قائمة الموقع

بالصور القائدان "الخطيب والضعيفي" دماءٌ أنبتت جيلاً لا يعرف الهزيمة

2022-07-26T16:04:00+03:00
الشهيدان عمر الخطيب وخليل الضعيفي.jpg
شمس نيوز - غزة

ها نحن نعيش اليوم مع سيرة قائدين من صناديد الإسلام والجهاد وفلسطين، شهيدين عرفتهم حواري المخيمات، وكروم الزيتون والحمضيات والأحراش التي طالما خبأتهم عن عيون الأعداء وعملائهم، وهم يعدون العدة ويضعون الخطة تلو الخطة لتكبيد جيش الاحتلال الصهيوني الخسائر الفادحة في جنودهم وعتادهم، ليصنعوا بتضحياتهم فجر حريتنا وكرامتنا، وليكتبوا بدمائهم التي سالت فوق رمال غزة المراق أسطورة عشق لأرض باركها الله وجعلها مهبط لديانات وأرض الرسالات السماوية، إنهم الشهيدين القائدين عمر الخطيب "أبو عرفات" وخليل الضعيفي "أبو زيد".

تطل علينا اليوم الثلاثاء 26-7 ذكرى رحيل قائدين من أبرز قادة سرايا القدس في مدينة غزة (عمر الخطيب وخليل الضعيفي) هؤلاء الأبطال الذين أبدعوا في مقارعة أعداء الله، وسطروا أروع ملاحم العز والتضحية والفداء بدمائهم وأشلائهم، وتركوا خلفهم جيلاً مجاهداً لا يعرف الهزيمة ومازال حافظاً للعهد والوصية، مواصلاً طريق ذات الشوكة المعبدة بالدم والتضحيات الجسام.

الشهيد القائد/ عمر عرفات الخطيب

ولد شهيدنا القائد عمر عرفات محمد شفيق الخطيب (أبو عرفات) في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة الباسلة بتاريخ 27 يوليو (تموز) 1975م، وتربى الشهيد أبو عرفات في أسرة كريمة، ولم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة وهي بلدة "القبيبة" قضاء مدينة الرملة المحتلة إذ هجر منها أهلها إثر نكبة عام 1948م، نشأ شهيدنا القائد عمر وسط أسرته المكونة من والديه وأربعة من الإخوة واثنتين من الأخوات، وتتكون أسرة شهيدنا القائد أبو عرفات من زوجته وأبنائه الأربعة، (ثلاثة من الذكور وبنت واحدة).

منذ أن تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر شعبه وأمته فانخرط في العمل الوطني، وشارك بفاعلية في الانتفاضة الأولى عام 1987م، حيث اعتقل الشهيد القائد عمر الخطيب مرتين لدي العدو الصهيوني بتهمة مقاومة الاحتلال، فالاعتقال الأول في العام 1991م، والاعتقال الثاني في العام 1992م لمدة عامين وشهرين، لكن ذلك لم يضعف من عزيمته، وواصل مقاومته للاحتلال الصهيوني بشتى السُبل.

أحب الشهيد القائد أبو عرفات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فالتحق بصفوف الحركة مع البدايات الأولى لانتفاضة الأقصى المباركة ليتربى على نهج الدكتور المعلم الشهيد فتحي الشقاقي وليسير على درب الإيمان والوعي والثورة، ونظراً لحب شهيدنا عمر للمقاومة والجهاد التحق بصفوف الجهاز العسكري سرايا القدس، في العام 2001م، فكان يعمل بلا كلل أو ملل، ونظراً لنشاطه المميز في العمل العسكري، أصبح من القادة الميدانيين البارزين في سرايا القدس في قطاع غزة.

ارتبط شهيدنا القائد عمر بعلاقات طيبة مع الجميع، وجمعته علاقة الصداقة بعدد كبير من الشهداء والقادة، عرف منهم الشهداء القادة: (مقلد حميد، محمود جودة، عدنان بستان، شادي مهنا، خالد الدحدوح، خليل الضعيفي، ماجد الحرازين)، حيث ربطته بهم علاقات الأخوة والمحبة والتسامح، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.

