ادعاء الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي وزعمه عن الكشف مزيد من الأنفاق التابعة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأنها مخزنة في شوارع واحياء مدينة غزة، و المستشفيات والمدارس والمساجد وغيرها.
تزامن مع نشر المراقب العام لدولة الاحتلال الاسرائيلي ماتانياهو إنجلمان امس الاربعاء تقريرا، حول فشل استجابة الشرطة وجهاز الامن العام (الشاباك) في احداث أيار 2021، في الداخل، بالتوازي مع العدوان على غزة وعملية (حارس الاسوار/ معركة سيف القدس) حيث أشار إلى سلسلة من الإخفاقات ووجه الاتهام إلى الشرطة والشاباك بان أوجه القصور الخطيرة تسببت في إصابة خطيرة للأمن الشخصي.
واشار التقرير إلى عدد من الإخفاقات، من بين أمور أخرى فيما يتعلق بالاستخبارات ونظام الاحتياط والتفاعل بين الشرطة و(الشاباك).
ويأتي نشر المتحدث باسم الجيش بالتزامن مع اصدار اللجنة الاممية تقريرها الأول في بداية حزيران/ يونيو 2022، والذي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دولية مستقلة ومستمرة للتحقيق في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل، في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي الإنساني.
وفي جميع الأسباب الجذرية الكامنة وراء التوترات المتكررة وعدم الاستقرار وإطالة أمد النزاع، بما في ذلك التمييز والقمع المنهجيان على أساس الهوية الوطنية أو الإثنية أو العرقية أو الدينية.
واعتبرت لجنة التحقيق أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والتمييز ضد السكان الفلسطينيين هما "السببان الجذريان" للتوترات المتكررة وعدم الاستقرار في المنطقة.
وقالت نافي بيلاي، رئيسة اللجنة والمفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان، في تقريرها أن النتائج والتوصيات الخاصة بالأسباب الجذرية توجهت بأغلبيتها إلى إسرائيل، وهذا مؤشر على الطبيعة غير المتكافئة للنزاع وواقع دولة محتلة لدولة أخرى.
خلال العدوان على قطاع غزة في مايو (ايار) (عملية سيف القدس) من العام الماضي، بعد احداث حي الشيخ جراح، وما حرى من تصاعد الاحداث وقصف المقاًمة الفلسطينية في قطاع غزة مدينة القدس بالصواريخ، واندلاع مواجهة عسكرية استمرت 11 يوما دمرت اسرائيل البنية التحتية وارتكاب الانتهاكات وجرائم الحرب.
ولم يمض عام على العدوان الأخير ، حيث كان المدنيون والأعيان المدنية في عين العاصفة، حيث قتل 260 مدنياً، بينهم بينهم 66 طفلاً و38 امرأة، وأصيب 1968 مدنياً، بينهم 630 طفلاً 397 امرأة، فيما طال الدمار المنشآت المدنية والبنى التحتية، بما فيها تدمير 7680 وحدة سكنية بشكل كلي.
منذ عملية سيف القدس والتهديد الاسرائيلي لم يتوقف، وانه يتم تحديث وتوسيع بنك الأهداف في قطاع غزة، للاستعداد لشن عدوان حديد وارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
ما نشره المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، في سياق الفشل في القضاء على المقاومة الفلسطينية والتحريض عليها، ومحاولة اعادة الردع، وكي الوعي والتهديد باستمرار العدوان والارهاب.
ومحاولة للغطرسة واظهار القدرات الاستخبارية للجيش وارتكابه الجرائم الارهابية وقتل مزيد من الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم وارتكاب مزيد من المجازر في غزة بحق الآمنين.
على الرغم من الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في الاراضي الفلسطينية المحتلة خاصة في قطاع غزة.
جاء تقرير مراقب الدولة ليوضح الفشل الاستخباراتي وادعاء التفوق في هذا المجال وما يمتلكه من وسائل تكنولوجية فائقة الدقة وطائرات الاستطلاع وغيرها من الوسائل ، وأنه يعلم ما لا يعلمه احد.
وتجسد الفشل في عملية كاسر الامواج في الضفة الغربية، وعدم قدرته على القضاء على المقاومة وروح الشعب الفلسطيني الوقّادة في الضفة الغربية وبسالة المقاومة، في جنين ونابلس وسقوط الشهداء الذين استبسلوا في معركة استمرت اكثر من خمس ساعات في مواجهة اعداد كبيرة من جيش الاحتلال.
معاناة غزة مستمرة باشكال مختلفة بالحصار والعقاب الجماعي المفروض عليها، من العدو ومن القريب والصديق، وهو ليس قدراً مكتوب عليها ان تبقى كذلك، هي تحاول التغلب على مشكلاتها وفصلها جغرافيا وعزلها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في كانتون مغلق بالجدران، هي تكيفت مع ازماتها، لكنها لم تستسلم لها.
ما يحتاجه الفلسطينيون وهو موقف وطني جمعي لمواجهة أنفسهم قبل مواجهة الاحتلال وسياسته العدوانية القائمة على إيذاء الفلسطينيين وسرقة اراضيهم، وهم بأمس الحاجة للوحدة الان.
يبدو أن الفلسطينيين لا يدركوا أهمية ما حققوه العام الماضي في هبة الكرامة في القدس وغزة والضفة ومناطق الـ ٤٨.
وما حققوه من وحدة وطنية جمعية حول قضية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والخشية قائمة من المساومة سياسياً في قضيتها وعدم المضي قدماً في استكمال متابعة التحقيق فيها، كما حدث في تقرير القاضي غولدستون وتراجع السلطة الفلسطينية وسحب مشروع القرار لطرح التقرير الذي أدان إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وكانت نتايج زيارة بايدن الفاشلة تعبير حقيقي عن فشل الرهان على الادارة الامريكية ولم يقدم بايدن أي هدايا سياسية، لا فتح للقنصلية الأمريكية في القدس، أو شطب منظمة التحرير من قائمة المنظمات "الإرهابية"، وإعادة فتح مكتب بعثتها في واشنطن.
فشل زيارة بايدن وخيبة الامل لدى القيادة الفلسطينية، يجب دفعها للتمسك بتنفيذ توصيات لجان التحقيق الاممية المعنية بالتحقيق في جرائم الحرب الذي قامت دولة الاحتلال بها ولا تزال تهدد للقيام بجرائم جديدة.
وعدم بذل الجهد لمحاسبة دولة الاحتلال وبتنفيذ التوصيات هو التضحية بدماء الضحايا، وعليه يجب ضمان المساءلة تجاه انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ان عدم تنفيذ توصيات التقارير الاممية بما فيها التقرير الاخير يوفر بيئة الإفلات من العقاب، ومساعدة دولة الاحتلال في ترسيخ الاحتلال ونظام الفصل العنصري والتمييز المستمر ضد الفلسطينيين، وهو في صلب تكرار الجرائم والانتهاكات الممنهجة في الأرض الفلسطينية المحتلة، والقدس.
المقاومة حق وفلسطين هي للفلسطينيين مهما طال الزمن والقناعة بالحق في الحرية وتقرير المصير حتمية تاريخية، المطلوب عدم بيع الناس الوهم والهم واحترام انسانيتهم وحقهم بحياة حرة كريمة، وانصاف الضحايا .