاسبهم احد على جرائمهم, بل ان المستوى الرسمي الفلسطيني يتستر عليهم ويبرئهم من جرائمهم لمكايدة المعارضين لسياسته.
اطلقوا رصاصهم الغادر على رمز وطني كبير بقيمة الدكتور ناصر الدين الشاعر, الذي ينادي دائما بالحوار والمصالحة ووحدة الموقف الداخلي الفلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال, وقد تناسوا ان الاحتلال الصهيوني شرع بتشكيل عصابات إجرامية من المستوطنين وتسليحهم وتكليفهم بمهمة قتل الفلسطينيين لمجرد الشبهة, وقد تغافل هؤلاء النفر عن اعلان القدس الذي صاغته «إسرائيل» وصادقت عليه الإدارة الامريكية, الذي يعطي «إسرائيل» فرصة للقتل وسفك الدماء وازهاق الأرواح, لقد تجاهلوا عن عمد ان «إسرائيل» المغتصبة لأرضنا تعتبر الضفة جزء من كيانها وتسميها يهودا والسامرة, وانها لديها مخططات لإخلاء الخان الأحمر والاغوار الشمالية والنقب من سكانها الأصليين, وتهويدها بشكل كامل, وهى تتحين الفرصة المناسبة لتنفيذ مخططها, والفرصة لا تأتي الا عندما ينشغل الفلسطينيون بمشاكلهم الداخلية, وتعصف بهم الازمات عصفا, وتتفتت ساحتهم الداخلية ويتحولون الى جماعات وأحزاب, «إسرائيل» تزرع هذه العصابات المجرمة في مواقع متقدمة وحساسة داخل السلطة وأجهزتها الأمنية, وتربطها بمصالح معها وتستخدمها وقتما تشاء لخدمة سياستها واطماعها التوسعية, ان هؤلاء النفر كالوباء, او السرطان الخبيث في جسد الشعب والأمة, والذي يجب استئصاله من جذوره حتى لا يكبر ويتفاقم, فهم لا يعيشون الا في أجواء موبوءة, ولا يستطيعون العمل الا في أجواء الفوضى العارمة والفلتان الأمني, وغياب الرادع وهو القانون, لقد وجدوا الأجواء المناسبة للقتل, واطلقوا الرصاص على الأبرياء, وأمنوا العقاب ومن امن العقاب اساء الادب, فهل يتوقف هؤلاء عن العبث ويرتدعون, ام ستبقى السلطة صامتة؟!.
الدكتور ناصر الدين الشاعر اصيب بست رصاصات في قدمه، أطلقها مسلحون على مركبته بكفر قليل، مساء الجمعة، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، ووصفت إصابته بالمتوسطة, وكان يوصى وهو في غرفة العمليات داخل المشفى بالوحدة الفلسطينية ووأد الفتنة, ليظهر الفارق بين الغث والثمين, وبين من ينتمي لوطنه وشعبه, ومن ينتمي لعدوه ومصالحه الخاصة, فحركة «حماس»، دعت في بيان صحافي، إلى التحقيق الفوري لمحاسبة الفاعلين مهما كانت مواقعهم، مؤكدة أنّ «محاولة اغتيال» الشاعر «تدقّ ناقوس الخطر بأنّ هناك مَن يحاول ضرب النسيج المجتمعي الفلسطيني، ويغيّب الأصوات الوطنية الشريفة خدمة للاحتلال، ولأجندات خارجية تتناقض ومبادئ الشعب الفلسطيني المقاوم الحرّ».
وعبرت «حماس» عن أسفها للتصريحات غير المسؤولة التي تسهم في التحريض الداخلي و»تحريك نار الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية، الناتجة عنها مثل هذه الجرائم والانتهاكات», بينما اكدت حركة الجهاد الإسلامي، أنّ تعمد تكرار الاعتداءات بالتهديد والاستهداف للقيادات والرموز الوطنية والأكاديمية والنشطاء، «عمل إرهابي، وتجاوز خطير لكل الخطوط الحمراء، وأن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تتحمل المسؤولية الكاملة عنها، ويجب عليها أن تكون الحامية لأبناء الشعب الفلسطيني وليس ملاحقته».
وطالبت الحركة، في بيان لها، بحراك سلمي رافض لهذه الظاهرة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار في المجتمع الفلسطيني، وأنّ «معركتنا الأساسية مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه الذي يستهدف كل يوم أرضنا ومقدساتنا», فإلى متى سيبقى هناك من يسعى دائما لحرف بوصلتنا؟!.
اخبار ذات صلة