كما وربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة لاسيما الإخوة في كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى، وكان يخطط ويشرف بنفسه على التجهيز للعمليات الجهادية لاسيما الاستشهادية منها، كما شارك بنفسه في تنفيذ بعض تلك العمليات، وله دور كبير وبارز في التخطيط لعملية بدر الكبرى والمعروفة بعملية "الزورق البحري" في 17 رمضان الموافق 22/11/2002م، والتي أدت إلى إصابة 4 جنود من سلاح البحرية الصهيوني بجراح خطيرة، وقد استشهد في العملية المجاهدان محمد المصري" وجمال إسماعيل، وكلاهما من سرايا القدس، وكذلك تجهيزه للاستشهادي مصعب السبع لتنفيذ هجوم استشهادي في معر بيت حانون بتاريخ 21/2/2003م، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال.

كما للشهيد القائد أبو عرفات دور مهم في العملية النوعية المشتركة بين (سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام) ضد القوات الصهيونية في محيط معبر بيت حانون "إيرز" بتاريخ 6/3/2004م، حيث تم مهاجمة الموقع بواسطة جيبات عسكرية شبيهه بجيبات قوات الاحتلال الصهيوني.

يُسجل للشهيد القائد أبو عرفات شرف المشاركة في إطلاق أول صاروخ جراد من غزة على المدن الصهيونية ومعه الشهيد القائد محمد الدحدوح، وعلى أثر العمل الجهادي المقاوم للشهيد أبو عرفات قامت قوات الاحتلال الصهيوني بقصف منزله في مخيم الشاطئ عام 2006 م، وكما أنه نجا من محاولة اغتيال صهيونية قبل استشهاده بيومين.

نجا الشهيد القائد أبو عرفات الخطيب من عدة محاولات اغتيال سابقة فكانت المحاولة الأولى في العام 2006م حينما استهدفت طائرات العدو الصهيوني منزله بعدد من الصواريخ ودمرته بشكل كامل، أما المحاولة الثانية فكانت بتاريخ 24/7/2007م أي قبل اغتياله بيومين، حينما كان برفقة القائد خليل الضعيفي في منطقة النصر حيث استهدفتهم طائرات العدو بصاروخين لكنهما نجيا من المحاولة بفضل الله.

الشهيد القائد/ خليل مصباح الضعيفي

ولد شهيدنا القائد خليل مصباح حسين الضعيفي (أبو زيد) في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة الباسلة في 1 يناير (كانون الثاني) 1958م، وتربى في أسرة كريمة، ولم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة وهي بلدة «القبيبة» قضاء مدينة الرملة المحتلة إذ هجر منها أهلها إثر نكبة عام 1948م.

شهيدنا القائد خليل الضعيفي هو الابن الثاني بين إخوته السبعة، وله من الأخوات أربع، وتتكون أسرة شهيدنا القائد من زوجته وأبنائه العشرة (سبعة من الذكور وثلاث من الإناث).

ينتمي شهيدنا القائد أبو زيد إلى عائلة مجاهدة تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، حيث إن المجاهد راشد وهو شقيق الشهيد القائد خليل من المقاتلين القدامى في العام 1967م، وخرج من قطاع غزة آنذاك واعتبر لاجئاً خارج وطنه فلسطين وتوفي فيما بعد في الأردن عام 2001م، كما يوجد أخ آخر للشهيد وهو المجاهد مرعي من كتائب القسام ومطلوباً لقوات الاحتلال الصهيوني في انتفاضة عام 1987م، وتمكن من مغادرة القطاع سراً، ثم العودة بنفس الطريقة في العام 2006م.

يعتبر الشهيد القائد أحد الأعمدة الرئيسة في أسرته لاسيما بعد وفاة والده في العام 1971م، ووفاة أخيه الأكبر راشد، فتحمل الشهيد أعباء الأسرة، وصار محبوباً من الجميع وكما قال ذووه:" عاش سبعاً ومات سبعاً"، حيث كان رجلاً وسبعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

حرص القائد أبو زيد على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء الأبرار، فدوماً تجده في الصفوف الأولى، وكان مثالاً للتواضع والعنفوان، شجاعاً لا يخاف الموت، عنيداً في المواقف الرجولية، ولا يخشى في الله لومة لائم.

أحب الشهيد القائد خليل الضعيفي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فالتحق بصفوف الحركة مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة، ليتربى على نهج الدكتور المعلم الشهيد فتحي الشقاقي وليسير على درب الإيمان والوعي والثورة.

نظراً لحب شهيدنا القائد أبو زيد للمقاومة والجهاد التحق بصفوف الجهاز العسكري سرايا القدس في العام 2001م، فكان يعمل بلا كلل أو ملل، ونظراً لنشاطه المميز في العمل العسكري كُلف من قِبل قيادة سرايا القدس بقيادة المهام الصعبة، وقد نجح في ذلك الأمر الذي أهَّله فيما بعد لأن يصبح من القادة الميدانيين لسرايا القدس في مدينة غزة.

