شمس نيوز - محمد أبو شريعة
أظهر جيش الاحتلال، مساء اليوم الأربعاء، صورًا ومقاطع فيديو ادعى أنها منشآت عسكرية ومعدات للمقاومة تستخدم خلالها المواطنين كدروع بشرية.
هذه الصور ومقاطع الفيديو بحسب زعم الاحتلال منشرة في العديد من مناطق قطاع غزة، منها الحيوية، والسكنية، ومنها أيضًا الخدماتية، إلا أن مراقبين يرون أن هذه الصور تأتي في إطار الدعاية والحرب النفسية التي يبثها جيش الاحتلال للشعب الفلسطيني، ويحاول استغلالها في المؤسسات الدولية للتغطية على جرائمه.
تملص من الجرائم
الخبير بالشأن القانوني والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أشار إلى أن هذه الصور والفيديوهات تأتي في إطار محاولة الاحتلال التملص من الجرائم التي ارتكبتها ضد قطاع غزة خلال عدوان أيار مايو 2021، واستمرار للجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة منذ سنوات، والتي وثقتها منظمات حقوق الانسان.
وقال إبراهيم لـ"شمس نيوز": "هناك العشرات من الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال والتي تم التحقيق فيها من قبل لجان حقوق الانسان الدولية، وأظهرت مدى وحجم هذه الجرائم المرتكبة من قبل الجيش المدعوم من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي".
وبحسب ما يرى فإن هذا الادعاء يأتي في إطار الاستمرار بالجرائم الإسرائيلية مكتملة الأركان، والتي لم تتوقف منذ سنوات، وهي محاولة للهروب من العقاب، مضيفًا "هذا الأمر أيضًا يستخدمه الاحتلال في مدن الضفة المحتلة؛ لارتكاب الجرائم وترويع الآمنين، كما حصل مؤخرًا في نابلس من محاصرة للمنازل وقتل الشبان فيها، بالإضافة لأعمال التفتيش والترويع اليومي للمواطنين من خلال حملات الاعتقالات؛ بزعم وجود أسلحة ومطلوبين في المنازل".
أكاذيب مكشوفة
هذا الحديث وافقه فيه الكاتب والأكاديمي الفلسطيني وائل المناعمة، إذ لفت إلى أن هذه الصور تأتي في إطار الأكاذيب التي يسوقها جيش الاحتلال للرأي العام العالمي؛ ليبرر جرائمه ضد المدنيين الآمنين في قطاع غزة.
وذكر المناعمة لـ"شمس نيوز" أن الاحتلال ارتكب العشرات من المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة، مضيفًا "جاء الاحتلال اليوم بهذه الفبركات والأكاذيب، ولكن أهلنا في قطاع غزة يدركون جيدًا مبتغاه ومراده من ورائها، كما يدركون مدى كذب، وعدم مصداقية هذه الصور التي خرج بها جيش الاحتلال".
وأشار إلى أنها تأتي في إطار الدعاية والحرب النفسية؛ ليبرر بها الاحتلال جرائمه بحق المدنيين، خاصة بعد ارتكابه العشرات من الجرائم المخالفة للقوانين الدولية بمجازر عديدة ضد الآمنين في بيوتهم، وقتل مئات الأطفال والنساء، واعتدى على المؤسسات الدولية والمستشفيات والمدارس التي لم تسلم أيضا من قصف طائراته ودباباته.
وأضاف: "هو أظهر هذه الصور ليستخدمها ضد المقاومة، ولكن الجميع يعلم أن هذه الصور غير حقيقية ومفبركة، وهي لتبرير جرائمه ضد أبناء شعبنا".
من ناحيته المختص بالشأن الأمني إبراهيم الصالحي، قال إن هدف الاحتلال من هذه الصور هو جمع معلومات، من خلال ترديد بعض المواطنين، وضعاف النفوس لتلك الأضاليل، ومحاولة ترويجها من باب الريبة والخشية؛ رغم قناعتنا التامة بعدم صحة تلك المعلومات غير الصحيحة".
وأضاف الصالحي لـ"شمس نيوز" "يحاول العدو تشريع استهداف المدنيين، والأماكن ذات الكثافة السكانية، والأبراج والمباني السكنية بحجة وجود أنشطة عسكرية بداخلها".
وشدد الصالحي على أن عدم التعاطي مع تلك الأضاليل التي يحاول ترويجها الاحتلال، من أهم طرق إفشال دعايته الكاذبة، وإحباط حربه النفسية التي يستهدف من خلالها البيئة الحاضنة للمقاومة وعمقها الجماهيري.