يحكى أن فلانًا أراد الزواج بفلانة، فجاء لوالدها فلان ثم ذهبوا لعلتان الذي جاءه الكبر على عجالة، فبقي يتحسر على شبابه الذي أفناه في البحث عن فلانة التي أحبها لكن الموت سبقه إليها.
هذه الدائرة المعتادة في حياتنا وهي الثقل الأكبر فيها، فما أن تعلم الأم أنها حاملًا في صبي أو صبية، تتحول إلى زرقاء يمامة تبصر في الأفق أنه قد وجد شريك حياته ومن ثم تزوج، وفي الحقيقة أنها تفعل ذلك أيضًا في أرض الواقع بعد عشرين سنة أو يزيد، ولكنها لم تفكر قط بالماء الذي ستسقيه لتلك البذرة في بطنها هل هو ماء قران أو بصاق شيطان؟
وعندما تصبح زهرة يلدغها النحل ويمتص رحيقها الفراش، كيف ستجعله يتعامل مع المتوحشين في الحياة الذين وكلت إليهم مهمة صقل الشخصية بالثقل الأكبر ؟
هل سيكون يجهز نفسه كي يليق بنفسه؟ أو ليليق بكِ؟ أم سيجهز نفسه ليليق بشريكة حياته ؟ أم بكل ذلك سيليق (بالإضافة إلى مجتمعه طبعًا)؟
هذه الأسئلة جميعها لا نفكر بها وإنما ننظر في أفق الحياة للزواج باعتباره عادة بشرية قدسية حكمها في فقه الحياة الوجوب، أما لا ننظر لها على أنها قاعدة بشرية متينة من أحياها فقد أحيا الناس جميعًا ومن خل بها فكأنما كان بالضبط رجل دفاع مدني يرش الماء المفيرس على مظاهرة للشعب فتلقّى الفايروس من بالمظاهرة ونقلوه للباقيين.
إن عرفتِ إجابة هذه الأسئلة واخترتِ الإجابة يا أمي فاعلمي أن البذرة التي سقيتها بماء القرآن وعالجتِ لسع النحل لزهرتكِ برونقكِ الخاص ستجدينها مع السنين شجرة مثمرة ظلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها بشكل شبه مستمر بإذن الله.