عُرف شهيدنا القائد الضعيفي بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية، حيث كان دوماً على رأس المقاومين يخوض المعارك الباسلة ضد الجنود الصهاينة.

يعتبر الشهيد القائد خليل الضعيفي من القادة الميدانيين البارزين في سرايا القدس، وقد خَطّط للعديد من العمليات الجهادية والاستشهادية، كما شارك بنفسه في تنفيذ بعض تلك العمليات.

للشهيد القائد أبو زيد الدور الكبير مع الشهيد القائد بشير الدبش وبالاشتراك مع الأخوة في كتائب القسام في التخطيط للعملية البطولية المشتركة في مغتصبة «نتساريم» بتاريخ (24/10/2003م)، التي أدّت إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجراح، وقد استشهد في العملية الاستشهادي سمير فودة من كتائب القسام وعاد الاستشهادي من سرايا القدس إلى قاعدته سالماً تحفظه عناية الرحمن.

وشارك الشهيد القائد أبو زيد في العملية البطولية قرب مغتصبة «كفار داروم» التي أدت في حينه إلى قتل جنرال صهيوني.

عمل الشهيد القائد خليل الضعيفي على رأس الوحدة الصاروخية لسرايا القدس في مخيم الشاطئ حيث شارك في إطلاق العشرات من صواريخ (قدس3) وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية لاسيما مغتصبة «سديروت» ومدينة «المجدل» المحتلتين، كما شارك في إطلاق صواريخ الكاتيوشا مع الشهيد القائد محمد الدحدوح.

أشرف الشهيد القائد أبو زيد على العديد من الدورات التدريبية لمجاهدي سرايا القدس وخصوصاً الاستشهاديين منهم على عمليات الاقتحام للمغتصبات الصهيونية.

ارتبط شهيدنا القائد خليل الضعيفي بعلاقات طيبة مع الجميع، وكانت تربطه علاقة الصداقة بعدد كبير من الشهداء، عرف منهم الشهداء القادة: (بشير الدبش ـ خالد الدحدوح ـ عمر الخطيب)، حيث كانت تربطه بهم علاقات الأخوّة والمحبة.

كما ربطته علاقات الأخوّة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة لاسيما الأخوة في (كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى).

نجا الشهيد القائد أبو زيد من عدة محاولات اغتيال سابقة ففي تاريخ (29/5/2006م) وبينما كان برفقة عدد من إخوانه المجاهدين في مهمة جهادية، استهدفتهم وحدة صهيونية خاصة خلال قيامهم بإطلاق صواريخ على مدينة المجدل المحتلة، واستشهد على الفور المجاهدين (عبد الرحمن أبو شنب ـ يوسف أبو المعزة ـ محمد مطر) ونجا عدد من المجاهدين كان من بينهم القائد أبو زيد الضعيفي، أما المحاولة الثانية فكانت بتاريخ (24/7/2007م) أي قبل اغتياله بيومين، حينما كان برفقة القائد عمر الخطيب في منطقة النصر حيث استهدفتهم طائرات العدو بصاروخين لكنهما نجيا من المحاولة بفضل الله.

كانت آخر العمليات الجهادية التي أشرف عليها القائدين خليل الضعيفي وعمر الخطيب قبل شهر من اغتيالهما عملية «الصيف الساخن» البطولية داخل موقع كيسوفيم العسكري في يونيو 2007م، حيث تمكن أربعة من الاستشهاديين من سرايا القدس وكتائب الأقصى من اقتحام الموقع العسكري بجيب مصفّح واستشهد خلال العملية الشهيد المجاهد محمد الجعبري من سرايا القدس وتمكّن ثلاث من الاستشهاديين من العودة إلى قواعدهم بسلام تحفظهم عناية الرحمن.

رحيل القادة

بعد ظهر يوم الخميس 26 يوليو (تموز) 2007 م كان الشهداء (خليل الضعيفي، عمر الخطيب، أحمد البلعاوي) على موعد مع الشهادة، حيث كان المجاهدون متوجهين لتنفيذ إحدى المهام الجهادية حين استهدفت طائرات العدو الصهيوني السيارة التي كانوا يستقلونها بالقرب من مفرق الشهداء جنوب مدينة غزة، فارتقى الفرسان الثلاثة إلى العلياء شهداء كما أحبّوا، نقلاً عن الإعلام الحربي لسرايا القدس.

اخبار ذات صلة